قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه سيغادر اجتماعه المرتقب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون "ما لم يكن مثمراً".وفي ختام مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في "منتجع ترامب" في مار آلاو بفلوريدا، أضاف ترامب أنه "حتى قبل الاجتماع، إذا رأت الولايات المتحدة أن اللقاء لن يكون ناجحاً، فلن نعقده".
وذكر أن العلاقات مع كوريا الشمالية "قطعت شوطاً طويلاً" بمساعدة دول أخرى لاسيما الصين. وقال: "لم نكن أبداً في موقف مثل هذا مع هذا النظام سواء كان مع الأب أو الجد أو الابن"، في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية ووالده وجده.وبينما أفادت قناة "NBC" الأميركية بأن اللقاء بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي يمكن أن يجري في سويسرا، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المحللة السابقة في (CIA) الخبيرة في الشأن الكوري سوي مي تيري، إن طائرة كيم تحصر اللقاء في قائمة محدودة من الوجهات القريبة من بيونغ يانغ. وقالت إن "طائرة كيم قديمة. لا أحد يعرف ما إذا كانت تعمل".من ناحية أخرى، اعتبر ترامب، أن التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية "أمر سيئ" للولايات المتحدة، قائلاً، إنه حان الوقت لإنهاء التحقيق. أضاف أن التحقيقات التي يقودها المحامي الخاص روبرت مولر هي "خدعة" اختلقها الديمقراطيون إلى حد كبير لمساعدتهم على تخفيف أوجاع خسارتهم في الانتخابات.وفي سيول، ذكر رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، أمس، إن كوريا الشمالية ليست مصممة على أي مطالب في محادثاتها المقبلة مع ترامب من شأنها أن تفشل المفاوضات. أضاف: "ما يريدونه هو وضع حد للعلاقات العدائية، يليها ضمانات أمنية". وأكد مجدداً أيضاً أن "كوريا الشمالية أشارت إلى رغبتها في النزع الكامل للأسلحة النووية".
بومبيو
في غضون ذلك، تبدو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على وشك رفض تعيين مدير "CIA"، ليشغل منصب وزير الخارجية، رغم الدور الذي يلعبه بومبيو في التقارب مع كوريا الشمالية، الذي عاد للتو من مهمة سرية قام بها في بيونغ يانغ للإعداد لقمة تاريخية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.وقال زعيم كتلة الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور روبرت مينينديز، إنه سيعارض هذا التعيين، منتقداً إدارة ترامب وبومبيو لافتقارهما لرؤية استراتيجية في مجالات السياسة الخارجية عموماً. كما انتقد بومبيو أيضاً لعدم كشفه عن رحلته الأخيرة لكوريا الشمالية في اجتماعاته مع المشرعين.وفي كلمة ألقاها في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، قال مينينديز: "أعتقد أن أكبر دبلوماسي لأمتنا ينبغي أن يكون صريحاً والأكثر أهمية أن آراءه السابقة لا تعكس قيم أمتنا ولا تعتبر مقبولة من أكبر دبلوماسي لأمتنا (...) الشعب الأميركي يستحق من هو أفضل من ذلك". أضاف: "هذا هو السبب... في أني سأصوت بـ لا لمدير (CIA) بومبيو كي يصبح وزير خارجيتنا".ومع ذلك، يمكن لبومبيو، أن ينال موافقة مجلس الشيوخ بكامله على ترشيحه للمنصب من دون تأييد اللجنة. لكنه سيكون أول مرشح للخارجية لا يحصل على تأييد لجنة الشؤون الخارجية على الأقل منذ أصبح هذا التصويت علنياً عام 1925. وأمام هذه العقبات، التي لم تكن متوقعة، شن البيت الأبيض هجوماً مضاداً. وقال رئيس اللجنة السناتور الجمهوري بوب كوركر، إنه لا يتوقع أن يؤثر اجتماع بومبيو مع زعيم كوريا الشمالية على تأييد المجلس لتعيينه. أضاف: "منذ سنوات ونحن نحتفظ بقنوات سرية مع كوريا الشمالية من خلال الاستخبارات".وعبر كوركر عن سعادته بعقد بومبيو لهذا الاجتماع، وقال، إنه يأمل أن تكون هناك اجتماعات أخرى قبل أي قمة بين كيم وترامب كي يتسنى للرئيس الحصول على أفضل نصيحة ممكنة من رجال "أذكياء" قبيل الجلسة.من ناحيته، قال السناتور الجمهوري توم كوتون" "مهما حدث في اللجنة، سيصدر تأكيد مجلس الشيوخ (لتعيين بومبيو) الأسبوع المقبل".لذلك، سيكون على بومبيو انتظار تصويت في جلسة عامة في مجلس الشيوخ للموافقة على تعيينه وزيراً للخارجية. وهذا الإجراء في التعيين من دون موافقة اللجنة نادر جداً.وحذر كوتون من "الإشارة السيئة جداً" إلى الدول الأخرى وخصوصاً كوريا الشمالية، التي سيشكلها رفض تعيين بومبيو.وتشير أرقام غير رسمية إلى أن بومبيو مرفوض من عشرة أعضاء مقابل تسعة بعدما اختار السناتور الجمهوري راند بول الخروج عن التضامن الحزبي.وتدخل ترامب شخصياً للدفاع عن قراره تعيين بومبيو (54 عاماً) خلفاً لريكس تيلرسون.وهو يرى أن بومبيو "استثنائي" ورجل "لبق" سيكون "وزيراً عظيماً للخارجية". وقال ترامب في منزله الفخم في مارا لاغو "هذا ما سأقوله إلى راند بول ولم يخذلني يوماً".ولكن حتى في إطار تصويت لمجلس الشيوخ في جلسة عامة، يبدو الوضع حساساً للجمهوريين الذين يتمتعون بغالبية ضئيلة تبلغ 51 مقعداً مقابل 49. وإذا لم يغير بول موقفه، فقد يحتاج بومبيو لأصوات الديمقراطيين لإقرار تعيينه، ولم يعلن أي منهم حتى الآن أنه سيعطيه صوته.على صعيد آخر، قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن علاقتها بالرئيس دونالد ترامب "مثالية" وسط خلاف بينها وبين البيت الأبيض.وكانت هيلي ذكرت الأحد، أن واشنطن تعد عقوبات جديدة على روسيا بسبب دعمها للرئيس السوري بشار الأسد. بيد أن مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة، قال إن ترامب أرجأ فرض مزيد من العقوبات.