هل تنجح محاولة جر العراق إلى الأتون السوري؟
● غارة عراقية داخل سورية بموافقة الأسد وواشنطن
● موسكو وطهران تفعّلان «غرفة بغداد» الرباعية
وسط حراك كبير يشهده ملف سورية بعد «الضربة الثلاثية» الأميركية ـــ البريطانية ـــ الفرنسية لدمشق، بدا أمس، أن هناك محاولة من جانب المحور المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد، الذي يضم روسيا وإيران، لإدخال عنصر جديد على «رقعة الشطرنج» من خلال جر العراق إلى الأتون السوري. في هذا السياق، شنت مقاتلات عراقية من طراز F16 أميركية الصنع، أمس، هجوماً جوياً داخل الأراضي السورية، مستهدفة تجمعاً لـ «داعش» على الجانب السوري من الحدود، بعدما شن التنظيم هجوماً مباغتاً على الميادين بمحافظة دير الزور، وقتل نحو 25 عنصراً من قوات النظام وحلفائها المنتشرين في المنطقة. وبينما أعلنت بغداد أنها نسقت الضربة الجوية مع الحكومة السورية الموالية لنظام الأسد، أكدت مصادر عراقية حكومية، لـ«الجريدة»، أن الضربة سبقها تنسيق استخباراتي ودعم فني متنوع من البعثات العسكرية لدول التحالف بقيادة واشنطن، المنتشرة في قواعد غرب العراق.
وفي مؤشر آخر، بجانب الغارة، إلى محاولة موسكو وطهران إدخال العراق إلى الساحة السورية المشرعة الأبواب، عقد مسؤولون عسكريون وأمنيون من إيران والعراق وسورية وروسيا اجتماعاً في بغداد، أمس، هدفه «تنسيق جهود مكافحة الإرهاب».وكانت هذه الدول الأربع شكّلت في عام 2015 ما عرف بـ«غرفة بغداد» لمواجهة هجوم «داعش» الكبير على سورية والعراق، لكن الغرفة تعطلت، وبدت غير فعالة مقابل الانخراط الأميركي العسكري ضد «داعش» من خلال التحالف الدولي. وتزامنت هذه التطورات مع زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي لبغداد، والتي قال للصحافيين إن هدفها مناقشة التطورات بعد الضربة الثلاثية على سورية. وخلال لقائه مستشار الأمن القومي العراقي، أمس، قال حاتمي إن «اللجنة الرباعية المشتركة بين إيران والعراق وروسيا وسورية يمكن أن «تشكل أساساً للتعاون المتصاعد في المنطقة».