يزبك وهبي: ترشّح الإعلاميات للبرلمان اللبناني يأتي ضمن تفعيل دور المرأة
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان (6 مايو المقبل)، تطفو إلى السطح مسألة ترشح إعلاميين لدخول البرلمان، وقد بلغت هذه الدورة نسبة عالية مقارنة بالدورات السابقة، ويسجّل في هذا المجال ترشّح لافت لإعلاميات، وهو أمر يعتبره الإعلامي يزبك وهبي (معد ومقدم برامج سياسية على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال) دليلاً على الديمقراطية التي تعطي الحق لكل مواطن بالترشح للدخول إلى الندوة البرلمانية.
أكّد يزبك وهبي أن عدد الإعلاميين المرشحين للانتخابات النيابية في لبنان يفوق الأربعين، وأن هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد وصل إلى البرلمان اللبناني سابقاً إعلاميون من بينهم الوزراء: جان عبيد، ونهاد المشنوق، ومحمد المشنوق، وغازي العريضي، والنائب حسن فضل الله، لافتاً إلى أن «حزب الله» رشح ثلاثة صحافيين وهم حسن فضل الله، وأنور جمعة، ود. ابراهيم الموسوي. واعتبر الإعلامي اللبناني، في لقاء مع الإعلامية باتريسيا هاشم ضمن برنامج «بصراحة» عبر أثير إذاعة «فايم أف أم»، أن ترشح الإعلاميات يأتي ضمن تفعيل دور المرأة في الحياة العامة الذي تضطلع به الجمعيات الأهلية، وأضاف، أنه لا يجوز أن يكون في البرلمان نساء لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة، فهذا أمر مخجل ومعيب في بلد مثل لبنان علّم العالم الحضارة والانفتاح، مشيراً إلى أن ترشح النساء عامل إيجابي كذلك ترشّح الإعلاميات. ولكن العبرة، كما قال، بحظوظ وصولهن إلى البرلمان، وقد تساعد النسبية البعض في حال كان ضمن لوائح حزبية أو يحظى بدعم من المجتمع المدني، بشرط أن تكون لائحة واحدة.في سياق آخر، عزا عدم ركوبه موجة ترشح الإعلاميين للانتخابات النيابية إلى اعتقاده بأنه ليس على قدر من المسؤولية، وربما يرى نفسه مستشاراً لمسؤول.
تشريع وتجديد
في ما يخص التشريع في البرلمان أكّد وهبي أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص محامياً، فالنائب حسن فضل الله، رئيس لجنة الإعلام والاتصالات، حصل على دكتوراه عندما كان نائباً، موضحاً أن المشرّع يستطيع أن يكون ضمن اختصاصه، «الإعلامية بولا يعقوبيان لديها ماجستير وخبرة 20 سنة في الإعلام، والاعلامية جيسيكا عازار لديها خبرة تفوق السبع سنوات في الإعلام، والاعلامية غادة عيد تهتم بقضايا الناس والفساد منذ 15 عاماً».ولاحظ في هذا السياق أن ثمة تراجعاً في المشرعين منذ عام 1992، ومع كل انتخابات أو تمديد تصل إلى البرلمان نسبة أقل من المشرعين، «لكن المهم أن يكون البرلماني مهتماً ومتابعاً وملماً باختصاصه».أما في يتعلق بضرورة تطعيم البرلمان بوجوه جديدة، فأشار وهبي إلى أنه في البرلمانات العالمية كفرنسا معدل عمر النواب 45 عاماً، أما في لبنان فالمعدل 65 عاماً، وقال: «نحتاج إلى نبض الشباب وحكمة الشيوخ في البرلمان»، لافتاً إلى أنه لا شيء يمنع أن يكون الجمال باباً للعبور، ولكن بشرط أن يواكبه جهد وعمل نيابي وبرلماني. وضرب مثلاً بالنائب السابق مصباح الأحدب، عندما انتخب نائباً عام 1996 إذ فاز بأصوات أكثرية ساحقة من النساء بسبب وسامته.حول أن النيابة في لبنان تكليف وليست تشريفاً، لاحظ يزبك وهبي أن دور النائب أصبح اجتماعياً وينحصر في مناسبات التعزية والتهنئة، ما أدى إلى تسخيفه، محملاً المسؤولية إلى الشعب والنواب والمرشحين.منافسة شريفة
في سياق منفصل، ورداً على سؤال حول ظاهرة «الرايتنغ»، لا سيما أنها موضوع المحطات راهناً، أكّد وهبي أن الإعلام في لبنان لا يبتعد عن الإعلام في الخارج، وأن أكبر هاجس هو «الرايتنغ» كي تحصل المحطة على نسبة مرتفعة من الإعلانات، خصوصاً أن محطات كثيرة لم تعد لديها مداخيل، وأوضح في هذا المجال: «يشترط الإعلان أن يكون الـ «رايتنغ» مرتفعاً، وهذا دعم مشروع للمحطة، ولكن يجب أن تبقى المنافسة ضمن الإطار الأخلاقي، وأنا معها حتى النهاية لأن الهدف هو «الرايتنغ»، ولكن ليس على حساب الأخلاق».
عزا عدم ترشحه إلى اعتقاده بأنه ليس على قدر من المسؤولية