موسكو لتسليح دمشق بـ «إس 300»... وإسرائيل تلوح بتدميره
• لافروف يتهم بريطانيا بفبركة هجوم دوما... ونائبه يفتح باب التقسيم
• الأسد يرد «جوقة فرنسا»: وسام عبيد
كشف لافروف عن اتصالات عسكرية مع واشنطن استبقت الضربة الثلاثية لدمشق، شملت وضع موسكو خطوطاً حمراء لن تسمح بتجاوزها، مؤكداً أن الهجوم الغربي رفع الحرج عن تسليح الرئيس السوري بشار الأسد بمنظومة الدفاع الجوي «إس 300»، التي وضعتها إسرائيل مسبقاً ضمن أهدافها.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إجراء اتصالات عسكرية رفيعة المستوى قبل توجيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضرباتها إلى سورية في 14 الجاري، مشيراً إلى أن موسكو حذرت فيها واشنطن من أن استهداف بعض المناطق سيكون تجاوزاً لـ "الخطوط الحمراء".وقال لافروف لشبكة "ريا نوفوستي، "قبل ظهور خطط الثلاثية الغربية حذر رئيس الأركان فاليري غيراسيموف بوضوح من أننا سنرد بقسوة على إلحاق أي أضرار بالعسكريين الروس، وسنعتبر أهدافاً ليس الصواريخ نفسها فحسب، بل وحاملاتها"، مضيفاً: "بعد ذلك جرت بيننا اتصالات على مستوى وزارة الدفاع وعلى مستوى الجنرالات وبين ممثلينا وقيادة التحالف الدولي. وأبلغناهم بمواقع نشر خطوطنا الحمراء، بما في ذلك على الأرض. وفي أي حالة من الأحوال تشير النتائج إلى أنه لم يجر تجاوزه".واعتبر لافروف أن الضرب الغربية حلت روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من تسليم أنظمة "إس-300" الصاروخية المضادة للطائرات لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً: "الآن ليس لدينا أي التزامات أخلاقية. كانت لدينا التزامات أخلاقية وتعهدنا بألا نفعل ذلك منذ عشر سنوات على ما أعتقد بناء على طلب من شركائنا المعروفين".
وفي تقريرين منفصلين لصحيفة "يسرائيل هيوم" ووكالة "بلومبرغ" نشرا أمس، أجمع محللون إسرائيليون وأميركيون على أنه في حال زودت روسيا النظام السوري بمنظومة "إس 300"، فإن تل أبيب قد تستهدفها قبل أن يؤدي سيطرتها على المجال الجوي السوري إلى تغيير معادلات الردع في المنطقة.ونقلت "يسرائيل هيوم" عن محللين بينهم الجنرال احتياط عاموس يدلين، القائد السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي قوله، إن "إسرائيل قد تستهدف الإرساليات التي ستحمل المنظومة الروسية المتطورة، لمنع أي تغيير في التوازن العسكري لمصلحة النظام السوري"، معتبرين أن لدى إسرائيل نوايا جدية وخطط مناسبة للقضاء على أي تهديد يمثله "إس-300" في سورية.
خيارات مطروحة
وكتبت وكالة "بلومبرغ" أن هذا الأمر أثار الأوساط الأميركية والإسرائيلية، خصوصاً التي بدأت تفكر ملياً في الخيارات المطروحة أمامها، للحؤول دون وصول هذه المنظومة المتطورة لدمشق وتغيير موازين القوى.وبحسب مصادر للوكالة، تقوم إسرائيل وقيادتها العسكرية، بالإضافة إلى المحللين العسكريين في تل أبيب بوضع الخيارات المتاحة لمجابهة الحدث، مؤكدة أن الخيار الوحيد والأجدى توجيه ضربة عسكرية للمنظومة الصاروخية بعد حصول سورية عليها، رغم أنه قد يساهم في تأزيم العلاقات الروسية- الإسرائيلية، كما سيؤدي ذلك إلى إقفال المجال الجوي السوري بالكامل أمام الطائرات الإسرائيلية التي كانت تتحرك بحرية تامة في المنطقة.فبركة وتقسيم
وأعاد لافروف التأييد على أن لديه أدلة كثيرة تثبت ضلوع بريطانيا في فبركة الهجوم الكيماوي على مدينة دوما في السابع من أبريل، ومنها مقطع فيديو استخدمته الولايات المتحدة وفرنسا كذريعة يظهر بوضوح أشخاص يحاولون إنقاذ المصابين في موقع الهجوم المزعوم لا يستخدمون أي وسائل حماية شخصية، سوى أقنعة من الشاش لدى بعضهم.وذكّر لافروف بأن هذا التسجيل نُشر من قبل "الخوذ البيضاء" العاملة حصراً في مناطق التنظيمات المسلحة، بما في ذلك "جبهة النصرة" وتحظى بتمويل بريطاني وأميركي ومن الدول الغربية، متهماً إياها بالمشاركة "في استفزاز مماثل حدث قبل عام بمدينة خان شيخون في محافظة إدلب".وفي تصريح أعاد شبح التقسيم، نبّه نائبه سيرغي ريابكوف إلى أن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سورية فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها، بقوله لتلفزيون "دويتشه فيله": "لا نعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سورية دولة واحدة".اتفاقات دمشق
وعلى الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس بأن تحضيرات جارية في بلدات القلمون الشرقي وجبالها بريف دمشق، لتنفيذ اتفاق تم التوصل إلى شكله النهائي بين كل من فصائل وممثلين عن مناطق الناصرية وجيرود والعطنة والرحيبة والجبل الشرقي وجبل البترا من جهة، وبين ممثلين عن الروس والنظام من جهة أخرى، ينص على وقف اطلاق النار وتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة.وبعد ساعات من انهيار اتفاق توصل له وسطاء النظام مع مقاتلي "داعش" على وقف إطلاق النار في الغوطة الغربية وتسوية أوضاع المستسلمين، وإخراج الرافضين إلى البادية الشرقية ومدينة إدلب، شنت مقاتلات الجيش والحلفاء أمس غارات على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود، استهدفت تحصينات ومراكز قيادة وغرف اتصالات وعدداً من النقاط المحصنة وتكبيد المسلحين خسائر، وذلك بعد انهيار الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بين ممثلين عن النظام والقوات الروسية وبين التنظيم امس الأول.وفي وقت سابق، دخلت القوات الحكومية مساء أمس الأول الى بلدة الضمير في ريف دمشق بعد انتهاء عملية إخراج نحو 1500 مقاتل من "جيش الإسلام" مع 3500 من عائلاتهم إلى منطقة جرابلس بموجب اتفاق بين الطرفين.جوقة الشرف
في غضون ذلك، أعلنت دمشق، أمس الأول، أنها ردت إلى فرنسا وسام "جوقة الشرف" الذي منحه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للأسد قبل 17 عاماً، مشيرة إلى أن الأخير لن يحمل وساماً "لنظام عبد" للولايات المتحدة.وتحدث مكتب الرئيس ايمانويل ماكرون الاثنين عن "اجراء تأديبي لسحب وسام جوقة الشرف"، الذي قلده شيراك للأسد من رتبة الصليب الأكبر" عام 2001، بعد وقت قصير من تولي الأخير السلطة عقب وفاة والده حافظ الأسد.
النظام ينتظر إخلاء القلمون بعد الضمير ويهاجم «داعش» بالغوطة الغربية