واشنطن في أسفل قائمة جهود الاستدامة وترامب زاد الطين بلة
حلت بعد دول أوروبا وأميركا اللاتينية
تقدمت الولايات المتحدة بسرعة في تبني تقنيات صديقة للبيئة ودعم اتجاهات استدامة اخرى، ولكن لايزال أمامها الكثير من العمل في هذا الميدان مقارنة مع دول أخرى. وبحسب شركة مورننغستار، التي تقوم بتحليل مجموعة من المقاييس على مستوى الدول في هذا المجال، فإن الولايات المتحدة تأتي في أسفل قائمة الدول من حيث سجل الاستدامة. وفيما تتفوق على عدد من الأسواق الناشئة –بما فيها الصين– فإن أميركا تتخلف بشكل كبير عن معظم الدول الأوروبية، وعن عدد من بلدان أميركا اللاتينية.وكتب دان ليفكوفيتز، وهو استراتيجي مؤشرات لدى مورننغستار يقول "ثمة افتراض شائع يقول إن الاستدامة رفاهية تستطيع الدول الغنية فقط تحملها. وفيما يوجد قدر من الحقيقة في تلك النظرة فإن من الافراط في التبسيط اعلان أن الأسواق الناشئة هي أرض قاحلة للاستدامة، وأن العالم الغني هو حصنها".
وتشير مقاييس البيئة والمجتمع والحوكمة الى ثلاث شاشات أولية ينظر اليها المستثمرون، عندما يفكرون في الاستدامة المتعلقة بشركة أو منطقة. وكانت تلك الشاشات الثلاث في بؤرة النظر طوال سنوات، رغم أن الاهتمام بها قد ازداد في الآونة الأخيرة، مع مطالبة المستثمرين بمساءلة أكبر على تلك الجبهات. ودعت فانغارد، وهي واحدة من أكبر مديري الأصول الى كشف أفضل يتعلق بقضايا المناخ مع مجالس ادارات للشركات أكثر تنوعاً. وجعلت "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز" من تنوع الجنس قضية رئيسية الى حد انتقاد 511 شركة لا يوجد نساء في مجالس إداراتها. وبشكل منفصل، اتخذت بلاك روك أخيراً خطوات تهدف الى عرض منتجات استثمار تستثني أسهم شركات ذات صلة بالأسلحة النارية. وفيما توجد اشارات على أن الصناديق التي تركز على الاستدامة تعمل بشكل أفضل من الأسواق الاجمالية، وأن شعبية تلك الصناديق تتزايد فإن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة نفسها تطبق مقاييس البيئة والمجتمع والحوكمة بشكل جيد. وأعطت مورننغستار الولايات المتحدة درجة 45.2، وهذا يكاد يكون مقاربا لفئة الأداء الأدنى عند 45. وبهذا المستوى يقل ترتيب الولايات المتحدة عن المكسيك وكندا وكذلك تشيلي والبرازيل.وهي بشكل بارز أدنى من معظم الدول الأوروبية، خصوصا الشمالية، حيث ترتيب نقاطها 50 أو أفضل من ذلك. والدانمارك، على سبيل المثال، حققت 60.5 نقطة وفنلندا 60.2. وكانت كولومبيا بين الدول التي حققت سجلاً أعلى من المتوقع. وكتب ليفكوفيتز يقول إن "السوق الصغير في أميركا اللاتينية بلغ الذروة في الأداء، وذلك بفضل شركات مثل بانكولومبيا وايكوبترول وغروبوسورا، وهي رائدة في مقاييس البيئة والمجتمع والحوكمة ضمن مجموعات نظيراتها العالمية في الصناعة".وبينما الكثير من الشركات الأميركية جهدت الى الانتقال نحو سياسات أكثر صداقة للبيئة، فإن الولايات المتحدة تضررت بتشريع من واشنطن. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤيداً قوياً لشركات الفحم، وهو مصدر شديد القذارة لإنتاج الطاقة بقدر يفوق الطاقة البديلة مثل الشمس والرياح، كما أنه سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، الذي يهدف الى خفض غازات البيوت الدفيئة، والتي يقول العلماء انها جوهرية من أجل تفادي السيناريو الأسوأ في تغير المناخ.● رايان فلاستيليكا - ماركت ووتش