بالعربي المشرمح: طبول الحرب وأجراس الاستقرار!
سبق أن ذكرت في مقال لي قبل سنوات "ابحثوا عن المستفيد مما يجري في منطقتنا العربية"، وحددت وقتئذٍ ثلاث دول: إسرائيل وأميركا وإيران، المستفيدة من حالة الفوضى والاقتتال الدائر في منطقتنا، وها هي الأمور بدأت تتضح أكثر مما كانت عليه في السابق.لقد أيقن الغرب والصهاينة وعي الشعوب العربية وإدراكها لحقوقها وحريتها وثروات أوطانها، الأمر الذي أرعب الصهاينة وحلفاءهم فاتفقوا على إخماد الربيع العربي الذي لو نجح فلا أمن لإسرائيل ولا إتاوة لأميركا والغرب، ولا قيمة للفرس ونظام الملالي.
ولأن الأميركيين لن يخطئوا كما حصل معهم في أفغانستان والعراق اتفقوا مع النظام الإيراني وأدواته العربية أن يقوموا بدور "صل القوم على القوم واطلع سالم"، بمعنى اخلق للعرب فتنةً طائفية ليتقاتلوا بسببها، وهو ما حصل ليكون القاتل والمقتول عربيين، وساحة القتال عربية، لتدمر مدنهم وحضارتهم فخلقوا لنا "داعش" و"ماعش" وميليشيات مسلحة باسم الدين والطائفة.وبعد القتل والتدمير والتشريد ونجاح خطتهم لا بد من استقرار المنطقة، فالمؤامرة ليست لحفظ أمن إسرائيل فقط، بل لتعزيز اقتصاد الغرب أيضاً، وهو الأمر الذي يجعلنا نجزم بأن طبول الحرب قد لاحت في الأفق وستقرع بعدها أجراس الاستقرار ليبدأ معها حصد ثمار هذه المؤامرة، وما الضربة الأميركية لسورية إلا بداية لصوت الطبول التي سيعقبها حرب تمشيطية للقضاء على جميع الميليشيات المسلحة شيعيةً كانت أم سنية ليدق جرس الاستقرار في المنطقة، وتتوافد الشركات الغربية آمنة مطمئنة لتعيد إعمار ما دمر.يعني بالعربي المشرمح:بعد هذه الفوضى المدمرة التي دبرت للمنطقة بعقل صهيوني وإدارة غربية وأدوات عربية لا بد أن تحصد نتائجها التي من أهمها حفظ أمن إسرائيل وقبول التطبيع معها وفق شروطها، وإضعاف العرب، ومن ثم استغلال مواردهم في إنعاش اقتصادات الغرب عبر إعادة الإعمار، وهو الأمر الذي سبق أن ذكرناه في مقالات عدة منذ سنوات، وباتت نتائجه تتضح أكثر وأكثر بعد صعود ترامب إلى سدة الحكم في أميركا.