يحليلكم، تظنون أنفسكم قد بلغتكم الثريا، وأنتم واحدكم يضيع في دهاليز مجمع الوزارات لأيام حتى يرحمه مسؤول، نحن عيّناه، ويتفضل عليه باللامانع المباركة، كل واحد فيكم أخذ له شهادة ولّا وضع على كتفه نجمتين وحسب نفسه ديغول ولّا سارتر، وهو من وراء الشاشة يقبل الأيادي لينال النزر اليسير من رضانا الغالي... اعتدُّوا بأنفسكم وصدقوا ما تعيشون واستمتعوا بما تملكون، فلا مانع لدينا، لكن لا تنسوا من أنتم.تصادموا مع بعضكم، وتصارعوا واشتبكوا وتعالوا لنا لنفصل بينكم ونحل المشكل، فنحن ركّبناكم هكذا وصنَعنا التباينات بينكم، ونعرف كلاً منكم ماذا يريد وماذا ينوي، لنبقى نحن دائماً صمام الأمان والمرجع الأخير الذي يحفظ التوازن بينكم، فلا يطغى أحدكم على الآخر، وهذا هو مصدر قوتنا وقيمتنا وسر بقائنا المعلن، ولا يزعجنا أبداً أن ترفعوا أصواتكم قليلاً وتنتقدونا، فهذا أمر يحسن من صورتنا ويجعلنا مميزين في محيطنا، ولكن لا تتمادوا، وانتقدوا بعضكم بعضاً أكثر، ولا تتجاوزوا الحدود التي وضعناها لكم، وفي نفس الوقت لا تمثلوا أنكم صوت واحد وقلب واحد وصف واحد، فأنتم لستم كذلك، ونحن نعرف ذلك.
نتحالف مع من نشاء، حسب المرحلة، ولا أحد يحاسبنا على ما نفعل، فنحن من نقدّر مصلحتنا ونعرفها أكثر من غيرنا... قد تخوننا حساباتنا أحياناً، لكننا نعرف كيفية معالجة أخطائنا بسرعة، فتراكمات خبراتنا التاريخية بالتأكيد أكثر من خبراتكم الطفولية الهزيلة، ولا تلومونا على اختياراتنا لحلفائنا، ولوموهم هم، رغم أننا نعلم أنكم تتمنون لو كنتم مكانهم، لذا فمن الأفضل لكم ولمستقبلكم أن تلوموا أنفسكم على سذاجتكم وعدم قدرتكم على مجاراتهم في تقديم الخدمات وعقد الصفقات ومعرفة اتجاه الرياح...يحليلكم بس.
أخر كلام
نقطة : الرؤية من أعلى
21-04-2018