بعد موجة اعتراض واتهامات أطلقها أنصار التيار الإصلاحي إثر تواريه عن الأنظار، اعتقلت السلطة القضائية الإيرانية، أمس، ممثل الادعاء السابق سعيد مرتضوي، الذي صدر حكم عليه بالسجن لمدة عامين بعد إدانته بالتواطؤ فيما يتعلق بوفاة رجل في عام 2009.

ويتهم الإصلاحيون مرتضوي بإصدار قرارات غير قانونية بحق أنصار "الحركة الخضراء" الذين تظاهروا عام 2009 احتجاجا على انتخاب محمود نجاد لولاية ثانية أدت الى وفاة 25 معتقلا على الأقل في معتقلات لم تكن أصلا سجونا قانونية.

Ad

وكان مرتضوي متهما بإعطائه الأوامر بضرب واعتقال الصحافية الكندية الإيرانية الأصل، زهراء كاظمي، الأمر الذي أدى الى وفاتها وقطع العلاقات الإيرانية - الكندية بسببها.

وطبع الإصلاحيون صورا كبيرة للمدعي العام السابق كتبوا عليها "مطلوب حياً أو ميتاً"، وألصقوها على الجدران، بعد تواريه عن الأنظار، إثر صدور أحكام ضده.

وأورد موقع السلطة القضائية على الإنترنت أن ضباطا اعتقلوا مرتضوي، الذي كان من قبل ممثلا للادعاء بطهران، في شمال البلاد وأنه في طريقه للسجن لتنفيذ عقوبته.

وقبل أيام ذكرت تقارير غير رسمية أن مرتضوي اختفى بدلا من أن يسلم نفسه للسلطات لتنفيذ حكم سجنه، وهو ما دفع نشطاء إصلاحيين إلى طباعة صوره ولصقها في الشوارع، وعليها ما يفيد بأنه مطلوب.

إلى ذلك، وبينما تستعد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لقمّة من أجل محادثات بشأن نزع السلاح النووي، حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن المساعي الأميركية لتغيير الاتفاق النووي الإيراني تبعث "رسالة خطيرة جدا" مفادها أن الدول يجب ألا تتفاوض أبدا مع واشنطن.

وقال ظريف إن محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "استرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستكون ممارسة عديمة الجدوى"، في إشارة إلى سعي الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على طهران بشأن برنامجها الصاروخي وأنشطتها في المنطقة، لإقناع "البيت الأبيض" بعدم تنفيذ تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي بحلول منتصف مايو المقبل.

وأضاف المسؤول الإيراني الذي يزور نيويورك لحضور اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة: "الولايات المتحدة لم تفشل فحسب في تنفيذ ما عليها في الاتفاق، بل تطلب المزيد".

وحذر وزير الخارجية من أن إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم بـ "قوة" إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي المبرم في 2015، مشيرا إلى أن هناك "إجراءات صارمة" أخرى يجري البحث بها إذا ما حصل ذلك. ومن المقرر أن يجتمع ماكرون وميركل مع ترامب في واشنطن هذا الأسبوع لبحث عدة ملفات في مقدمتها الاتفاق النووي الإيراني.

وقال ظريف إن إيران لن تقبل بأي اتفاق جانبي يتحدث عنه الأميركيون والأوروبيون، في إشارة الى التقارير عن التفاوض على ملحق للاتفاق أو محاولة الأوروبيين إقناع ترامب بالاتفاق النووي مقابل فرض عقوبات على طهران للضغط عليها، في ما يتعلق ببرنامجها الباليستي وأنشطتها في المنطقة.