العراق: ميليشيات «فضائية» تشتبك أمام بيت العبادي

نشر في 24-04-2018
آخر تحديث 24-04-2018 | 00:00
No Image Caption
للمرة الأولى منذ انطلاق ماراثون الانتخابات العراقية، تلوح الميليشيات الشيعية المقربة من طهران، بالنزول إلى الشارع للتصعيد ضد رئيس الحكومة حيدر العبادي، الذي يعتقد بأنه صاحب الحظ الأكبر في الاقتراع المقبل، مستندا إلى إنجازات أمنية واجتماعية ومشروع إصلاحات تدعمه الأجنحة المعتدلة في البلاد.

وطوال ليلتين منذ مطلع هذا الأسبوع تظاهر بضع مئات من الشباب في الشوارع المحيطة بالمنطقة الخضراء حيث القصر الحكومي وبيت العبادي، مطالبين بمساواة عناصر الميليشيات بالجيش النظامي، في المرتبات والحقوق، وهو أمر وافق عليه البرلمان سابقا شرط تدقيق قوائم المقاتلين التي ترى الحكومة أنها مليئة بالأسماء الوهمية، أو ما يعرف في الشارع العراقي بظاهرة «المقاتل الفضائي»، كناية عن عدم وجوده في المعارك، وهو مجرد اسم في الورق وخيال في الفضاء!

وتنقسم تشكيلات الحشد الشعبي، التي أقرت قانونيا، إلى جناح داعم للدولة يوالي مرجعية النجف الدينية، وأجنحة أخرى مدعومة من إيران وتتبع مرشد الثورة علي خامنئي ولا تترك فرصة إلا وطعنت في محاولات العبادي نزع التوتر داخليا ومع المحيط العربي، وتتصرف العناصر المسلحة هذه بوصفها جيشا عقائديا أكثر أهمية من القوات النظامية، لكنها فقدت بريقها منذ أن استطاع الجيش وقوات النخبة خطف الأضواء في معارك الموصل، وبات يحظى بشعبية واسعة جعلت الفصائل تختفي أو تكاد من ذاكرة الانتصارات.

وذكرت المصادر المقربة من الحكومة أن المتظاهرين الداعمين للميليشيات لم يكونوا مقاتلين في الحشد الشعبي، إذ كشفت تحقيقات أنهم موظفون في المكاتب الانتخابية للميليشيات الطامحة لتحقيق مكاسب سياسية في اقتراع 12 مايو المقبل.

وأضافت المصادر أن هذا تكتيك انتخابي جديد يحاول إظهار العبادي كمنكر لتضحيات المقاتلين، في وقت يقوم قادة معروفون في الميليشيات «بنهب مخصصات الحشد لينفقوها على مكاتبهم ودعاياتهم الانتخابية»، حسب معلومات الحكومة.

واعتقلت قوات الأمن ليل الأحد 7 من العناصر التي اشتبكت مع قوات الشرطة قرب مقر الحكومة، وأطلقت سراحهم صباح الاثنين. وحسب المصادر، فإن ذلك جرى بعد وساطات قام بها ساسة مرشحون في الانتخابات، «إذ تبين أن المعتقلين يعملون لديهم في حملاتهم الانتخابية، أو يعملون لديهم كحراس شخصيين».

ووصفت المصادر ذلك بأنه «تلاعب بمشاعر الناس ودماء الشهداء».

وصباح الاثنين، قال زعيم ميليشيا عصائب الحق، قيس الخزعلي، إن التظاهرات المطالبة بحقوق الحشد الشعبي هي مطالبات «بأبسط حقوقهم التي لا تزال الحكومة مقصرة فيها».

ودعا الخزعلي، في تغريدة على «تويتر»، الحكومة إلى تثبيت العناصر المسلحة، ومساواتهم مع أقرانهم في الأجهزة الأمنية.

وشدد على «تضامنه مع المتظاهرين، ورفض الاعتداء عليهم»، في إشارة إلى الاشتباك النادر الذي وقع بين أنصار الميليشيات وقوات مكافحة الشغب أمام منزل العبادي.

back to top