في I Feel Pretty يتناول ثنائي التأليف والإخراج آبي كون ومارك سيلفرستاين مسألة الثقة في النفس في إطار كوميدي مثالي يقوم على مفهوم أنها برمتها ترتبط بطريقة تفكيرك. تنادي مدرّبة SoulCycle لونا: «بدّلوا طريقة تفكيركم، بدّلوا حياتكم». ماذا لو استيقظنا ذات يوم وقررنا أن نتحلى بثقة كبيرة بالنفس؟تعوق أزمة الثقة حياة ريني (شومر)، فهي مهووسة بالجمال وبفكرتها عن أنها تفتقر إليه. ولكن عندما تقع عن دراجتها في مركز SoulCycle، تجعلها إصابتها تظن أنها فائقة الجمال. نتيجة لذلك، تحصل على الوظيفة التي تحلم بها وتفوز بالشاب المناسب، وذلك كله بفضل تغييرها طريقة تفكيرها. وهكذا يقدّم هذا العمل وصفاً قوياً لمَ يستطيع تبدّل مماثل في طريقة التفكير فعله. يندفع الناس إلى حب ريني بالطريقة عينها التي تحب بها هي نفسها.
إخفاق التنفيذ
ولكن رغم الرسالة الإيجابية التي يتضمنها الفيلم، فإن I Feel Pretty يخفق في مجال التنفيذ. قد لا تكون شومر عارضة أزياء، إلا أنها تتمتع مع ذلك بجمال امرأة بيضاء شقراء متوسطة الحجم، ما يجعلها غير مناسبة تماماً لهذا الدور. بالإضافة إلى ذلك، لا تُعتبر طريقة تراجع النساء الفاتنات في شركة منتجات التجميل Lily LeClair إزاء ريني خوفاً منها منطقية على أقل تقدير. قد يكون حبها لذاتها واقعياً، إلا أن طريقة تفاعل البعض معه منافية للواقع.فضلاً عن هذه الهفوات الأساسية البديهية، يعاني I Feel Pretty عدم استقرار بنيوي خطير. تُضطر ريني إلى خوض بعض التغييرات الجذرية في شخصيتها مع تقدّم القصة. ولكن في الحبكة الفرعية غير المكتملة التي تعرض تفاعلها مع صديقتيها (بيزي فيليبس وآيدي بريانت)، تخال أنها تعاني اضطراب الشخصيات المتعددة. كذلك تفتقر هذه القصة إلى النسيج الضام المهم الذي يوحّد أجزاءها من اللحظة التي ترتطم فيها ريني بالحضيض وتنهار مع اكتشافها أنها عادت إلى طبيعتها إلى نهوضها مجدداً بعد سماعها أن زميلتها الفاتنة في SoulCycle (إميلي راتايكوفسكي) تعرضت للصدّ مرة. يُعتبر هذا تبدلاً سريعاً جداً، حتى إنه يبدو عنيفاً وخارجاً عن المألوف.طريقة ساحرة
في المقابل، ينجح I Feel Pretty في عرض العلاقة العاطفية بطريقة ساحرة. يُعتبر الفيلم أول عمل يؤدي فيه مقدّم العروض الفكاهية روري سكوفيل دوراً رئيساً، ولا شك في أن أداءه استثنائي. يعاني سكوفيل في شخصية إيثان انعدام الثقة بالنفس، وينجذب إلى ريني بسبب ثقتها الواضحة. نشاهده وهو يقع في حبها فيما تشارك في مسابقة ملابس كوني آيلند للسباحة، مقدّمة مجموعة المشاهدة الأكثر فكاهة في هذا العمل، وذلك بفضل حركات شومر الراقصة الجريئة وردود فعل سكوفيل المضطربة. يسألها والذهول بادٍ على وجهه: «هل أستطيع أن أصبح مثلك عندما أكبر؟». وهكذا تشكّل هذه العلاقة الرومانسية الوجه الواقعي المشرق في فيلم يخفق في مجالات أخرى شتى.نقاشات مهمة
ربما لا يكون I Feel Pretty مثالياً، إلا أنه سيقود بالتأكيد إلى نقاشات مهمة حول الثقة ونظرتنا إلى أنفسنا. لكنه يقصر عن إبراز لب المشكلة. تعمل ريني في شركة منتجات تجميل، بيد أننا لا نتوقف مطلقاً لنرى محاولات هذا القطاع لجعل النساء يشعرن دوماً بأنهن بشعات كي يواصلن إنفاق المال في سعيهن إلى الإحساس بجمالهن.لا شك في أن تقبّل ريني ذاتها يُعتبر ثورياً لأن قطاع الإعلان يقوم على كره الذات. لكن مسار توبتها لا يقوم على رفضها هذا النظام بل على تعزيز رهانها عليه. صحيح أن هذا النظام قد يترافق اليوم مع خطاب تشجيع، إلا أنه يظل حلقة مفرغة من الاستهلاك الرأسمالي القائم على رغبتك في الشعور بأنك ملائم. يود هذا العمل تشجيعنا على العثور على جمالنا الداخلي وتجاهل تلك القوى الصناعية الخارجية التي تجني الفوائد من انعدام ثقتنا بنفسنا.إذاً، يسلط I Feel Pretty الضوء على أزمة الثقة هذه، إلا أنه يضحي بإمكاناته لربط الأجزاء كافة معاً بخيط جميل منمق.