دبلوماسية الستينيات
الستينيات شهدت انطلاق وفود الصداقة البرلمانية والشعبية والشخصيات التجارية والعامة متجهين إلى الدول العربية لإصلاح العلاقات البينية وترميمها، الأمر الذي ساعد وساهم في قبول الدول العربية بالدولة الشابة الكويت عضوا في جامعة الدول العربية، ومساندتها في صيانة استقلالها وسيادتها عبر قبول عضويتها، ومن ثم عضوية الأمم المتحدة أيضاً.
لن يختلف اثنان على المهارات التي اكتسبناها كمحللين سياسيين نتيجة متابعتنا وقراءاتنا المستمرة للحروب الدبلوماسية التي خاضتها الكويت، وفي مختلف الأنماط والاتجاهات. فمنذ الستينيات أي في فترة استقلال الكويت عام 1961 والتحديات تحيط بنا من جميع الاتجاهات الجغرافية، وقد يكون ذلك سببا ودافعا للإبداع بالدبلوماسية التنموية في وقت مبكر من عمر تلك الدولة الشابة، وامتداد الذراع الدبلوماسية لتشمل الشق التنموي، أي بإنشاء صندوق التنمية لمنح القروض والمساعدات للدول العربية.فترة الستينيات شهدت أيضا انطلاق وفود الصداقة البرلمانية والشعبية والشخصيات التجارية والعامة متجهين إلى الدول العربية لإصلاح العلاقات البينية وترميمها، الأمر الذي ساعد وساهم في قبول الدول العربية بالدولة الشابة الكويت عضوا في جامعة الدول العربية، ومساندتها في صيانة استقلالها وسيادتها عبر قبول عضويتها، ومن هذا المنطلق اتجهت لعضوية الأمم المتحدة أيضا حتى تكتمل إطلالتها على المسرح الدولي.
في تلك الفترة وفور حصول الكويت على عضويتها بجامعة الدول العربية، سعت إلى تحمل المسؤولية في الوساطة بين الدول العربية، فباشرت في عام 1965 بالوساطة في الشأن اليمني الذي كان باعتقادي أيديولوجيا وإقليميا وداخلياً أيضا، وذلك بارتباط مصالح اليمنيين بأعمدة العالم العربي آنذاك مصر والمملكة العربية السعودية. ولم تقف جهود الوساطة في ذلك العام، بل تحولت إلى صيغة تنفيذية وذلك عبر عقد مؤتمرات منها عام 1966 حول اليمن أيضا لاستكمال إجراءات المصالحة، والاستمرار في مساعدته عبر تشجيع إنشاء المشاريع الخيرية والإنسانية المساندة، ومنها الهيئة العامة للجنوب والخليج، وذلك لإدارة مشاريع اقتصادية وصحية وتعليمية. لم تكن البيروقراطية قد نخرت صلب العمل الحكومي آنذاك، ولم يكن هناك حاجز وخطوط دفاع حول المسؤولين لصد كل من تسوّل له نفسه الاقتراب منهم لتقديم استراتيجية للإصلاح الإداري يضفي من خلالها القيمة المضافة للدولة، بل بالعكس، فقد اتسمت الأروقة الحكومية لدى قيادييها بحسن الاستماع وسعة الصدر وتقبل الأفكار والبحث عن الكفاءات في الداخل، لتتباهى بها الدولة خارجيا. تلك التوليفة من صناع القرار والإداريين والدبلوماسية الشعبية من أعضاء البرلمان والتجار ساهمت في إنجاح الجهود الدبلوماسية، وأسست القواعد السليمة لمراحل اتخاذ القرار، وبالطبع لن ننسى دور سمو الأمير في بناء الطرق الدبلوماسية وصيانتها، والتي ربطت بنجاح الكويت بالعالم الخارجي.