إسرائيل وإيران: حرب مؤجلة... والأيدي على الزناد
يبدو أن روسيا، التي باتت الطرف الدولي الأكثر انخراطاً في الأزمة السورية، بسبب غياب استراتيجية أميركية واضحة، نجحت، ربما مؤقتاً، في نزع فتيل مواجهة إسرائيلية - إيرانية، بدت وشيكة، بعد التطورات الأخيرة في سورية، لكن الطرفين لا يزالان يضعان أيديهما على الزناد، في منطقة ملتهبة قد تفجرها أي شرارة. في هذا السياق، أكد مصدر دبلوماسي روسي رفيع، لـ «الجريدة»، أن روسيا التي تعتبر أنها أنقذت المنطقة من انفجار كبير بنجاحها في «احتواء» الضربة الثلاثية الغربية على سورية، من خلال اتصالاتها مع واشنطن، تشعر بانزعاج من إيران وإسرائيل، ولن تسمح لهما بالتسبب في انفجار آخر. وأفاد المصدر بأن إسرائيل أبلغت موسكو بأنها رصدت مخططاً إيرانياً لخرق الاتفاق الروسي - الأميركي، الذي ينص على إبعاد القوات الإيرانية عن خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل، وأن المخطط ينص على اقتحام منطقة القنيطرة، بعد الانتهاء من مخيم اليرموك، بهدف تأمين العاصمة دمشق بشكل كامل.
وذكر أن إسرائيل أكدت لموسكو أنها لن تسمح لإيران وأنصارها بالاقتراب من الحزام الحدودي، وأنها مستعدة لدخول الحرب السورية بشكل مباشر، إذا ما اقترب حلفاء إيران من الحدود. في المقابل، أكد المصدر أن بعض التحركات الإيرانية في سورية تثير حفيظة موسكو، مضيفاً أن الأخيرة طلبت من طهران وقف استفزاز إسرائيل، لأن الحرب السورية لا تحتمل دخول أطراف جديدة إليها. ولفت إلى أن الروس حذروا أيضاً تل أبيب من الدخول في هذه اللعبة واستفزاز الإيرانيين، وأبلغوهم بأن ظروف المنطقة قد تحوّل أي مواجهة الى حرب عالمية لن تكون لمصلحة إسرائيل أو أي دولة أخرى في المنطقة.وكشف أن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام، تطرق إلى المخاوف من انفجار إقليمي، واتفق الزعيمان على تهدئة إسرائيل وإيران، على أن يستكملا البحث خلال اللقاء المرتقب بينهما، والذي لم يحدد موعده بعد. في السياق، قال مصدر مقرب من «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» إن الإسرائيليين يريدون خلط الأوراق في سورية واستدراج الإيرانيين إلى معركة مباشرة يجرون إليها واشنطن والدول الأوروبية لحمايتهم وفتح ملف خروج إيران من سورية، لكن طهران تفضل ألا تعطيهم هذه الفرصة، وأن تمضي بخطتها لتأمين دمشق وقضم مناطق المعارضة واحدة تلو الأخرى. وأكد المصدر أن «حزب الله» أيضاً يفضل ألا يكون هناك أي تحريك للساحة اللبنانية لأنه سوف يؤثر سلباً على الانتخابات.وبينما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة لشبكة «سي.بي.إس نيوز» التلفزيونية الأميركية: «لا أعتقد أننا في طريقنا نحو حرب إقليمية»، أكد وزير المخابرات الإسرائيلية إسرائيل كاتس أن إسرائيل «لا تحرص» على التصعيد، لكنه أضاف أن إظهار إسرائيل لقوتها «يمكن أن يجابه الإيرانيين، ويمكن أن يوضح للروس، الذين يسعون للاستقرار، أن الأمر يستحق أن يستخدموا نفوذهم، والشيء نفسه ينطبق على الولايات المتحدة وفرنسا وكل الآخرين».رغم ذلك أكدت مصادر مطلعة، لـ «الجريدة»، أن الاستنفار الإسرائيلي العسكري في الجولان، وبدرجة أقل على الحدود مع لبنان، لم يتراجع، وأن التقارير الاستخبارية الإسرائيلية لا تزال تفيد بوجود تحركات إيرانية للرد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة على قاعدة تيفور الجوية السورية، التي كانت تضم مربضاً ومركز تحكم للطائرات المسيرة الإيرانية، مما أدى إلى مقتل 7 إيرانيين أحدهم عقيد. وقال جهاز الموساد الإسرائيلي، في آخر تقرير له بهذا الصدد، إن الرد الإيراني لن يكون في الخارج، متوقعاً تحركا إيرانياً في الجولان.