أبجديات
قدم النائبان عمر الطبطبائي وعبدالوهاب البابطين استجوابا لوزير النفط وحاولا حشد الرأي العام للتركيز عليه وتكريس جهودهما للحصول على التأييد النيابي، ثم شاركا هما نفسهما في تقديم اقتراح يسحب كل الأضواء من استجوابهما، مما يعني أن هناك سذاجة سياسية من غير المقبول أن تكون لدى نائب في مجلس الأمة.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
فهذان النائبان شاركا في تقديم الاقتراح، وأضفيا عليه صفة الاستعجال بالتزامن مع تقديمهما استجوابا لوزير النفط! وهنا يتجسد الافتقار لأبجديات العمل البرلماني، فأن يتقدم النائبان باستجواب ويحاولان حشد الرأي العام للتركيز عليه وتكريس جهودهما للحصول على التأييد النيابي، وفي خضم هذا الأمر يشاركان هما نفسهما في تقديم اقتراح يسحب كل الأضواء من استجوابهما، فهذه سذاجة سياسية من غير المقبول أن تكون لدى نائب في مجلس الأمة.فالعمل السياسي وتشكيل الرأي العام وترتيب الأولويات أمور تتطلب تنسيقا وحسن قراءة وإدراكا جيدا لكل الأدوات البرلمانية وكيفية استخدامها، وهو ما لم يتحقق أبدا في النموذج المقدم من عمر وعبدالوهاب في الحالة المذكورة في هذا المقال، وهو ما أعتبره أمراً مزعجاً جداً لأنني على الأقل أتمنى ألا يقع عمر الطبطبائي في هذا المطب.المحصلة اليوم قد تكون عكسية على استجوابهما، وإن كان ذا محاور ونقاط مستحقة؛ لأن اقتراحهما أفسد صورتهما لدى الرأي العام على الأقل في هذه الفترة.