السيسي: سيناء تواجه إرهاباً ممولاً من دول والأطماع بها لم تنته
مقتل 3 ضباط وتصفية 30 إرهابياً و«الأزهر» و«الإفتاء» يدعوان للاصطفاف خلف الجيش
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الأطماع في شبه جزيرة سيناء لم تنته، متمسكاً، في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ 36 لتحرير سيناء، بخيار السلام ومواصلة التنمية ومواجهة الإرهاب.
مرت الذكرى الـ 36 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، 25 أبريل 1982، بسلام أمس، وألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة بثها التلفزيون المصري، صباح أمس، أكد فيها أن الأطماع في سيناء لم تنته، وأن التحديات لا تزال متواصلة، لافتا إلى بطولات قوات الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب في شبه الجزيرة المصرية، إذ دأبت العناصر التكفيرية المسلحة على تنفيذ هجمات دموية ضد القوات منذ 2013.وقال السيسي إنه يتحدث للمصريين للنظر في التجارب التاريخية للأمة المصرية والدروس التي تعلمناها، و"أن المصري لا ينسى ثأراً ولا يخضع لهزيمة ولا يقبل استسلاما، علمتنا تجربة استعادة سيناء أن الأمة المصرية قادرة دوما على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا من الحروب المتلاحقة ومفاوضات السلام الصعبة أن الحق المسنود بالقوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه".وأشار إلى أن "تحرير سيناء حتى آخر شبر هو ثمرة لكفاح الشعب المصري حققه بالمعاناة والعرق والدم والعمل والتضحية والصبر، وكان في مقدمة الصفوف الأبناء البواسل من القوات المسلحة التي صانت الأمانة وكانت على قدر المسؤولية التاريخية العظيمة التي أثبتت أنها نبت طاهر لهذا الشعب الصامد الأصيل".
وتابع: "اليوم وبعد 36 عاما من تحرير سيناء، ننظر أين نحن، وماذا حققنا، وكيف يمضي طريقنا نحو المستقبل، فلا يخفى عليكم أن الأطماع في سيناء لم تنته، وأن التهديدات، وإن تغيرت طبيعتها، لم تقل خطورتها، فها نحن نواجه منذ سنوات هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة، شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت في السنوات الأخيرة استغلال حالة الفوضى السياسية التي ضربت المنطقة لتحتل أراضي واسعة في دول شقيقة، وزين لهم إلههم أنهم يستطيعون فعل مثل ذلك في أرضنا الغالية".
فخر مصر
وقال إن على الشعب المصري أن يفخر بأبناء القوات المسلحة والشرطة الذين أثبتوا كفاءتهم القتالية ومستواهم العسكري الراقي، استنادا إلى عقيدة وطنية مصرية خالصة، فمضوا في هذه الحرب غير النظامية يحققون النجاحات الواحد تلو الآخر، فاستحقوا فخر الشعب المصري وتحيته.وشدد الرئيس المصري على أن الحفاظ على أمن دولة كبير مثل مصر، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم، أمر يستوجب وقفة، مجدداً تأكيد ضرورة مواصلة العمل من أجل صون كرامة الوطن في سيناء وفي جميع أنحاء مصر. ولفت إلى أن الحكومة تبنت خيار السلام باعتباره توجها استراتيجيا، والتنمية الشاملة المستدامة باعتبارها الطريق اللائق نحو المستقبل، مؤكدا عقد العزم على السير في عملية السلام والتعمير بالتوازي مع مواجهة الإرهاب.«البيان 20»
في غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة المصرية، أمس، عن البيان رقم 20 للعملية الشاملة سيناء 2018، والتي أطلقتها القاهرة لتطهير شبه الجزيرة المصرية من البؤر الإرهابية في 9 فبراير الماضي، وجاء البيان الأخير حصرا لعمليات قوات الجيش والشرطة في الأسبوع الأخير، إذ تمكنت القوات من قتل 30 إرهابيا في مقدمتهم أمير تنظيم داعش في وسط سيناء ناصر أبو زقول.وقال المتحدث باسم الجيش، تامر الرفاعي، "استكمالا لمراحل العملية الشاملة سيناء 2018، على كل الاتجاهات الاستراتيجية، يواصل أبناء الشعب من القوات المسلحة والشرطة تقديم أروع ملاحم البطولة والتضحية في معركة الشرف لملاحقة ودحر العناصر الإرهابية، وتدمير بنيتهم التحتية، واستكمال المهام المخططة بكل عزيمة وفداء".ونجحت قوات الجيش في القضاء على أمير التنظيم الإرهابي بوسط سيناء المدعو ناصر أبوزقول، إضافة إلى مقتل 4 شديدي الخطورة، والقبض على 173 آخرين بشمال ووسط سيناء، والقضاء على 8 تكفيريين شديدي الخطورة بشمال ووسط سيناء، كما تم القضاء على 17 تكفيريا بواسطة رجال الداخلية نتيجة لمعلومات أمنية بدائرة قسم أول العريش.تدمير أوكار
وتمكنت القوات الجوية من استهداف وتدمير 3 أوكار وبؤرة للعناصر الإرهابية في سيناء، كما نجحت القوات في قطع خطوط الإمداد للعناصر الإرهابية بتدمير 10 سيارات محملة بكميات من الأسلحة والذخائر على الحدود المصرية - الليبية، بينما نجح سلاح المهندسين العسكريين من اكتشاف وتفجير 74 عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف قوات المداهمات، كما اكتشفت منطقة تدريب على اجتياز الموانع خاصة بالعناصر التكفيرية، كذلك تم تدمير 26 سيارة و25 دراجة نارية و427 ملجأ ووكرا ومخزنا للعناصر الإرهابية.ولفت المتحدث العسكري إلى استمرار القوات البحرية في أعمال التأمين البحري، وحماية الأهداف البحرية على كل الاتجاهات الاستراتيجية وقطع خطوط الإمداد للعناصر الإرهابية، ومنع تسللها من وإلى البحر، في حين تواصل القوات الخاصة البحرية بالتعاون مع التشكيلات التعبوية إحكام الحصار البحري على الساحل من رفح وحتى بورسعيد، كاشفا عن مقتل 3 ضباط وإصابة ضابط صف وجندي أثناء اشتباك لتطهير بؤرة إرهابية.اصطفاف
في السياق، أبدت المؤسسة الدينية اصطفافها خلف القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، إذ نعى الأزهر الشريف، برئاسة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، "استشهاد ثلاثة من رجال القوات المسلحة"، مؤكدا ثقته في قدرة القوات المسلحة والشرطة على اجتثاث الإرهاب.وأشاد مفتي الديار المصرية، شوقي علام، أمس، ببسالة وتضحيات رجال الجيش في سبيل الدفاع عن تراب الوطن وحماية مقدراته، وتقدم المفتي بالعزاء للقوات المسلحة في مقتل الضباط خلال العمليات، داعيا جموع الشعب المصري إلى وحدة الصف والتكاتف ودعم القوات المسلحة والشرطة في حربهما ضد جماعات الضلال والغدر والإرهاب.
شبكة إرهابية احتلت أراضي واسعة بالمنطقة وزُين لها أنها تستطيع فعل ذلك بأرضنا الرئيس المصري