واشنطن تراقب «شحنات مريبة» من طهران لدمشق

موسكو تقلل احتمالات مواجهة إسرائيلية - إيرانية وتستضيف اجتماعاً جديداً لـ «محور أستانة»

نشر في 26-04-2018
آخر تحديث 26-04-2018 | 00:04
بائع للثوم في دمشق أمس (رويترز)
بائع للثوم في دمشق أمس (رويترز)
مع تأكيد روسيا أنها لم تقرر بعد إرسال منظومات دفاع جوي جديدة إلى سورية في القريب العاجل، انشغلت الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية في مراقبة "شحنات جوية مريبة" بين طهران ودمشق يشتبه في أنها قد تحتوي على أسلحة أو معدات عسكرية.
كشف مصدر بالإدارة الأميركية، أمس، عن مراقبة أجهزة الاستخبارات في واشنطن وإسرائيل عن كثب ما وصفه بـ "شحنات جوية مريبة" بين إيران وسورية يشتبه في أنها قد تحتوي على أسلحة أو منظومات عسكرية قد تستخدم في تهديد أمن تل أبيب.

وأوضح المصدر لشبكة "سي إن إن" أن هذا النوع من الشحنات الجوية ليس مستغربا، إلا أن توقيته لفت انتباه أجهزة الاستخبارات، باعتبار أنه يأتي في ظل ارتفاع وتيرة تهديدات طهران بالرد الحتمي على استهداف قواتها في مطار "تيفور" بسورية، وبعد الضربات الجوية الثلاثية لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لدمشق في 13 الجاري.

ورصدت مواقع حركة الطيران العالمية على الأقل رحلتين لطائرتين تابعتين لسلاح الجو السوري من "طراز IL-76" بين طهران وسورية، في الوقت الذي لفت المصدر إلى أن رحلة أخرى لطائرة شحن إيرانية من طهران لدمشق أثارت انتباه الأجهزة الاستخباراتية.

السفير الروسي

الى ذلك، قلل سفير روسيا لدى إسرائيل، ألكسندر شين، أمس، من شأن خطورة حدوث مواجهة بين إيران وإسرائيل بسبب سورية، وكذلك من التوترات القائمة بين بلده وإسرائيل بسبب الهجمات التي تنفذها إسرائيل ضد سورية.

وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا ستحد من حرية إسرائيل في القيام بعمليات داخل سورية، قال شين: "من مصلحتنا ألا يحدث ذلك، فهذا يزيد الوضع سوءا في سورية"، في اشارة الى الغارات الإسرائيلية، لكنه أضاف: "بالتأكيد نتفهم الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى اتخاذ قرار تنفيذ عمليات من هذا النوع، لكننا نفضل قطعا زوال تلك الأسباب".

وردا على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بتدمير منظومة إس 300 في حال استخدمتها دمشق ضد إسرائيل، قال شين: "لا يمكنني أن أتخيل مثل هذا السيناريو"، مضيفا: "ننسق ثنائيا ونحدث المعلومات بشأن سورية... حتى الآن لم تقع أي حوادث أو حتى إشارات بشأن تلك الحوادث، وآمل ألا يحدث ذلك".

دفاعات جوية

وبعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لم تقرر بعد إرسال منظومة إس 300 الدفاعية الصاروخية الى سورية، أكد رئيس العمليات الرئيسة في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي أن موسكو سترسل "منظومات دفاع جوي جديدة إلى دمشق في القريب العاجل"، دون وضع أي جدول زمني.

ليبرمان إلى واشنطن

وغداة تهديده برصد وتدمير المنظومة الروسية في أي مكان بسورية، توجه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، الى الولايات المتحدة في زيارة مخصصة لبحث "التنسيق الأمني" لمواجهة "التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، خاصة في سورية".

ووفق بيان لوزارة الدفاع، فإن ليبرمان سيلتقي نظيره الأميركي جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، إضافة إلى أعضاء في مجلس الشيوخ.

قاعدة حميميم

في هذه الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن دوي انفجارات عنيفة في القطاع الجنوبي من ريف اللاذقية، موضحا أن طائرتين مسيّرتين استهدفتا بعدة صواريخ مقر القيادة الروسية في قاعدة حميميم العسكرية بريف مدينة جبلة الساحلية.

وأشار المرصد إلى أنه تبع الاستهداف عملية من المضادات الجوية الروسية للطائرتين، مما تسبب في إسقاطهما، وسط استنفار تشهده حميميم، تحسبا لتبعات هذا الهجوم المباغت الذي جاء بعد شهر من عملية مماثلة.

وأكد رودسكوي أنه "في الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء، رصدت الدفاعت الروسية وأسقطت طائرتين من دون طيار للمسلحين على مسافة 10 كيلومترات من مطار حميميم".

دمشق وضواحيها

وعلى الأرض، دخلت العملية العسكرية لقوات النظام والمسلحون الموالون بدعم جوي روسي يومها السادس، أمس، على أحياء الحجر الأسود والتضامن والزين ومخيم اليرموك، وكذلك على أطراف بلدة يلدا جنوب العاصمة دمشق.

وبعد فشلها في تحقيق تقدم على الأرض وتكبدهم خسائر كبيرة، كثفت القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها القصف على المنطقة، مستخدمة سلاح الجو والمدفعية وراجمات الصواريخ.

درعا تستنفر

وبعد حسم قوات النظام معركة الغوطة الشرقية وانهماكها في تأمين العاصمة، رجح محللون أن تشكل درعا الوجهة المقبلة لها ولحلفائها لأسباب عسكرية واقتصادية في آن معاً، الأمر الذي دفع فصائل المحافظة الجنوبية الى حالة من الاستنفار، تحسبا لهجوم قريب.

وبحسب المرصد السوري، تسيطر فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأميركي، على 70 في المئة من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة،

وتوجد عمليا في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي، بينما تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الأكبر شمالا، حيث الأحياء الحديثة ومقار مؤسسات الدولة.

ووفرت السيطرة على الغوطة الشرقية قوات لا يستهان بها كانت ترابض على الجبهات منذ عام 2012. واستقدم النظام في الأسابيع الأخيرة دفعات جديدة من التعزيزات العسكرية الى درعا، وفق المرصد.

اجتماع ومنحة

ووسط أنباء عن اجتماع جديد لوزراء ​خارجية روسيا سيرغي لافروف​، و​تركيا مولود جاويش أوغلو،​ و​إيران محمد جواد ظريف​ في موسكو يوم السبت لبحث الوضع في ​سورية​،

اعتبر مبعوث ​الأمم المتحدة​ ستيفان ديميستورا​ أنه من الضروري تحقيق الأمن قبل إيجاد حل سياسي وتنظيم انتخابات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث الآن عن استئناف مفاوضات جنيف.

وعلى هامش مؤتمر المانحين، الذي جمع 4.4 مليارات دولار لدعم سورية، حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريديريكا موغريني، أمس، من وصول الأموال للنظام السوري، مؤكدة أنه لا حل عسكريا للأزمة، ومن الضروري وقف تقسيم سورية.

سلاحا الجو السوري والروسي يواصلان قصف جنوب دمشق لليوم السادس
back to top