«وجوه الطبيعة»... مساحات تشكيلية للخيال

استقبلت قاعة «غاليري مصر» معرضاً جديداً للفنان التشكيلي شوقي عزت بعنوان «وجوه الطبيعة»، قدَّم من خلاله مجموعة من أحدث لوحاته تعكس ثراءً في الرؤى وعمقاً في الطرح.

اكتسبت موضوعات اللوحات رونقاً جمالياً وبُعداً فلسفياً وفكرياً يجذب المُتلقي إلى مساحات في الخيال أكثر رحابة، وإلى طبقات وجدانية أبعد، وهو أسلوب تصويري مُعاصر يؤكد تأثر الفنان بتجربته ومعايشته الثقافة الأوروبية التي مزجها وصهرها مع موروثه الثقافي والحضاري المصري.

ولاقى المعرض حضوراً كثيفاً من النقاد والفنانين التشكيليين، كذلك الجمهور المتذوق للفنون التشكيلية.

السيرة الذاتية لشوقي عزت تترجم ملامح تجربته التشكيلية الثرية، فهو من مواليد مدينة بورسعيد المصرية عام 1953، وباحث في مجال الفن التشكيلي، درس في أكاديمية الفنون الجميلة في روما بين 1981 و1985 في قسم التصوير الزيتي. كذلك درس بين 1985 و1987 في قسم ديكور المسرح والتلفزيون، وبعد انتهاء دراسته زار دولاً أوروبية عدة حتى استقر في هولندا، حيث يعمل ويعيش في مدينة أمستردام.

وقدّم عزت معارض شخصية وجماعية منذ عام 1971 في مصر وإيطاليا وبلجيكا وهولندا، وأقتنيت أعماله في متحف القاهرة للفن الحديث ومتحف شيفيكوا بمدينة جبيلينا ومحافظة تريفزيو في إيطاليا، ومتحف الشعوب في مدينة روتردام، ومحافظة دين هيلدر ومحافظة أمستردام في هولندا، بالإضافة إلى مقتنيات خاصة في كل من مصر وبلجيكا وسويسرا وهولندا.

منحوتات

في القاعة ذاتها استضاف «غاليري مصر» معرض «منحوتات 2» لأعمال نخبة من المثالين المصريين المعاصرين، هم: أحمد عبدالفتاح، وأحمد عسقلاني، وسعيد بدر، وعصام درويش، ومحمد رضوان، ومحمد عبد الله، ومعاوية هلال، ونجيب معين، وهاني فيصل.

الأعمال المشاركة في المعرض كانت عبارة عن عرض فني يُقدم مجموعة من الأعمال النحتية متنوعة الاتجاهات والرؤى والخامات، كذلك مثَّل المعرض مساحة مهمة لمشاهدة أعمال كوكبة من ألمع النحاتين على الساحة التشكيلية المصرية حالياً.

من جانبه، قال مدير الغاليري الفنان محمد طلعت: «يأتي المعرض في إطار محاولات القاعة من حين إلى آخر الانفتاح على المُتلقي بحلة جديدة ومُغايرة، تُمثل في مضمونها حواراً إبداعياً تشكيلياً ذا مستوى عالٍ».

وتابع: «لكل فنان تجربة فنية خاصة على مستوى الفكر والموضوعات والتقنيات، ولكل منهم بصمة مختلفة ومتميزة تتنوع بين التشخيص والتجريد وبين الحركة والسكون، وعلاقات متباينة بين الكتلة والفراغ والضوء، كذلك من حيث الاهتمامات والقضايا المُلهمة والمحفزة لمُخيلته الإبداعية، وتتجاور الأعمال مع بعضها البعض في عرض يستهدف تقديم متعة بصرية للمتلقي».

تحت عنوان «توأم الروح» افتتح الفنان أحمد فريد معرضه الجديد في قاعة «غاليري الكحيلة» بحضور كوكبة من الفنانين التشكيليين والنجوم من أصدقاء الفنان في مجال التمثيل.

فريد لخّص فلسفة العرض قائلاً: «الأرواح جنود مجندة، ما عُرف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، كلنا لا نعلم مِمَ تتكون الروح، رغم وجود نظريات روحية كثيرة، نحاول تفسيرها ومهما بلغ علمنا ستظل الروح لغزاً نحاول استكشافه. ولكن هي أيضاً النور الإلهي الذي بداخلنا، لذلك فالروح لا تموت بل تنتقل من عالم إلى آخر. وثمة نظريات تقول إننا كنا نعيش في عالم الأرواح كأرواح فقط ولم نأت إلى الدنيا إلا بعدما تحالفت الأرواح مع بعضها فأصبحت كما لو كانت عائلة».

يتابع فريد: «توأم الروح ربما يتمثل في الكون أو يكون توأمها مع روح أخرى، فهي في النهاية تتفاعل وتتواصل وتصل إلى مرادها. والإنسان يتكون من المادة والروح. نرى الأولى في الجسد أما الثانية فتتجسد في النور، وكلما ارتقى الإنسان بروحه اقترب إلى النور وأصبحت لديه البصيرة واليقين ليرى الأمور الأبعد من البصر. أما إذا ابتعد عن الروح واقترب إلى المادة فهو بذلك قد ترك النور».

وتتواصل أرواحنا، كما يقول الفنان، مع بعضها بعضاً من خلال بوابات رئيسة، تتمثل اللوحات في عيون الأشخاص، فنراها تخرج من رأسها وبها طاقة كونية هي حركات كثيرة شبه دائرية، فالعين تتحدث وتراقب وتنتظر وأحياناً تفرح وتحب وتكره وتتطلع. وتوأم الروح أكثر علاقة روحية يمكن أن يصل إليها الإنسان من خلال طاقتها، وهذه الطاقة عندما تقابل توأمها يحدث التكامل والانجذاب».

الفنان الدكتور أحمد فريد، من مواليد مدينة الإسكندرية الساحلية، تخرج في جامعتها من كلية الفنون الجميلة قسم الغرافيك عام 2002. حصل عام 2008 على شهادة الماجيستير عن «الرمزية في الفن»، وفي عام 2014 نال شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن من جامعة سان فرانسيسكو.

وتعددت مواهب فريد في عمر مبكر، أهلته للدخول في أنواع الفنون المختلفة، كالفن التشكيلي والتمثيل والإذاعة. كذلك هو عضو هيئة التدريس في جامعة الإسكندرية. وإلى جانب معارضه ومشاركاته المحلية له مشاركات خارجية متعددة، إذ مثّل مصر في سويسرا عامي 1991 و1994، وأقام معارض فنية في باريس، وكاليفورينا، ونيويورك، وتونس، والكويت، ودبي، وروما، وفي عام 2014 تم اختياره كسفير للنوايا الحسنة، كذلك له مقتنيات في وزارة الثقافة المصرية، ومقتنيات في أميركا وفرنسا والمغرب والكويت وتونس.