دعوها تختار
بناتنا في خطر! إنه خطر الوصاية على عقولهن وكل خطوة يقمن بها تحت شعار حمايتهن، والسؤال هنا: حمايتهن من ماذا؟ فنحن لم نعد نعيش في قانون الغاب، حيث إن الدولة المدنية تكفل الحقوق والواجبات.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
حصر الإعلام والمجتمع اهتماماتها بالسطحي والتافه من تجميل وموضة وتشييء لذاتها، وجعله شغلها الشاغل، ثم لامها على تفاهتها! أصبح هذا القالب الصلب صعب الكسر إلا لحفنة من الشجاعات اللاتي يدفعن الثمن غالياً بصورة إقصاء وتهميش، بل حتى على هيئة هجوم وإهانات أحياناً. هي ليست «مكسورة الجناح» كما يشاع، بل تم قص جناحها قسراً لحظة ميلادها كأنثى. بناتنا في خطر! إنه خطر الوصاية على عقولهن وكل خطوة يقمن بها تحت شعار حمايتهن، والسؤال هنا: حمايتهن من ماذا؟ فنحن لم نعد نعيش في قانون الغاب، حيث إن الدولة المدنية تكفل الحقوق والواجبات.فإذا كان الخوف من الاستغلال، فكلنا عرضة للاستغلال والتجارب الحياتية الصعبة، وإن اختبأنا في بروجٍ مشيدة، فلا مفر من الخوض في الحياة، سواء أكُنا ذكوراً أم إناثاً، وإن كان السبب أخلاقياً فمسؤولية العائلة التوعية وتعليم الأخلاق الحميدة، ثم تتحمل الإنسانة مسؤولية تصرفاتها ما إن تصل إلى سن الرشد.لسنا من دعاة «الانحلال والتفسخ»، كل ما نريده هو ترك الناس وشأنهم! إن كانت تريد ارتداء الحجاب أم لا فذلك شأنها، ولها حق عيش حياتها كما تريد، فدعوها تختار. تذكروا نفحة الحرية ونسيمها الجميل الذي تستشعرونه عند زيارة الدول المتقدمة، هذا هو سر سعادة الفرد وقدرته على الإنتاج والعطاء بلا حدود؛ لذا لنطبق مبادئ الإنسانية من حرية ومساواة وعدالة اجتماعية، ليحيا الجميع.