في وقت يقترب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رص صفوف حلفاء واشنطن لخوض مواجهة أكثر صرامة مع إيران، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي، الدول الإسلامية إلى الوحدة في مواجهة ما وصفه بـ «الغطرسة الأميركية والعالمية بعزم وتماسك».وقال خامنئي، في خطاب متلفز، إن إيران «ستصمد بثبات حيال محاولات استقواء الولايات المتحدة». وأضاف أن «الأمة الإيرانية قاومت بنجاح محاولات استقواء من قبل أميركا وقوى مستكبرة أخرى، وسنواصل المقاومة». وانتقد خامنئي ترامب، لقوله الثلاثاء الماضي إن بعض دول الشرق الأوسط «لن تصمد أسبوعا واحدا» من دون حماية الولايات المتحدة، معتبرا أن تعليقه يمثل إهانة للمسلمين «وهناك مع الأسف حرب في منطقتنا بين دول إسلامية بعضها بعضا». في موازاة ذلك، حث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، روسيا والصين على تبني استراتيجية مشتركة مع بلاده لمواجهة إدراج واشنطن لهم على قائمة «التهديدات الأمنية الأميركية».
وتزامنت محاولة الحشد الإيرانية ضد الولايات المتحدة مع تشديد مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، على أن بلاده ستعمل بما يخدم مصلحتها، وستخرج من الاتفاق النووي المبرم في 2015 إذا نقضته واشنطن، أو سعت لفرض عقوبات بملفات أخرى.في هذه الأثناء، بعث «الحرس الثوري» برسالة تهديد، وأكد نائب القائد العام للحرس الإيراني العميد حسين سلامي أن بلاده قادرة على «ضرب العمق الاستراتيجي لعدوها بالمنطقة»، وقال إن «إسرائيل تعيش حالة رعب بسبب وجود قوات إسلامية على حدودها» في إشارة إلى عناصر قواته التي تدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. وزعم المسؤول الإيراني أن «إسرائيل خائفة وأميركا مرتبكة استراتيجيا والسعودية تتعرض لهزيمة ثقيلة».وأكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أمس، أن بلاده جادة بشأن الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في حال انهيار الاتفاق بشأن برنامجها السلمي مع مجموعة (5+1).
تشاؤم وغموض
ووسط غموض بشأن مستقبل الاتفاق الهش، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأمن الدولي، كريستوفير فورد، أن واشنطن لا تعتزم إعادة النظر في الاتفاق مع إيران، لكنها تبحث إضافة بنود جديدة عليه ومجموعة من القيود.في السياق، وقبل أن تتوجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي اليوم، قال مسؤول ألماني كبير إن المقترحات التي قدمها ماكرون تستند إلى الاتفاق الدولي القائم مع طهران، لكنها ستضيف إليه بعض العناصر الجديدة.في المقابل، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بتدمير العاصمة الإيرانية، طهران، إذا أقدمت الأخيرة على مهاجمة تل أبيب، وقال إن «نظام الملالي» في إيران «يلفظ أنفاسه الأخيرة».وأضاف الوزير الإسرائيلي، في حوار غير مسبوق باللغة العربية مع موقع «إيلاف»، أن بلاده لا تريد الحرب مع أحد، لكنها لن تسمح بـ «منصات إيرانية في سورية مهما كان الثمن، إن لم يسُد الهدوء في تل أبيب وإسرائيل، فلن يسود في طهران».وتابع قائلا: «لم نتدخل منذ البداية في الحرب السورية الدائرة منذ سبع سنوات، هناك الإيرانيون وحزب الله والميليشيات الأخرى والروس وداعش وغيرهم، وكلهم يقاتلون بعضهم بعضاً، أتمنى النجاح للجميع هناك، نحن لا نتدخل».وأعرب عن اعتقاده بأن «انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيؤدي إلى انهيار إيران اقتصادياً». ورأى أن الأوروبيين مخطئون في سعيهم لإبقاء الاتفاق. من جهة أخرى، تطرق ليبرمان في مقابلته إلى ملف مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، حيث قال: «إن الحل يجب أن يكون إقليمياً، لا ثنائياً، وليس على مراحل، بل بالتوازي بهدف التوصل إلى حل الدولتين».وكشف أن هناك «حديثا هادئا ومعمقاً مع عدد من الدول العربية»، رافضا تسميتها. وأوضح: «هناك إصغاء من الجانب العربي لآرائنا. أستطيع القول إن نحو 75 في المئة من الأمور توصلنا إلى تفاهمات حولها، وبقي 25 في المئة، وهي برأيي الأصعب. مع القيادة الحديث سهل، لكن الأمور معقدة بين الشعوب».تحقيق بريطاني
من جهة أخرى، تحقق السلطات البريطانية في تقارير عن اعتقال أستاذ جامعي يدعى عباس عدالت، يحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية في إيران، في حين أفادت وكالة أنباء «فارس» بأن السلطات الإيرانية فككت شبكة تجسس، وقالت إن عدالت أحد عناصرها.