شوشرة: خطفوا أفراحنا
![د. مبارك العبدالهادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/43_1682355165.jpg)
إن استمرار حالة اللا استقرار والتوهان والدوامة التي لا نعرف متى ستنتهي أو أين ستستقر أو إلى أي مدى ستصل، جعلت الناس من مختلف الطوائف في حالة من الإحباط والهرب من الواقع الذي بتنا لا نعيشه إلا عند بوابة المغادرين في المطار، وكأن هناك من يدفع باتجاه التأزيم المستمر وتعطل مصالح الناس وتردي الاقتصاد وتدهور البورصة التي حالها «حدّث ولا حرج». في الماضي كان الناس يستعدون لأي مناسبة بفرح وبهجة غامرة تلاحظها على الصغير قبل الكبير، ولكن في وقتنا الحاضر ونحن مقبلون على شهر الخير «رمضان» لم يعد كما في السابق سوى أنهم يعدون العدة لتحضير مستلزمات البيوت وهم ينظرون إلى جيوبهم الفارغة إثر الارتفاع المستمر في الأسعار.أصبح الكثير من الناس يمتازون بوجوههم العابسة ويعانون التوتر المستمر، في حين أن هناك من يعيش على اصطياد زلات الآخرين أو تشويه صورتهم والإساءة إليهم، خصوصاً مع تطور التكنولوجيا التي بات استخدامها سيئاً.وعودة إلى ممثلي الشعب الذين يفترض أن يمثلوه، أصبح الكثير منهم لا يمثل سوى نفسه ومصالحه وحاشيته والمطبلين له دون النظر إلى متطلبات الناس الحقيقية، بل هؤلاء النواب هم من سرقوا الفرح من الشعب وتلذذوا بجلده، وللأسف الشديد أن هذا النوع من النواب في كل انتخابات تجده قد حجز مقعده دون أن تتم محاسبته من بعض أبناء الشعب الذين ينتقدون هؤلاء، ولكن سرعان ما تتبدل قناعاتهم عند التصويت في الانتخابات ولا يزال السبب مجهولا.يا نواب ويا حكومة ويا مرتزقه ويا حرامية ارحموا شعبا بات متعبا ومرهقا ومتأزما وقلقا و»طفشان وزهقان»، ارحموا أناسا فقدوا البهجة والسعادة، ارحموا وطنا أعطاكم الكثير ولم تعطوه سوى القليل.في كل مره ترتفع معها المعنويات تجاه بريق أمل الإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين نعود إلى المربع الأول إثر انكشاف مفاجأة أخرى عنوانها «فساد».هناك من يقول تفاءلوا «الخير بقباله»، ولكن أمام هذه الجملة نضع علامات استفهام كثيرة، ونتساءل: هل المقصود هو الخير الذي يعود على الحرامية مقابل ارتفاع الأسعار ومتابعة مشاهد استبداد الأموال؟ أم هناك مفاجآت أخرى ستكشف عن سارقي الفرح في المستقبل؟ ننتظر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.