H.R
حضرت بالأمس ملتقى القدرات الأول تحت شعار «التخطيط الأمثل للموارد البشرية»، بدعوة من الدكتورة سعاد الزيد، والذي خاض فيه الكثير من أولي التخصص، وركزوا على أهمية معرفة الاحتياجات اللازمة لتأمين بيئة مؤهلة ويافعة لتولي المناصب الإدارية في المؤسسات الحكومية. وأكثر ما شدني موضوع المعرفة المطلوبة لسد احتياجات الموارد البشرية، وأيضا خطط التدريب الواجب دراستها بجدية وتقديمها فعلا كمتطلب لسد الاحتياج المطلوب، فتعالوا لنتحدث عن أهمية المعرفة التي تطرق لها أصحاب التخصص ولي وجهة نظر فيها.
ذكروا أن الطلبة يتخرجون من الثانوية وليس لديهم لغة ثانية، أو على الأقل اللغة التي سيبعث على إثرها للدولة لإكمال دراسته، كما أن الطلبة أيضا يتخرجون من الجامعة ليس لديهم أي معرفة بنظم العمل أو حتى كيف يديرون أعمالهم، وما هي الأعمال المنوطة بهم، وعلى أي أساس يطالبون بحقوقهم، فكثير من هذه الأمور غائبة عن أذهانهم لعدم وجود توصيف وظيفي لهم، كما أن ديوان الخدمة عندما تكثر عليه طلبات التوظيف فإنه يعين دون أي اعتبارات ودون أخذ أولويات الأهلية لهذا المكان، هل يصلح لمثل هذا الشخص أم لا. وبرأيي، وبغض النظر عن الدرجة العلمية التي نالها ذلك المتقدم، من الأولى معرفة طبيعة نمط ذلك الشخص وفق عدة اختبارات عالمية مدروسة كاختبار (MBTI)، فالعديد من الاختبارات تقيس القدرات والقيادة ومعرفة الحاسب الآلي، وبناء عليه يعين الشخص المناسب في المكان المناسب. هذا من حيث إلمامه بالمعرفة الداخلية للشخص، وهناك المعرفة الخارجية وهي الشيء الثاني تحدده الاحتياجات التدريبية لهم، بحيث تخصص دورتان إلى ثلاث دورات في السنة لتطوير الأداء النفسي والوظيفي، وأن تكون هذه الاحتياجات عملا مدروسا فيما يخص المؤسسة والشخص نفسه، بحيث يتم النهوض في كليهما، ويتم بناء على ذلك تقييم التطور الذي يحدث من جراء هذا التدريب على الشخص نفسه وعلى المؤسسة. وبما أنني مهتمة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة فإن أهم التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى- أسأل الله لهم القبول- أن توفر وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يعطوا أهمية ويسلط الضوء على قضاياهم، فقد زرت يوما ما النادي الرياضي للمعاقين فآلمني المنظر هناك لعدم اهتمام إدارة النادي بهم، وبدا لي كأنه من العهد الذي تأسس فيه، وقابلت بعض رواده فأطلعوني على رغبتهم الشديدة في العمل، أي عمل، و»لكن لا نهمش بهذه الطريقة»، فأضم صوتي إلى الدكتورة سعاد الزيد بخصوص هذه التوصية كي نرقى في التخطيط الجيد لمواردنا البشرية.