قلق من عدد ونوعية الإصابات برصاص الاحتلال في تظاهرات غزة

نشر في 28-04-2018 | 12:37
آخر تحديث 28-04-2018 | 12:37
مصابون فلسطينيون أمام عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود
مصابون فلسطينيون أمام عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود
يروي الشاب محمد المغاري من على سرير المستشفى الذي يتواجد فيه بعد ثلاثة أسابيع من إصابته برصاصة إسرائيلية على حدود قطاع غزة، أن هناك فجوة في ساقه تحت الجبس بإمكانه تمرير إصبعه من خلالها من جانب إلى آخر.

وقتل 45 فلسطينياً بينهم صحافيان منذ بدء مسيرات احتجاجية على الحدود في قطاع غزة في 30 مارس في كل يوم جمعة للمطالبة بحق العودة، وأصيب أكثر من 1700 فلسطيني بالرصاص الحي، 80 في المئة منهم في أطرافهم السفلية، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ويقول الشاب البالغ من العمر 28 عاماً «أصبتُ برصاصة في ساقي أحدثت تفجيراً في العظام، تدمّر 30 سنتم من عظم الساق تماماً إضافة إلى العضل كاملاً».

ويضيف أن هناك جسوراً عدة من البلاتين على ساقه اليسرى «المفتوحة تحت الجبس»، بحسب قوله، «بإمكاني أن أضع كفة يدي من جهة وأخرجها من الأخرى».

ويتابع بحسرة أن الأطباء كانوا على وشك بتر ساقه، مشيراً إلى أنه كان يعمل في مطعم، ويقول «لن أتمكن من العمل الآن لسنتين على الأقل بسبب إصابتي، كنت أنوي أن أتزوج قريباً، لم أعد أفكر في الأمر حالياً».

وأصيب المغاري خلال مشاركته في الاحتجاجات على الحدود الشرقية لمدينة غزة.

ويبدي الأطباء قلقاً إزاء تدفق مئات الجرحى إلى المستشفيات بجروح خطيرة، لا سيما في منطقة الركبة. وتعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لانتقادات بسبب استخدام غير متكافىء للقوة وكذلك بسبب نوعية الذخيرة المستعملة في مواجهة المتظاهرين.

وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة أن الأطباء أجروا منذ بداية أبريل 21 عملية بتر في الأطراف.

وستستمر التظاهرات حتى 15 مايو، ذكرى «النكبة».

وتعتبر رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية ماري إليزابيث انغر أن «ما هو غير عادي هو أن الجروح كبيرة جداً، والعظام يمكن أن تكون تفتت إلى أجزاء عدة».

وتقدم هذه المنظمة الدولية حالياً خدمات طبية لأكثر من 600 من هؤلاء الجرحى في ثلاث عيادات تتبع لها في قطاع غزة.

وتشرح انغر أن «تأثير الاصابات سيكون طويل الأمد، ليس فقط على الأشخاص لكن على النظام الصحي، على عائلاتهم والمجتمع بأكمله».

ويقول مدير عام المستشفيات الحكومية في قطاع غزة الطبيب عبداللطيف الحاج «أغلب الاصابات كانت برصاص متفجر يفتت العظام والأوعية الدموية ويحدث تمزيقاً شديداً في الأنسجة مع تمزق في الشرايين والأوردة، ما يستدعي اجراء عمليات جراحية معقدة».

ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يستخدم «الرصاص الحي كحل أخير»، مشدداً على أن قواته تستخدم «الذخيرة والأسلحة المشروعة في القانون الدولي».

ويشكو الحاج من النقص الحاد في المستلزمات الطبية اللازمة في مستشفيات القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات، مشيراً إلى أن المحاليل الملحية، ومواد التعقيم، والأدوية المانعة للجلطات والمضادات الحيوية الوريدية ستنفذ بعد ثلاثة أسابيع، ويشير إلى أن أجهزة تثبيت العظام تنقص أيضاً.

ولا يخفي أن الطواقم الطبية تضطر لاخلاء المستشفيات في نهاية الأسبوع من بعض المرضى تمهيداً لاستقبال جرحى جدد في أيام الجمعة.

ويقول «نحن مضطرون للمفاضلة في الأولويات بين وضع المرضى بسبب نقص الاسرّة».

وتبدي الطبيبة ماتيلدا بيرثيلو من منظمة أطباء بلا حدود خشيتها من «أن يتعرض المرضى بسبب بقائهم في المنازل بدون عناية مناسبة إلى خطر كبير بسبب حدوث التهابات».

ويقول المغاري إنه يأمل «في السفر لتلقي العلاج في الخارج، أخشى أن أفقد ساقي».

ويقول الشاب معاذ سالم (27 عاماً) الذي يلف الجبس ساقه اليمنى وقطعة أخرى من الجبس ركبته اليسرى، «أصبت قبل أسبوعين برصاصتين في ركبتي الاثنتين».

ويشرح «أجروا لي عملية في الركبة اليسرى، لكنهم لم يتمكنوا بعد من إجراء عملية في الركبة اليمنى لأن فيها كسوراً شديدة تحت الركبة وفي الرباط الصليبي».

ويضيف الشاب، وهو أب لطفلين وكان يعمل كهربائي سيارات، «أخبرني الأطباء أنهم سيقيّمون وضع قدمي بعد ستة شهور إلى سنة، لن أتمكن من العمل حالياً لكنني أتمنى أن أعود إلى عملي يوماً ما».

back to top