«أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينيات» يستعيد أجمل الذكريات
اختتم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، فعاليات موسمه الثقافي، بعرض «أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينيات»، على المسرح الوطني، وبحضور جماهيري كبير.
هبت نسائم الثمانينيات على المسرح الوطني، بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، فأثارت في الأنفس الحنين إلى أيام مضت، ولكنها مازالت باقية في القلوب برسم الذكرى. في ختام فعاليات الموسم الثقافي للمركز، كان المشهد مختلفاً، صاغته أنامل مبدعين كويتيين شكلوا بعرض" أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينيات" جسراً للتواصل مع العصر الذهبي لتلفزيون الكويت، لا على مستوى ما يقدم من نتاج محلي فقط، بل أيضا من حيث الاعمال العربية التي وجدت طريقها للعرض عبر شاشة واحدة من أقدم منصات الإعلام خليجيا وعربيا، في أمسية كان قائدها موسيقيا وغنائيا المايسترو د. محمد باقر، بمعية أوركسترا وكورال مركز الشيخ جابر، بينما أخرجها الفنان جاسم القاسم، ليوثق المركز بهذا العمل الفني الفريد حقبة مهمة من تاريخ الإعلام والفن الكويتي.في تمام الثامنة من مساء أمس الأول، شرع الجمهور في التوافد على المسرح الوطني... كل شيء كان يوحي بأننا على مشارف الانتقال من فترة زمنية إلى أخرى، بدءاً من المجلة المصورة التي توثق لهذا الحدث، وكانت تنتمي من حيث الشكل والمضمون أيضاً إلى الثمانينيات، مرورا بالأجواء العامة من حيث شاشة العرض الضخمة التي تصدرت المسرح، وكنت تعرض مقتطفات من أهم برامج الإذاعة والتلفزيون خلال تلك الفترة، إلى جانب معلومات توثق لنشأة تلفزيون الكويت وأبرز الأسماء التي أطلت عبر شاشته، ووصولا لبدء العرض... تلك المراحل التي سبقت ضربة البداية من أعضاء الفرقة الموسيقية هيأت الجمهور نفسيا لتبدأ الرحلة التي امتدت لساعة ونصف الساعة، كانت الابتسامة حاضرة خلالها على محيا الجميع بلا استثناء، ومضى الوقت ما بين ضحكات وصيحات إعجاب وتصفيق شبه متواصل، عقب كل فقرة تؤديها الفرقة الموسيقية مصحوبة بعرض مقطع فيديو.
وبمصاحبة 80 عازفاً بدأت رحلة التعرف على تفاصيل يوم عبر شاشة تلفزيون الكويت، خلال فترة الثمانينيات منذ بدء البث في السابعة والنصف صباحا حتى نهاية الإرسال، عبر عرض بصري موسيقي أمتع الحواس وأنعش الذكريات لماضٍ شكل وعينا، من خلال موسيقات جانبية لم تهيمن على المشهد الفني آنذاك، مثل موسيقى البرامج والمسلسلات والألعاب، لاستكشاف جوانب مختلفة من ذاكرتنا، وعلى الأخص في مرحلة الثمانينيات.
العصر الذهبي
واستعرض العمل العصر الذهبي لتلفزيون دولة الكويت الذي جمع الناس حول شاشته، وكانت البداية مع النشيد الوطني، قبل أن تعرض الشاشة إطلالة لمذيعة تلفزيون الكويت تستعرض فقرات اليوم الرئيسية التي تنقسم إلى 9 أجزاء رئيسية، تبدأ مع الفقرة الصباحية وتنتهي بفقرة السهرة، فتابع الجمهور مقتطفات من المشاهد على شاشات كبيرة في المسرح، منها المسلسلات والاعلانات والرسوم الكارتونية والاغنيات بمصاحبة العزف والغناء الحي لفرقة المركز بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر.وتفاعل الجمهور مع المشاهد التي عكست شوقه الى تلك الايام الجميلة، وعادت بهم الذكريات بكل تعابير الفرح الى مشاهد من اعمال خالدة، مثل "افتح يا سمسم" و"حكايات عالمية" و"سلامتك" وبعض الأوبريتات الجميلة في ذلك الوقت، إلى جانب "مدلي" لأبرز أعمال الكارتون حينها مثل "في قصص الشعوب" و"السندباد " و"فلونة" وغيرها، ولعل اللافت أن المخرج كان من الذكاء بحيث دمج بين الغناء متمثلا في شارة المقدمة والنهاية لتلك الأعمال وبين أجزاء منها، في حين تضمنت فقرة الصباحية كذلك "مدلي" للمسلسلات التراثية، مثل بدر الزمان ومدينة الرياح.وعي الأسرة
وتمضي الفرقة في برنامجها لتقدم في الفقرة التربوية والتعليمية برنامج "مع الأسرة" و"يا أبونا وأمنا" وأغنية برنامج المناهل وغيرها من البرامج التي شكلت وعي الأسرة حينها، وما إن يصل العرض للفقرة الاستهلاكية حتى امتزجت الضحكات بأصوات مرددة أغنيات أبرز الإعلانات حينها، ليؤكد العرض على أنه يمضي في طريقه إلى الهدف المنشود، وهو المتعة والتوثيق ونفض غبار الزمان عن أجمل الذكريات، وما هي إلا لحظات تبدلت فيها الشاشات حتى خيم هدوء مقدس على الحضور عندما شرعت الفرقة في عزف مقدمة برنامج الشعراوي، ومنها إلى مسلسل "لا إله إلا الله".العصر الذهبي للرياضة
وعقب فاصل قصير عاد الجمهور إلى مقاعده، مدفوعا بالحماس لمشاهدة ما تبقى من فقرات العرض على وقع الموسيقى المميزة والأغنيات الراسخة في الوجدان، ليستعيد الحضور العصر الذهبي للرياضة الكويتية في الفقرة الرياضية، مع التعليق المميز لخالد الحربان، و"مدلي" رياضي من "شيلة مباراة" و"بسم الله بسم الله"، ولم يغفل العمل عما قدمه لاعبو العصر الذهبي لمنتخب الكويت الوطني لكرة القدم (الأزرق) في تلك الحقبة، فاستعرض بطولاتهم في كرة القدم وأغنية "هايدوه" التي صاحبتهم خلال مشاركتهم في كأس العالم في إسبانيا عام 1982، والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.ثم انتقل العرض الى المسلسلات الهادفة والكوميدية في الثمانينيات، منها "رقية وسبيكة" و"الى أبي وأمي مع التحية" و"خالتي قماشة"، وبعض المسرحيات مثل "باي باي لندن"، وتطرق العرض الى اعمال فنانين ونجوم كبار، فقدم مقتطفات لأعمال شريهان وعبدالحسين عبدالرضا وداود حسين وانتصار الشراح وابراهيم الصلال وحياة الفهد وسعاد عبدالله والمطرب محمد المسباح وعبدالكريم عبدالقادر وغيرهم.من أجواء العرض
- وظف المايسترو د. محمد باقر مجموعة من الأصوات المميزة لتؤدي بعض الأغنيات والمشاهد التمثيلية بحرفية عالية، وحصد أداؤهم إعجاب الجمهور.- تفاعل الجمهور طوال العرض شهادة نجاح للقائمين على مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.- من المفارقات أن قدراً لا يستهان به من برنامج التلفزيون في هذه الفترة كان يهتم بشكل غير مباشر باللغة العربية الفصحى، وبدا ذلك جليا في الاعمال الدرامية والبرامج التوعوية. - اتسم أداء الفرقة الموسيقية بالتناغم والانسجام والإتقان.
العمل استعرض العصر الذهبي لتلفزيون الكويت عبر رحلة قوامها يوم