د. خليفة الوقيان... والتخلف!
الشاعر الرقيق والإنسان المرهف الحس والمشاعر، الدكتور خليفة الوقيان، كتب ديوان شعر صغيراً عنوانه "تدروشوا... تعمّموا".. فثارت ثائرة من تحسسوا رؤوسهم فوجدوا أنفسهم وقد وُضع هذا العنوان تاجاً على رؤوسهم، فانهالوا على الدكتور ردوداً بمفردات طافحة بالكراهية والابتذال، منطلقين من أنهم أوصياء السماء على الأرض، وهاجوا على الدكتور الوقيان وزندقوه، ومركسوه، وعفلقوه، وعلمنوه، ولبرلوه، وأخرجوه من ملة الاسلام، لأنه قال:تدروشوا.. تعممواتنقبوا.. تكمموا
تطامنوا ثم اخنعواتضاءلوا.. تقزمواوطأطئوا رؤوسكمفالسيل ليس يرحمُوكسّروا أقلامكمفالمجد أن تستسلمواوأن يسود فيكمجهلٌ وحسٌ معتمُ***• فكانت ردودهم بقصائد طويلة عقيمة، كقول أحدهم:يا أمةً دمارهابأيدي من تعلّموا(تعولموا) تأقلموالقد عفوت عنك اليوم، فاحذر إني صارم! • ورد آخر قائلاً:من ذا الذي تُكلموا؟يا ليت شعري من همُأحفاد عفلقٍ تُرى؟فليس دينٌ أو دم!وكثير من هذا الهراء المليء بالأخطاء اللغوية والمخالفة لأبسط قواعد بحور الشعر!***• ليت هؤلاء يقرأون المناظرات الأدبية التي كانت تدور بين الأدباء منذ مطلع القرن الماضي وحتى نهايته، ليدركوا أن عنوان ديوان د. خليفة الوقيان ينطبق على أخلاقياتهم البعيدة كل البعد عن الخُلق الأدبي الرفيع!وليت البعض منهم وقف أمام القاضي محمد نور، الذي كان يحاكم د. طه حسين بتهمة الزندقة والإلحاد وكيف أصدر حكماً قال فيه:"ومن حيث أن العبارات التي يقول المبلّغون إن فيها طعناً على الدين الاسلامي إنما جاءت في كتاب في سياق كلام على موضوعات كلها متعلقة بالغرض الذي أُلف من أجله، فلأجل الفصل في هذه الشكوى لا يجوز انتزاع تلك العبارات من موضعها من الكتاب والنظر إليها منفصلة".• وليت هؤلاء - الذين هجموا على د. الوقيان - يطلعون على ما كتبه د. طه حسين في الصفحة رقم 26 من كتابه "في الشعر الجاهلي"، ليتعلموا أبسط أبجديات المساجلات الأدبية، بدلاً من تسربلهم بما وصفوا به أنفسهم يوم اختاروا لأنفسهم أنهم المستهدفون في عنوان "تدروشوا.. تعمموا"!***• عزيزي د. خليفة الوقيان، لقد تعايشت مع ديوانك بقصائده الرائعة، وخاصة الثرثرة، وغيرها من القصائد الأخرى، فوجدت أنك تضيف إلى كتابك العظيم "الثقافة في الكويت"، الذي وضعت فيه خلاصة مواجهات المستنيرين مع التخلف والجهل والظلام، فأنت أيها الشاعر امتداد لتلك العقول المستنيرة ممن سطعت أسماؤهم في سماء الكويت شعراً ونثراً.• أما تلك الردود عليك، التي قرأتها، فقد دلت دلالة قاطعة على أنهم كما قلتَ فيهم:وكسّروا أقلامكمفالمجد أن تستسلمواوأن يسود فيكمُجهلٌ وحسٌ معتمُ.