نبدأ من التصريحات التي انتقدت فيها أبطال فرقة «مسرح مصر» أخيراً. بماذا تختلف معهم؟
أصبح تحريف تصريحاتي في هذا الشأن يزعجني، لأنه يظهرني كأنني ضد هؤلاء الممثلين، وهو أمر غير صحيح. يضمّ «مسرح مصر» مجموعة مواهب حقيقية لديها قدرة لافتة في الأداء، لكني اختلف مع محتوى أعمالهم، فهي ليست مسرحاً، والعروض التي يقدمونها مجرد «اسكتشات» فنية مسرحية. حتى أن الفنان أشرف عبد الباقي، صاحب التجربة، يؤكد هذا الكلام في لقاءات إعلامية. وعندما أقول وجهة نظري أكون مسؤولاً عنها بالكامل، لكن يزعجني الادعاء بكلام لم أقله.ماذا تنتقد في «مسرح مصر» تحديداً؟
انتقد الإيفيهات غير المناسبة إطلاقاً للمسرح. كان لهؤلاء الشباب دور في إنعاش الحركة المصرية، وكان الموسم الأول من تجربتهم جيداً. لكن للأسف لم تسر الأمور كما كانت في بدايتها، وطاولها إسفاف. هذه وجهة نظري التي تحدثت فيها حتى مع الممثل والمخرج مصطفى خاطر أخيراً، وهو عضو في الفرقة.هل ترى أن بعض أعضاء «مسرح مصر» موهوب فعلاً؟
بالتأكيد. تضمّ الفرقة مجموعة من الممثلين الجيدين. مصطفى خاطر فنان موهوب ولديه قدرة على تقديم شخصيات متنوعة، كما نلاحظ في أعماله السينمائية والدرامية، كذلك علي ربيع موهبة في الكوميديا لكن للأسف يقدم إسفافاً على المسرح. وغيرهما من أبطال الفرقة.«غزل البنات» وبرنامج
عدت إلى المسرح من خلال إعادة تقديم مسرحية «غزل البنات» التي قدّمها الراحل نجيب الريحاني. حدثنا عن هذه التجربة.أعشق نجيب الريحاني وتجاربه المسرحية. قدمت مسرحيته «لعبة الست» قبل سنوات، واخترت هذه المرة أن أعيد تقديم «غزل البنات» بصورة جديدة، وبرؤية خاصة مع الحفاظ على طبيعتها المسرحية.كيف ترى المسرح خلال الفترة الراهنة؟
يشهد المسرح انتعاشة، لكن ما زلنا بحاجة إلى التوسع في إنشاء المسارح، ليس في مصر فحسب، بل في العالم العربي أيضاً. نواجه مشكلة قلة عدد المسارح، فيما بناء الجديدة منها يسهم في تقديم مزيد من العروض واكتشاف وجوه شابة موهوبة.لماذا أوقفت برنامجك «مفيش مشكلة خالص»؟
لم تستهوني فكرة تقديم برنامج تلفزيوني من البداية، لكن طابع «مفيش مشكلة خالص» مسرحي، ما جعلني استمرّ فيه موسمين، وكنا نخطط للموسم الثالث لكن ظروف مرض زوجتي ورحيلها جعلتني أتراجع عن الخطوة، خصوصاً أنني كنت بدأت التحضير للعودة إلى المسرح، ومن الصعب التوفيق بين البرنامج وعروضي المسرحية.إلا أن ذلك لا ينفي أن البرنامج كان ناجحاً، وهو ما يهمني، فصحيح أن فكرة الاستقرار على الفورمات الخاصة به استغرقت وقتاً طويلاً في التحضيرات إلا أنني أشعر بالرضا عن التجربة بشكل كامل وافتخر بأنني قدمتها.تكريم وانتقاد
حدثنا عن شعورك بعد تكريمك في الدورة الأخيرة من مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي؟
يسعد أي فنان بتكريمه من جهة محترمة تقديراً لمشواره الفني، لأن هذا التكريم لا تقف خلفه مصالح أو ارتباطات من أجل الترويج والإعلان، على عكس تكريمات عدة. والحقيقة أن لتكريم مهرجان شرم الشيخ مذاقاً خاصاً بالنسبة إليّ كونه تضمّن إطلاق اسمي على الدورة الثالثة، وهذا شرف كبير لي في ظل الترؤس الشرفي من سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب، فضلاً عن أنه جاء بعد أيام قليلة من تكريمي في الشارقة... ذلك كله يعطيني دفعاً معنوياً.ألم تشعر بضيق لتكريم مصطفى خاطر معك بالدورة نفسها من المهرجان؟
اختيار المكرمين ليس من مسؤوليتي أو مهامي، وكما ذكرت لك سلفاً مصطفى ممثل موهوب وتحدثنا خلال التكريم وأبلغته رأيي في ما يقدمه على المسرح، وأتناقش مع الشباب دائماً وأتبادل الآراء معهم. وأشير هنا إلى أن من المهم أن يتسلم الفنان التكريم بنفسه في حياته.تتعرّض لانتقادات دائماً، خصوصاً من الشباب.
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. أحرص على الاستماع إلى الآراء البناءة من الشباب والمشاركة في الفعاليات التي يقيمونها سواء ندوات أو غيرها. وأمنحهم في عملي دائماً فرصة للحضور بأدوار مؤثرة. والدليل أن مشاريعي السابقة حملت فرصاً لموهوبين في بدايتهم أصبحوا نجوماً الآن. هذا ما أتحدث عنه باستمرار، وهو أن الموهبة الحقيقة التي تسعى إلى الفن ستجد مكانها. أما من يريد تقديم إسفاف فيختفي سريعاً تماماً كما ظهر.منافسة على الأجر
حقّق عدد مهم من الممثلين الذين ينتقدهم محمد صبحي نجاحات وتصدروا اهتمامات المنتجين. يقول في هذا الشأن: «لا يمكن اعتبار الأجر الذي يحصل عليه الفنان معياراً للحكم وتقييم أعماله. والحقيقة أن المنافسة حول زيادة الأجور التي تشهدها الساحة خلال الفترة الراهنة تضرّ بالعمل الفني. ليس من المنطقي أن يتقاضي الفنان مبلغاً يصل إلى ضعف ميزانية العمل أو ضعف أجور زملائه مجتمعين. يؤثر ذلك سلباً في الفنانين ويجعل كثيرين من الموهوبين يرضخون لشروط العمل التجاري البحت، ويكررون أنفسهم للحصول على المقابل المادي الكبير، وهو أمر ينتقص من مكانتهم ولا يضيف إليهم فنياً».