افتتح رئيس مجلس الإنماء والإعمار في لبنان نبيل الجسر الاحتفال بمشروع «متحف بيروت التاريخي» بكلمة شكر فيها الرئيس سعد الحريري الذي يعمل من أجل المستقبل ولمستقبل بيروت بالذات، ويهتم بالماضي وبالتاريخ، كما قال.

وحول بدء الحفريات أوضح: «نؤكد أننا لن نطمر التراث، وهذه الآثار ستكون جزءاً من المتحف الذي سيشيد هنا وبهبة كريمة من دولة الكويت. هذا العمل أخذ وقتاً لأنه عمل دقيق. سيكون متحف بيروت أهم تجمع ثقافي وتاريخي للمدينة»، مشيراً إلى أن البناء سينجز في خلال سنة.

Ad

الكويت والإرث الحضاري

في كلمته التي ألقاها في الاحتفال أوضح سفير الكويت لدى لبنان عبد العال سليمان القناعي أن «مشاركتنا اليوم في هذه الاحتفالية الجامعة بوضع حجر الأساس لـ«متحف تاريخ بيروت»، تأتي في عهدكم يا دولة الرئيس، إيماناً من دولة الكويت بما يستلزمه الإرث الحضاري، من احتفاء بالموروث الإنساني وتقديره، وما يستوجبه من اعتناء بدلالاته الملموسة منها والحسية ويؤكد عليه ويعززه من ارتقاء بالذائقة الفنية الزمانية منها والمكانية، لأن الآثار هي ذاكرة المدن ومخزون أهلها الثقافي والشهادة الحقة على استثنائية بيروت، أثراً ومؤثراً».

أضاف: «انطلاقاً من هذه القناعة، وتأسيساً لمسيرة ثابتة الخطى واضحة المعالم وجلية الأهداف ما بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الشقيقة، توضع اليوم رمزية ثقافية مهمة، بتعاون وثيق مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ولهدف نبيل سام، دعماً للمراصد العلمية وترسيخاً للثقافة البحثية وإبرازاً للمقدرات الإنسانية، ودفعاً بالمحاور الإنمائية، بهكذا مشروع حيوي في قلب مدينة بيروت النابضة، إشعاعاً وعطاءات».

تابع: «مصدر الاعتزاز هو ما يتعزَّز دوماً في كل لبنان من مواطن للتعاون تعمقت جذورها وتمددت حتى بات للكويت ملمح في كل مدنه وبلداته وقراه، كما أن مصدر بهجتنا اليوم، أن نحظى جميعاً بالمشاركة بفاعلية وإيجابية في أن تكون بيروت مقصداً تنويرياً وملتقى لنا، ولعلماء التاريخ ومتتبعي حركة الحياة والحضارة، كما هي قبلة مفضلة لأهل السياحة والاستجمام».

وختم: «إذ أبارك باسم دولة الكويت، للبنان، كل لبنان، البدء بمشروع متحفه التاريخي في عاصمته النيرة، فإنني موقن بأنه سيحفظ بفعل الداعمين لفكرته والقائمين على تنفيذه تاريخ بيروت وتله الأثري، وينطق الحجر منهما والأثر، عظة وعبرة وعلماً بما للتاريخ من حوارات حضارية مستمرة، تنهل منها ولا تنقطع عنها». وشكر الرئيس فؤاد السنيورة على جهوده لإنجاز هذا المعلم الحضاري يوم كان رئيساً للوزراء».

تاريخ بيروت

اعتبر وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري في كلمته أن «هذا الموقع سوف يروي تاريخ بيروت عبر حقبات الزمن ويؤسس لمتحف يكون على قدر قيمة بيروت»، مؤكداً أن المنطقة من ساحة الشهداء إلى التل الأثري ستكون قبلة للسياح وللبنانيين كي يعرفوا تاريخهم.

وشكر في المناسبة الاهتمام الذي أولاه الرئيس الحريري لوزارة الثقافة التي وضعت خطة خمسية للنهوض الثقافي، وتتضمن تطوير وإنشاء متاحف في المناطق اللبنانية وخصوصاً في بيروت. كذلك شكر السفير الكويتي «الذي ساعدنا على تركيز هذه المنحة، وتم الاتفاق مع شركة سوليدير وبلدية بيروت ومجلس الإنماء والإعمار على أن يلتزم كل منا بالبرنامج الموضوع، وأخذت وزارة الثقافة على نفسها الالتزام بالحفريات والتوقيت المناسب كي ينشأ هذا المتحف في الوقت المناسب».

أضاف: «الخطة الخمسية التي وضعناها، دولة الرئيس، هي في عنايتكم وأنتم أدرجتم مئتين وثمانين مليون دولار لتمويل هذه الخطة الخمسية من برنامج التمويل لمؤتمر سيدر. نشكر اهتمامكم ونقول، من يحفظ تاريخه يعرف كيف يؤسس للمستقبل».

جهد مشترك

اختتم الاحتفال بكلمة للرئيس سعد الحريري اعتبر فيها أن «متحف تاريخ بيروت هو جهد مشترك بين البلدية وسوليدير ومجلس الإنماء والإعمار، بهبة كريمة من صندوق التنمية الكويتي، ونشكر سمو أمير دولة الكويت جزيل الشكر لأنه حريص دائماً على لبنان وتاريخه ومستقبله».

أضاف: «وضع تصميم هذا المتحف المصمم العالمي رنزوكيانو، وسوف يتم تطوير كل المنطقة من ساحة الشهداء إلى السراي الصغير، إلى المتحف التاريخي لبيروت وإلى التل الأثري إلى الواجهة البحرية وإلى المرفأ».

تابع: «في الوقت الذي نبني فيه مدينة حديثة وواجهة بحرية نهتم بالحفاظ على تراث هذه المدينة، لأن الحفاظ على الهوية والتاريخ هو قاعدة متينة لبناء المستقبل. مبروك لبيروت متحفها التاريخي، وشكراً للكويت ولوزارة الثقافة ومعالي الوزير غطاس الخوري، وشكراً لكل من عملوا وساهموا في هذا المشروع خصوصاً الرئيس فؤاد السنيورة الذي عمل على تأمين التمويل من الصندوق الكويتي، ولا يمكن أن ننساه. وشكراً للجميع».