في مسعى لحشد تأييد واسع لفرض عقوبات جديدة تستهدف أنشطة إيران بالتوازي مع الضغط من أجل تشديد الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، وصف وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مايك بومبيو في مؤتمر مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير بالرياض، أمس، طهران بالداعم الأكبر للإرهاب في العالم، مؤكدا أن بلاده ستواجه أنشطتها بالمنطقة، ولن تسمح لها بامتلاك السلاح النووي.

وأبدى وزير الخارجية الأميركي الجديد تشددا تجاه طهران، متهما إياها بالعمل على «زعزعة استقرار» المنطقة، وقال عقب لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إنها تدعم الميليشيات والجماعات الإرهابية، وتعمل كتاجر سلاح، إذ إنها تسلح المتمردين الحوثيين في اليمن لتهديد الشعب السعودي.

Ad

وأضاف أن إيران تقوم بحملات قرصنة إلكترونية وتدعم «نظام الأسد القاتل» في سورية.

وتابع: «على العكس من الإدارة السابقة، نحن لا نتجاهل إرهاب طهران الواسع النطاق. إيران أكبر راعٍ للإرهاب».

وتابع: «سنستمر بدعم المملكة في الدفاع عن حدودها وأراضيها وإعادة الاستقرار إلى اليمن. مشاركة الرئيس دونالد ترامب في القمة الإسلامية - الأميركية كانت تاريخية، وطالبنا الدول الإسلامية بإعلان موحد ضد الإرهاب. لا يمكن أن تنتظر الدول العربية الولايات المتحدة لدحر الإرهاب نيابة عنها، عليهم القيام بهذا بأنفسهم. ولا بد أن نواجه التطرف الإسلامي وما يشكله من إلهام لعدد من الجماعات التي تدعو إلى اضطهاد اليهود والمسيحيين والنساء. ندعم أسلوب القيادة الذي يقوم به ولي العهد محمد بن سلمان».

وأكد بومبيو أن الاتفاق النووي «بشكله الحالي» ليس كافيا لضمان عدم حيازة إيران سلاحا نوويا، وشدد على استعداد ترامب للانسحاب من الاتفاق مع قرب انتهاء المهلة التي منحها لحلفاء واشنطن من أجل إصلاح عيوبه الخطيرة في 12 مايو المقبل.

وأوضح: «سنواصل العمل مع حلفائنا الأوروبيين لإصلاح الاتفاق، ولكن في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الرئيس قال إنه سينسحب من المعاهدة». وأشار إلى أن الاتفاق النووي أخفق في تعديل سلوك إيران.

والتقى بومبيو أمس العاهل السعودي الملك سلمان، وكذلك ولي العهد على وليمة عشاء.

تشديد وتأييد

من جانبه، دعا الجبير إلى تحسين الاتفاق النووي المبرم بين القوى الكبرى وإيران في 2015، وقال: «نعتقد أن المدة التي يكون فيها حد لكمية تخصيب اليورانيوم يجب أن تلغى وتكون بشكل أبدي».

وأضاف: «كما نعتقد أنه يجب أن يكون هناك تكثيف في موضوع التفتيش» للمنشآت النووية الإيرانية.

ودعا الجبير إلى تشديد العقوبات على إيران، قائلا: «نعتقد أن المشكلة الإيرانية يجب أن يكون التعامل معها عن طريق فرض المزيد من العقوبات. لانتهاكاتها القرارات الدولية المتعقلة بالصواريخ الباليستية، ودعمها للإرهاب وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة».

وبيّن أنه استعرض مع بومبيو التحديات في المنطقة في لبنان وسورية ودعم العراق، وتدخلات إيران السلبية في المنطقة، والوضع في اليمن والأزمة في ليبيا، وبين أنه كان «هناك تطابق في الرؤى» بين البلدين تجاه تلك لقضايا.

وحدة الخليج

من جانب آخر، سلط وزير الخارجية الأميركي الضوء على الأزمة الخليجية التي تقترب من إتمام عامها الأول خلال زيارته القصيرة للعاصمة السعودية.

وذكر بومبيو الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، وقال إنه أكد للجبير أن «الوحدة الخليجية ضرورية، ويجب تحقيقها».

وكانت الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة أوقفت الحركة والتجارة مع قطر في يونيو الماضي، متهمة إياها بدعم الإرهاب وإيران، وهو ما نفته الدوحة.

المحطة الثانية

عقب ذلك، وصل وزير الخارجية الأميركية إلى إسرائيل، محطته الثانية ضمن جولته التي تشمل الأردن.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيناقش الاتفاق النووي الإيراني و«العدوان المتنامي» لطهران لدى لقائه بومبيو.

وقال نتنياهو لدى بدء اجتماع حكومته أمس: «أعتقد أن مجيئه إلى إسرائيل ضمن أول جولة خارج الولايات المتحدة كوزير للخارجية أمر مهم».

وأعرب بومبيو في تعليقات بعد لقائه نتنياهو عن قلق الولايات المتحدة الشديد إزاء «طموح إيران للهيمنة على الشرق الأوسط وتصعيدها للتهديدات تجاه إسرائيل والمنطقة».

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو: «أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط تقلقنا، الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في مواجهتها أقوى من أي وقت مضى».

وأضاف أن واشنطن تدعو حلفاءها في أوروبا إلى فرض عقوبات على أفراد وكيانات على صلة ببرنامج إيران لإنتاج الصواريخ الباليستية.

في سياق منفصل، أعلن الوزير الأميركي أن سفارة بلاده الجديدة ستفتتح في مدينة القدس في 14 مايو المقبل. وأكد أنه يفتخر جدا بنقل السفارة بالتزامن مع تقارير عن استعداد ترامب لطرح مباردة سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

تمسك أوروبي

في غضون ذلك، قال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في بيان أمس، إن زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا اجتمعوا على أن الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل سبيل لمنعها من امتلاك سلاح نووي، واتفقوا على أن الأمر يحتاج إلى توسيع نطاق الاتفاق ليشمل قضايا مثل الصواريخ الباليستية وما سيحدث عند انقضاء أجل الاتفاق وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وجاء في البيان أن ماي أجرت اتصالات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأضاف: «إنهم ملتزمون بمواصلة العمل معا ومع الولايات المتحدة عن كثب فيما يتعلق بكيفية معالجة مجموعة التحديات التي تشكلها إيران بما فيها القضايا التي قد يشملها أي اتفاق جديد».

وفي وقت سابق، حثت براين هوك المستشارة السياسية البارزة لوزير الخارجية الأميركي حلفاء واشنطن الأوروبيين والآخرين على فرض عقوبات على إيران للحد من برنامجها الصاروخي الذي قال إنه يمثل تهديدا دوليا للسلام والأمن.

ومع تنامي احتمال انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة إيران، أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، أمس، أن ترمب لم يتخذ قرارا بعد بخصوص الملف النووي الإيراني.