أحيا الفنان محمد المطيري ليلة غنائية بعنوان "أغنيات من الحجاز"، أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 23 لدار الآثار الإسلامية، بحضور الشيخة انتصار الصباح، وعضو هيئة الاستثمار هلال مشاري المطيري، والزميل رئيس تحرير "الجريدة" خالد هلال المطيري، ونائب رئيس مفوضية هيئة أسواق المال مشعل العصيمي، ومدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة بدار الآثار أسامة البلهان، وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس، وجمهور عاشق للموسيقى والغناء الخليجي.

في البداية، وجَّه الفنان محمد المطيري شكره لدار الآثار الإسلامية على استضافته للمرة الرابعة ضمن مواسمها الثقافية، ولفت إلى أن "هذه الليلة تأتي تقديرا لإنجازات الموسيقار السعودي الراحل سراج عمر، الذي توفي في فبراير الماضي، وساهم بانتشار الأغنية السعودية، لتتخطى حدودها المحلية، لتصل إلى كل العالم العربي، وأعماله لا تزال تردد حتى يومنا الحالي".

Ad

وبصوته العذب، أشجى المطيري الجمهور بـ 6 أغنيات للفنانين السعوديين: طلال مداح، محمد عبده، عبدالمجيد عبدالله، والكويتي مصطفى أحمد، وهي من مقام الحجاز العربي الأصيل، والذي تعود جذوره إلى أرض الحجاز بالسعودية، وهو مقام الشوق والحنين، والكل يشتاق لسماعه ويرتاح لأنغامه.

برنامج الأمسية

واستهل المطيري فقرات أمسيته، التي أطربت حضور هذه الليلة الاستثنائية، وكلها من ألحان الموسيقار سراج عمر، من خلال الأغنية الشهيرة "سرى ليلي"، للمطرب مصطفى أحمد، من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، التي يقول مطلعها: "سرى ليلي سرى سرى ليلي/ ألا وين الكرى سرى ليلي/ واعدوني القمر إلى ظهر نوره/ يرسلوا لي خبر أو خط أو صورة/ واتركوا لي السهر والسهد في ليلي".

بعد ذلك، انتقل إلى غناء ثلاثة أعمال للمطرب الراحل طلال مداح، وهي: "مقادير"، كلمات للشاعر الراحل الأمير محمد الفيصل، وقد غنتها أيضا المطربة الراحلة وردة الجزائرية، و"الله يرد خطاك"، كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، و"ما تقول لنا صاحب"، كلمات عبدالغني بنونه، التي نقتطف منها: "ما تقول لنا صاحب / فينه زمان غايب/ نسأل عليه واجب / كان العشم أكبر/ إلا كان العشم أكبر".

كذلك، أدى المطيري "غزيّل صابني بحيرة"، للمطرب عبدالمجيد عبدالله، و"مرتني الدنيا" لفنان العرب محمد عبده، وكلاهما من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن.

يُذكر أن الموسيقار السعودي الراحل سراج عمر، بدأ مشواره في الستينيات، لكن انطلاقته الحقيقية بدأت عندما غنى له محمد عبده عام 1966 "يا حبيبي أنستنا"، وبعد ذلك مع طلال مداح، وشكلا بعدها ثنائيا متجانسا.

ولحَّن سراج عمر أغنيات خالدة في الذاكرة الموسيقية الخليجية والعربية، من بينها "أغراب"، لكنه اكتسب شهرة عربية واسعة، من خلال تلحينه الأغنية الخالدة "مقادير" (1965).

وسراج عمر هو عضو مؤسس في اتحاد الفنانين العرب، وأول عضو سعودي سجلته جمعية المؤلفين والملحنين في باريس، وعضو في المجمع العربي للموسيقى.

ويُعتبر سراج صاحب أول أوبريت وطني من ألحانه يدخل دار الثقافات العالم في فرنسا، وهو أوبريت التوحيد للمهرجان الوطني للجنادرية عام 1994 من كلمات خالد الفيصل وأداء: محمد عبده، طلال مداح، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد، وعبدالله رشاد، والذي درس في 9 جامعات عالمية، كذلك قام بإعادة توزيع النشيد الوطني السعودي بالآلات النحاسية العسكرية.