أطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيريه القبرصي نيكوس أناستاسيادس، واليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، فعاليات أسبوع "إحياء الجذور"، في مدينة الإسكندرية المصرية، أمس، في إطار تقوية العلاقات الثلاثية بين الدول المطلة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط.

وتتضمن فعاليات أسبوع "إحياء الجذور"، الذي يهتم بالاحتفاء بأبناء الجاليات اليونانية والقبرصية، التي عاشت في مصر منذ عقود، زيارة أعضاء الجاليتين إلى الأماكن السياحية في الإسكندرية وفي مقدمتها مكتبة المدينة ذائعة الصيت، وبطريركية اليونان الأرثوذكس، ومتحف الشاعر اليوناني السكندري قسطنطين كفافيس، وتعد مبادرة "إحياء الجذور"، من بنات أفكار الرئيس السيسي، في إطار دعم العلاقات بين مصر وقبرص واليونان، واكتسبت المبادرة ثقلاً بمشاركة الزعماء الثلاثة في إطلاقها.

Ad

ومنذ وصول السيسي إلى سدة الحكم في يونيو 2014، دخلت العلاقات بين القاهرة وأثينا ونيقوسيا مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق المشترك عبر سلسلة من القمم الثلاثية التي كان آخرها نهاية العام الماضي.

وتتعاون الدول الثلاث لاستثمار المناطق الاقتصادية في منطقة شرق المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي، إذ وصلت احتياطيات الأخير نحو 345 تريليون قدم مكعب، تتسابق عليها دول مصر وتركيا وقبرص واليونان وإسرائيل ولبنان، ونجحت مصر في استخراج الغاز من حقل ظهر يناير الماضي، وذلك بعد التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص عام 2013، وتعتزم القاهرة توقيع اتفاقية مماثلة مع أثينا في الفترة المقبلة.

ويكتسب التحالف الثلاثي قوة إضافية على المستوى السياسي، بسبب توتر علاقتها مع تركيا، فالأخيرة على علاقة سيئة مع مصر منذ عام 2013 مع تبادل الاتهامات على خلفية سقوط حكم جماعة "الإخوان" بعد ثورة "30 يونيو"، مما استدعى سحب متبادل للسفراء، في حين تحتل أنقرة شطراً من قبرص وترفض التجاوب مع نيقوسيا لحل أزمة القبرصيتين، كما تتميز علاقات تركيا واليونان بعداء تاريخي معزز بخلافات حدودية عميقة، لذا كان واضحاً أن الدول الثلاث بدأت منذ عام 2014 تنسيقاً غير مسبوق في شرق المتوسط موجه بالأساس ضد أنقرة.

من جهته، رحب الخبير في العلاقات الدولية، د. سعيد اللاوندي، بالتعاون المصري القبرصي اليوناني، قائلاً، لـ "الجريدة"، إن الغرض من هذا التعاون هو تحقيق المصلحة الاقتصادية لشعوب الدول الثلاث، عبر التنسيق في استخراج الغاز الطبيعي من منطقة شرق المتوسط، فضلاً عن تكوين تكتل سياسي يستطيع العمل على التنسيق بين العواصم الثلاث في مواجهة أي أطماع إقليمية أخرى.

ملف النيل

وبعيداً عن تحالفات الشمال، بدا أن القاهرة لم ترفع عينيها عما يجري في الجنوب حيث منابع النيل من تطورات، إذ هاتف السيسي نظيره رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، أمس، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، بأن كير أعرب خلال الاتصال عن حرص بلاده على مواصلة تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، وأشاد بدور مصر في تعزيز استقرار جنوب السودان.

من جهته، قال الرئيس المصري، إن القاهرة تدعم جهود جوبا الرامية إلى تحقيق التهدئة في أرجاء جنوب السودان، مؤكداً أن مصر ملتزمة بدعم الدولة الإفريقية التي تعد إحدى دول حوض نهر النيل، وأن بلاده ستواصل مساندة جهود التنمية في جنوب السودان، مشدداً على العلاقات الوثيقة والروابط المشتركة، التي تجمع البلدين، وأشار إلى أن القاهرة مستمرة في تعزيز أطر التعاون الثنائي، وتقديم المساعدات والدعم الفني لجنوب السودان.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الأول الأحد، أنه سيتم استئناف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المتعثرة، الجمعة المقبل، بلقاء فني بين ممثلي مصر والسودان وإثيوبيا، على أن يعقبه اجتماع وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات في الدول الثلاث في 15 مايو الجاري، مؤكداً أن مصر قبلت بهذه المواعيد للحرص على التواصل الإيجابي، وشدد على ضرورة إحراز تقدم يحقق المصلحة المشتركة لجميع الأطراف.

وستعقد الجولة الجديدة من المفاوضات في أديس أبابا، بعد رفض إثيوبيا والسودان دعوة شكري لزيارة القاهرة نهاية الشهر الماضي، بعد تعثر دولة المفاوضات التي أجريت في إثيوبيا مطلع أبريل المنصرم، وانتهت بالفشل.

عواصف جديدة

في سياق داخلي، أعلنت الحكومة والمحافظات الاستنفار استعداداً لمواجهة موجة جديدة من الطقس السيئ ضربت العاصمة وعدة مدن مصرية أمس، وتستمر عدة أيام، بحسب تقديرات هيئة الأرصاد الجوية، التي توقعت موجة من الأعاصير المحملة بالأتربة مصحوبة بأمطار غزيرة، وتتحسب حكومة شريف إسماعيل من أن تجد نفسها في ذات الموقف المحرج عندما غرقت عدة أحياء ومدن في ضواحي القاهرة نتيجة الأمطار الأسبوع الماضي، ما كشف انهياراً كاملاً للبنية التحتية.