أثنى وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني نيلز أنين اليوم الاثنين على مساهمات دولة الكويت السياسية والانسانية في العراق ووصفها بأنها متميزة واستثنائية.

وقال أنين في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن دولة الكويت «كانت ضحية لعدوان النظام العراقي البائد وهي الآن توفر منصة لإعادة الإعمار والمصالحة السياسية في العراق».

Ad

واستضافت دولة الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق في فبراير الماضي حيث تعهدت دول مانحة ومنظمات غير حكومية ومؤسسات مالية دولية بتخصيص مبلغ 30 مليار دولار للمساهمة في عمليات الإعمار وبخاصة المناطق المحررة من قبضة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإضافة إلى هذا المؤتمر فإن حكومة الكويت ومؤسسات المجتمع المدني كانت سباقة في توفير المساعدات الانسانية للمحتاجين من الشعب العراقي.

ولفت الوزير الألماني إلى أهمية تقديم الدعم اللازم لحكومة العراق في أعقاب هزيمة عناصر (داعش) منوهاً بمشاركة ألمانيا في عمليات ملاحقة جيوب التنظيم المتبقية في العراق والتي تنفذها قوات التحالف الدولي.

وذكر أن ألمانيا توفر للعراق خبرتها في مجال نزع الألغام وإعادة تأهيل البنى التحتية إلى جانب عمليات تدريب قوات البشمركة الكردية في شمالي العراق.

وأوضح أن أحد أهداف زيارته إلى دولة الكويت وهي الأولى منذ توليه منصبه تأكيد دعم ألمانيا لجهود الوساطة التي يبذلها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرامية إلى ايجاد حل سياسي للأزمة الخليجية.

وشدد على أهمية العلاقات التي تربط ألمانيا بالكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً «نقاسم سمو أمير البلاد قلقه من تداعيات هذه الأزمة على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي».

وفي الشأن السوري أعرب أنين عن القلق ازاء «نموذج الحرب التي يشنها النظام السوري وسياسة تجويع الشعب وتفجير المناطق المأهولة بقنابل عنقودية وحديثا استخدام الأسلحة الكيماوية التي تثير استياءً دولياً».

وأشار إلى أن ألمانيا زادت من حجم الدعم المقدم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ولبرنامج الأغذية العالمي من أجل المساهمة في جهود اغاثة الشعب السوري وكذلك اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا.

وأوضح أن حكومة بلاده تعمل كذلك على الحفاظ على استقرار الدول المجاورة لسوريا ومنها لبنان والأردن والحد من تأثرها بتداعيات الأزمة في سوريا.

وأكد أن ألمانيا قدمت المال والخبرة لمساعدة الدول المضيفة للاجئين مثل لبنان والأردن وتركيا على التعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين.

وفي معرض رده على سؤال بشأن الاتفاق النووي الايراني، قال الوزير أنين أن الاتفاق كان يلبي الأهداف التي حددها ويقيد عمليات تطوير برنامج ايران النووي.

ولفت إلى أن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصوا في عام 2015 إلى أن الاتفاق النووي الذي استغرق 13 عاماً للتوصل إليه «يتم تنفيذه».

واستدرك بالقول أن ألمانيا لا تتفق وسياسة ايران الخارجية، مضيفاً «نحن نؤمن بأنه يتعين المحافظة على الاتفاق وحمايته ولكن في الوقت نفسه نحتاج إلى حوار شديد مع طهران فيما يتعلق بهذه السياسة وتدخلها في شؤون لبنان واليمن وسوريا والعراق ودول أخرى».

وأضاف أن ألمانيا تنشد حواراً منظماً «ما يعني تطبيق الاتفاق والتحدث مع الايرانيين بشأن محاور إقليمية من بينها اختبارات الصواريخ الباليستية التي تضر باستقرار المنطقة».

وعن الملف الفلسطيني قال أنين أن حكومة ألمانيا تؤمن بحل الدولتين فيما يتعين تسوية قضية القدس المحتل في نهاية عملية التفاوض مؤكداً أهمية المصالحة الفلسطينية «من أجل تشكيل حكومة تمثل جميع الفلسطينيين».

وفيما يتعلق بعلاقات ألمانيا مع روسيا فقد وصفها بـ «الصعبة»، مؤكداً في الوقت ذاته أهميتها من أجل احلال الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأقر بأن روسيا «تعد لاعباً أساسياً في الشؤون الدولية» مثل قضية النزاع في سوريا حيث «نحتاج إلى زخم سياسي جديد» والذي اعتبر أنه لا يمكن تحقيقه بدون تدخل موسكو.

وتطرق وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني إلى الشأن الأفغاني حيث وصف مبادرة رئيس أفغانستان أشرف غاني لوضع خطة سلام جديدة مع حركة طالبان بأنها «واقعية وشجاعة» واستدرك «لكن المبادرة كانت بحاجة الى إشراك دول الجوار والقوى بالمنطقة».

وكان الوزير أنين بحث مع كل من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله يوم أمس الاثنين عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأبرز الملفات على الساحتين الاقليمية والدولية والسبل المتاحة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.