يتصدّر ثلاثة أبطال مشهد ضباط الشرطة في دراما رمضان المقبل. يتحوّل محمد رمضان من تقديم البلطجة والإرهاب إلى تجسيد شخصية ضابط صعيدي الأصل يلتحق بجهاز الشرطة ويعمل في سيناء ويتصدى للإرهاب.

النجم المصري الذي يقضي فترة تجنيده راهناً لأول مرة يجسد شخصية ضابط شرطة على الشاشة، كذلك كريم فهمي في «أمر واقع» الذي يحاول خلال عمله إحباط عملية إرهابية تستهدف دبلوماسياً في مصر، بالإضافة إلى تنفيذ مهمات عدة خلال الأحداث ويتعرّض للإصابة خلال مطاردته أحد المجرمين.

Ad

أما أمير كرارة فللمرة الثانية يقدِّم شخصية الضابط في الجزء الثاني من «كلبش»، وفيه ينتقل للعمل في أحد مراكز الشرطة بمدينة الفيوم، ويعمل لاحقاً بإدارة الترحيلات ويتعرض لمشكلات عدة، خصوصاً بعد استشهاد زوج شقيقته في مواجهة مع الإرهابيين.

ورغم وجود شخصية الضابط في أدوار ثانوية بأعمال آخرى مثل «لدينا أقوال آخرى» ليسرا، إلا أن الشخصيات الثلاث في «نسر الصعيد»، و«كلبش 2» و«أمر واقع» تبقى الأبرز كون بطل العمل هو ضابط الشرطة الذي تتحرّك الأحداث حوله.

يقول كرارة إنه يستكمل في «كلبش 2» الدور الذي قدّمه في الجزء الأول من العمل وحقق النجاح، مشيراً إلى أن شخصية سليم الأنصاري التي يجسدها تحمل تفاصيل مختلفة عدة وتستمر في دفاعها عن الحق ومحاولة تحقيق العدل في المجتمع.

يضيف أن نجاح الجزء الأول سبب تقديم الجزء الثاني، وطبيعة عمل الشخصية كضابط شرطة لا يمكن تغييرها، خصوصاً أن الجمهور ارتبط بها، مؤكداً أن إعجاب ضباط الشرطة بالعمل راجع إلى كونه أظهر الجانب الإنساني في حياتهم وسلّط الضوء عليه بشكل أكبر من أي عمل آخر.

ويشير النجم إلى أن الشرطة في مصر تقوم بدور مهم في توفير الأمن في الشارع ولا يمكن إنكار ذلك أو التقليل منه، موضحاً أن المسلسل قدَّم أحداثاً بمعالجة لمست الواقع الذي نعيشه.

وحول تكراره تقديم شخصية الضابط بين السينما والتلفزيون، يرجع كرارة الأمر إلى المصادفة في التوقيت فحسب، ويوضح أنه في فيلمه «حرب كرموز» يجسد شخصية ضابط مختلفة تماماً عنها في «كلبش»، مؤكداً أنه سيختار أدواراً أخرى خلال الفترة المقبلة.

رأي النقد

يقول الناقد محمود قاسم إن صورة ضباط الشرطة في الدراما طالما ارتبطت بالمتغيرات والأوضاع في المجتمع، ويتابع: «بعد ثورة 25 يناير كان التركيز على النماذج السلبية التي كانت قصصها تشغل الصحافة وتملأ صفحات الحوادث. أما الآن فالوضع اختلف وأصبحت تضحيات رجال الشرطة وبطولاتهم في مواجهة الإرهاب هي الأبرز، من ثم لا بد من التركيز عليها درامياً بشكل أكبر».

ويضيف قاسم أن صانعي الأعمال الدرامية يعبِّرون عن المجتمع، من ثم يسعون إلى أن تكون حكاياتهم متأثرة بما يشاهدونه ويستمعون إليه، لافتاً إلى أن المعالجات الدرامية الجديدة لشخصية ضابط الشرطة أقرب إلى الواقع الذي نعيشه.

3 أعمال غير كافية

تقول أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة سهير عبد الغني لــ«الجريدة» إن الدراما التلفزيونية ارتبطت غالباً بالحوادث التي يمرّ بها المجتمع، خصوصاً في السنوات الأخيرة، من ثم شاهدنا أعمالاً درامية ترصد وقائع كثيرة. بدورها، تأتي الأعمال المنتظرة لتستكمل مسيرة سابقتها، خصوصاً أن المشاهد يهتم بالسياق الزمني للعمل.

أما في ما يتعلّق بشخصية رجل الشرطة تاريخياً في الدراما والسينما، فتؤكد عبد الغني أنها لم تحظ بالتركيز المطلوب سابقاً بسبب الظروف الاجتماعية، مشيرة إلى أن الدراما اهتمت في إحدى الفترات بشخصية الصحافي مثلاً، وتناولت في فترات أخرى المحامي. أما اليوم فواقع المجتمع يفرض الاهتمام والتركيز على جهاز الشرطة.

وأكّدت أن طريقة التناول ترتبط بالظروف الاجتماعية لأي عمل، لافتة إلى أن ظهور ثلاث شخصيات في رمضان المقبل ليس كافياً مقارنة بكم الإنتاج الدرامي الذي يشهده رمضان من كل عام.