احتضنت 3 أماكن متفرقة معارض تشكيلية لفنانين من جيل الشباب، هم عبدالله دكسن، وأميرة بهبهاني، وابتسام العصفور، وتميزت أعمالهم بأنها متنوعة ومتعددة بخامات وأساليب مختلفة تواكب الإبداع في الفن التشكيلي برؤى تعبيرية ومفاهيم جمالية. وكانت المعارض بمنزلة حضور لمختلف المدارس الفنية، فكانت ليلتهم فنية بالدرجة الأولى. وتميزت المعارض بحضور تشكيلي، إذ حرص متذوقو الفن التشكيلي على حضور ومشاهدة اللوحات الفنية الجميلة.

Ad

«أيام كويتية»

تميزت أعمال التشكيلية ابتسام العصفور في معرضها الشخصي الأول "أيام كويتية" بأنها نابضة بالتراث الكويتي الأصيل، ونجحت العصفور في التعبير عن المشهد التراثي بأدق تفاصيله.

وبهذه المناسبة قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية، كامل العبدالجليل: "يسر مكتبة الكويت الوطنية، تنظيم وإقامة معرض الفنانة التشكيلية المتميزة ابتسام العصفور، التي تعتبر من الفنانات المبدعات في عالمها من الفن التشكيلي المتخصص في رسم وتسجيل الواقع الكويتي في الماضي، المستمد من البيئة والتراث الكويتي الأصيل في كثير من جوانب الحياة".

وأضاف العبدالجليل: "أطلقت العصفور على معرضها اسم أيام كويتية، وهو اسم جميل ومعبّر بصدق عن محتوى المعرض من جهة، وعن فترة إقامته من جهة أخرى، لنسعد في الأيام الكويتية بمعرض يحيي فينا الذكريات المبهجة عن زمان أول الرائع في بساطته وسماته التي تبعث في النفس السرور والاعتزاز بماضي الكويت وأصالتها وروح شعبها الأبي في التعاون والتكاتف والمودة على حب الوطن".

وأوضح أن المعرض يعد حلقة مهمة ضمن سلسلة الأنشطة والفعاليات القيمة وتوثيق باللوحات البديعة عن التراث الشعبي العزيز.

من جانبها، قالت العصفور: "أيام كويتية.. الأيام تعني الملامح، الذكريات، المشاهد التي تصمد أمام حركة الزمن المتسارعة. الأيام تعني الناس، حركتهم، مهنهم، قصصهم، أحاديثهم، وأحداثهم، مسراتهم وأحزانهم.

وفي أيامنا الكويتية كثير مما يمكن أن يوثق ويقال ويكتب، وإن كان للقلم الكلمة الطولى في التوثيق فإن للريشة واللون أثرا في الذهن لا يمكن أن يمحى".

وتابعت العصفور أن المعرض يضم 30 لوحة تعرض لشخوص، ومهن، وأغان، وأشجان أهل الكويت، حضرها وباديتها، وآمل أن تكون تجربة فنية تعكس شيئا يظل في ذاكرة الأيام الكويتية.

وعن رسالتها كفنانة تشكيلية قالت: "الفنان التشكيلي هو سفير للفن وبلده"، وعن رأيها بالحركة التشكيلية في الكويت تقول العصفور: "مزدهرة وتشتمل على مدارس فنية متنوعة، وتقام معارض على مدار العام".

أما عند سؤالها أيهما تفضل؛ المعارض الشخصية أو الجماعية؟ فقالت: "تعد المعارض الشخصية والجماعية مختلفة، ففي المعارض الجماعية إذا كان الموضوع كبيرا لابد أن يكون أكثر من فنان يتناوله، أما المعرض الشخصي فيمثل اتجاه الفنان".

«التاء الخالدة»

أما في معرض التشكيلية أميرة بهبهاني الشخصي الثاني، الذي جاء بعنوان "التاء الخالدة"، فأوضحت أن المعرض يتكلم عن النساء اللاتي جهلهن التاريخ، لافتة إلى أن النساء كانت لهن أدوار بارزة في التاريخ والمجتمع. وأضافت بهبهاني أنها استخدمت في اللوحات أساليب مختلفة، منها التطريز، مشيرة إلى أن اللوحات كان لها تجريد معين، لكن أسماءها هي التي تعرفهم.

وأشارت إلى أن المعرض اشتمل على 32 لوحة لعدة نساء، منهن نساء كويتيات، مثل موضي سلطان العيسى، ونجاة حمد سلطان العيسى، وغنيمة فهد المرزوق. وعند سؤالها عن أبرز ملامح الصور، تقول بهبهاني: "لا أحب إبراز الملامح، لكن أحب استخدام التجريد والغموض في أعمالي".

من جانبها، قالت رئيسة مجلس إدارة "لوياك"، فارعة السقاف: منذ أن تشكل الوعي البشري وحتى هذه اللحظة وهو مازال يبحث عنها. يبحث عنها هي، هي الحقيقة، التي كانت ومازالت مصدر طمأنينته وقلقه. هي الحياة، هي المحبة، هي الشمس التي تكشف عن نفسها تارة وتتوارى تارة أخرى خلف حجاب غيمتها.

ورغم محاولات طمس وجودها، وتغييبها، وربطها بكل خطط ومؤمرات الشيطان في كل أسطورة وحكاية تروى عبر التاريخ، إلا أنها لم تستسلم، وواجهت كل ذلك بمزيد من الحب وتحملت ظلم أبنائها.

هي الأرض التي أنجبت والتي احتضنت والتي صبرت وتحملت، وبرغم آلامها وحسرتها، أثمرت وأطعمت. مهما حاول الآخرون اغتيالها هي باقية لن تموت، بل إن اللغة جاءت لتعزز حضورها الطاغي... تحية من القلب لها... تحية للأم والابنة والأخت والصديقة والحبيبة... تحية لكل امرأة ذكرها التاريخ أو تجاهلها. تحية لكل أنثى، فهي التاء الخالدة.

دن جاليري

وظهرت أعمال التشكيلي عبدالله دكسن بطريقة تشكيلية غير تقليدية، تحافظ على جماليات الخط، وتظهر أجمل ما فيه من تراكيب الحروف. وبهذا الصدد قال دكسن إنه المعرض الشخصي الأول له في دن جاليري، ويشتمل على 37 لوحة، وإنه شارك سابقا في عدة مشاركات محلية وخارجية، لافتا إلى أن المعرض جاء نتاجا لخبرة عدة سنوات عمل من خلالها على إظهار أسلوب خاص به كفنان تشكيلي، وهو استخدام اللون الذهبي ودمجه بالخط العربي الذي تميز بالبريق والسعادة.

وعن رسالته كفنان تشكيلي قال: "أتمنى من كل فنان تشكيلي بدأ في هذا المجال أن يعمل بجهد واجتهاد، ففي فترة من الفترات كان هناك ركود في الحركة التشكيلية، وأتمنى أن يشارك الشباب في دن جاليري، ونرتقي بالفن في المحافل المحلية والدولية".