● تحمل أمواج التعيينات، عبر قوارب الخدمة المدنية، الألوف المؤلفة من أبنائنا الخريجين ككوادر بشرية ترسو على شواطئ الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكعادتنا سيبتدئ اليوم الوظيفي بالترحيب والحديث عن أهمية العمل والإنتاجية والإبداع والابتكار، والتعريج بشكل سريع على أهمية الوجود المستمر في المكاتب (إن وجدت) والصبر تجاه مشاركة الزملاء في مكاتب مؤقتة. إلى متى ونحن على هذه الحال؟ لسنا بحاجة الى مهندسي ديكور لتحديد مساحة أو فخامة المكاتب من عدمها، إنما حاجتنا تكمن في تحديد مواصفات البيئة الوظيفية المحفزة للإنتاجية وتصميمها بشكل يتناسب مع خططنا المستقبلية، وللأسف فإن بعض المؤسسات تجدها رافضة للإصلاح والتغيير، إما لقصور مواردها البشرية المدربة أو لرغبة متخذ القرار في التمسك بسياسة "الله لا يغير علينا".
● احتواء أم مواجهة؟ أثناء حكم أوباما اختارت الولايات المتحدة سياسة الاحتواء تجاه إيران لتمنحها فرصة الانصياع للقانون الدولي والتمسك بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، آملين أن يعم الاستقرار العالم بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص، فانعقد اجتماع مجلس التعاون الخليجي آنذاك بحضور أوباما ووسط انقسام الشارع الصحافي بين كتاب المقالات من مؤيدي الاحتواء وآخرين معارضيه، الذين لم ينسوا سلوك إيران في الثمانينيات تجاه الكويت ودول الخليج الأخرى، وتهديدها المستمر بتصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية. واليوم يتغير المشهد بتغيير اللاعب، ففور وصول الرئيس ترامب إلى الأبيض قام بإلغاء سياسة الاحتواء وتحويلها إلى المواجهة، بل صرح بقرار سيتخذ قبل منتصف مايو من هذا العام، بعدها صرح أنه لا يستبعد التفاوض مع إيران، أما وزير خارجيته الجديد مارك بومبيو فأيد فكرة تحسين الاتفاق النووي، ووضع حد لكمية تخصيب اليورانيوم وتكثيف التفتيش طبقاً لحديث الوزير الجبير قبل يومين، فهل هم ماضون في المواجهة؟ أم عائدون إلى الاحتواء؟ وللحديث بقية. كلمة أخيرة: العاصفة الغبارية كشفت قصورا في استعداد المرور في توجيه قائدي السيارات بشكل واضح وآمن، وأتمنى إعادة تصميم اللوحات الضوئية بشكل نافع للمواطن أثناء الحالات الطارئة من الغبار الكثيف والعواصف بكل أنواعها.
مقالات
البيئة الوظيفية... وسياسة الاحتواء والمواجهة
02-05-2018