يعقد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس السوداني عمر البشير اليوم قمة في الخرطوم تستبق جولة حساسة بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي الذي تتخوف مصر من تأثيره على حصتها في مياه نهر النيل.

وسيجري أبي خلال زيارته التي تستغرق يومين وتعد الأولى له بعد توليه منصبه أخيراً مباحثات رسمية مع البشير وعدد من كبار المسؤولين فضلاً عن مجلس الأعمال السوداني الإثيوبي المشترك.

Ad

وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للسودان، قبل يومين من اجتماع مصري سوداني إثيوبي أعلن وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ستستضيفه في الخامس من مايو المقبل.

وتنعقد الجولة الجديدة من مفاوضات سد النهضة بمشاركة وزراء الخارجية والري والموارد المائية ومديري المخابرات في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، للوصول إلى تفاهمات في الملف الشائك.

قلق مصري

وتزايد القلق المصري إزاء التسويف الإثيوبي المستمر للمفاوضات حول سد النهضة مع وصول الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، إلى أديس أبابا، أمس، على رأس وفد من رجال الأعمال، قبل ساعات من جولة المباحثات الثلاثية.

وتأتي زيارة ريفلين، وهي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى إثيوبيا، رافعاً شعار التعاون في مجالات تكنولوجيا المياه والصحة والزراعة والأمن الغذائي والبيئة، وقال ريفلين قبيل مغادرته: "سنعمل خلال الزيارة على تعميق صداقتنا وتعاوننا مع إثيوبيا".

ومن المقرر أن يلتقي ريفلين اليوم الرئيس الإثيوبي مولاتو تيشوم، ثم رئيس الوزراء ومن ثم البطريرك أبونا ماثياس.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال قبل أيام، إن القاهرة قبلت تأجيل الجلسة الثانية للاجتماع التساعي إلى 15 مايو الجاري بناء على طلب إثيوبيا.

وكشف مصدر مطلع، أن القاهرة أجرت اتصالات مكثفة خلال الساعات الأخيرة بالخرطوم لتنسيق المواقف قبل هذه الجولة، موضحاً لـ"الجريدة" أن القمة الإثيوبية ـ السودانية هي "نتيجة مباشرة لهذه الاتصالات".

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن الموقف السوداني بات قريباً جداً من المخاوف المصرية تجاه التسويف الإثيوبي.

ويؤكد خبراء قانونيون، أن القاهرة لديها العديد من الخيارات القانونية والدبلوماسية لمواجهة التعسف الإثيوبي.

وقال أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق، نبيل حلمي، لـ"الجريدة"، إن مصر لديها ثلاثة خيارت قبل تصعيد المسألة بالأمم المتحدة، الأول عن طريق خوض المفاوضات المباشرة مع إثيوبيا، والثاني الاستعانة بوسطاء من رؤساء دول ومنظمات دولية لحل النزاع، والثالث في حال استنفاد وعدم التوصل إلى حلول بين الدول الثلاث تتم الإحالة إلى الرؤساء الثلاثة للتشاور، قائلاً: "خطوة التصعيد للأمم المتحدة غير مطلوبة في الوقت الحالي، ولابد من استنفاد كل الخيارات الدبلوماسية لحل الأزمة".

حل الدولتين

إلى ذلك، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية الأساسية للعالم العربي، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين، مشدداً خلال استقباله، أمس، وفداً من المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، على أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية سيوفر واقعاً جديداً بالمنطقة خصوصاً على مستوى الرأي العام الشعبي، مما سيساهم بقوة فى استدامة تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس أشار في مستهل اللقاء إلى حرص مصر على استمرار التواصل مع جميع أطياف المجتمع الأميركي، بهدف تعزيز الفهم المشترك وتكثيف التشاور حول أفضل السبل للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب والفكر المتطرف، كما أكد أهمية العلاقات الاستراتيجية الممتدة لعقود بين مصر والولايات المتحدة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن أعضاء الوفد الأميركي أكدوا، خلال اللقاء الذي حضره من الجانب المصري القائم بأعمال رئيس المخابرات اللواء عباس كامل، أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر والولايات المتحدة في جميع المجالات، معربين عن تقديرهم للجهود المصرية في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

طوارئ للأمطار

في سياق منفصل، قال وزير التنمية المحلية أبوبكر الجندي، إن الدولة أنفقت 9 مليارات جنيه تقريباً، على البنية التحتية لمخرات السيول، منها 3 مليارات جنيه على إنشاء بحيرات صناعية ومخرات جديدة أخيراً، إذ تم إنشاء 250 بحيرة صناعية للاستفادة من مياه الأمطار.

وأكد الجندي، خلال مؤتمر صحافي داخل مقر غرفة إدارة الأزمات بالقاهرة، أمس، أن الدولة استفادت من الدروس السابقة، وتم توفير مولدات كهربائية احتياطية لمحطات الرفع لشفط المياه المتجمعة، لافتاً إلى استقرار الأوضاع فى المحافظات، وأنه تم تجهيز المعدات تحسباً لسقوط أمطار، وأن هناك متابعة دورية مع المحافظات من خلال غرفة العمليات.

وأشار إلى أن الأرصاد الجوية توقعت سقوط الأمطار على جبال البحر الأحمر، ومحافظات قنا والأقصر وشمال وجنوب سيناء والسويس، واتخذت الوزارة التدابير اللازمة لهذا الأمر، وهناك خطة طرق بديلة حال غلق الطرق الرئيسية، لتوفير الأمان للمواطنين، بالتنسيق مع المرور، لافتاً إلى إغلاق عدد من الطرق في الوادي الجديد بسبب العاصفة الترابية، وتم فتحها مرة أخرى.