أكدت مصادر في مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح على روحاني، خلال اتصال بينهما، الأحد الماضي، دخول إيران في مفاوضات بشأن الهواجس الدولية حيالها، مقابل بقاء الاتفاق النووي على حاله، وهو المشروع الذي بات يعرف بـ«توسيع الاتفاق».

وقالت المصادر، لـ«الجريدة»، إن ماكرون أكد لنظيره الإيراني أن طلبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب من طهران غير بعيدة عن الطلبات الأوروبية، وهي تتمحور حول أربع نقاط:

Ad

1– التوسع الإيراني والتهديد الذي يمثله بالنسبة لإسرائيل وباقي دول المنطقة.

2– موضوع الصواريخ البالستية وأي أسلحة يمكن أن تستخدم في المجال النووي مستقبلا.

3– التأكد من أن إيران لن تعمل على الحصول على سلاح نووي إطلاقا بألا يكون الاتفاق النووي ذي حدود زمنية.

4– وقف تهديدات إيران لجيرانها ودعمها لتنظيمات يعتبرها الغرب إرهابية مثل الحوثيين في اليمن.

وقال الرئيس الفرنسي إن السبيل الوحيد لإقناع ترامب بعدم الخروج من الاتفاق النووي هو قبول إيران بالتفاوض على هذه الشروط، الأمر الذي سيعكس حسن نية وبادرة ثقة إيرانية يمكن البناء عليها.

وذكّر ماكرون روحاني بأن هذه «الشروط» كانت ضمنية للاتفاق النووي، لكن بسبب إصرار الجانب الإيراني على أن يكون الاتفاق محصورا بالشأن النووي بداية، وأن تكون هناك اتفاقات تكميلية في المستقبل، فإن الجميع وقعوا على الاتفاق، وتقرر أن تقوم إيران بمعالجة هذه الهواجس تحت عنوان روح الاتفاق النووي، لكن في المقابل، قامت إيران بإطلاق صاروخ بالستي كتبت عليه يجب محو إسرائيل من الوجود».

وأكد ماكرون أن الاوروبيين سيسايرون الولايات المتحدة إذا أرادت فرض عقوبات على المواضيع غير النووية، مثل الصواريخ البالستية الإيرانية.

وأوضح أن الاوروبيين مصرون على البقاء في الاتفاق النووي، لكن لا يجب على إيران أن تتصور أنهم قد يقايضون علاقاتهم مع واشنطن معها، أو أن يتصوروا أن أرضية الاستثمارات الاقتصادية في إيران مغرية لدرجة يمكن أن تدفع الأوروبيين الى غض طرفهم عن علاقاتهم التجارية مع الدول العربية أو إسرائيل.

في المقابل، قالت المصادر إن روحاني شدد خلال الاتصال على أن عدم تنفيذ الولايات المتحدة تعهداتها في الاتفاق النووي يجعل الأمر مستحيلا على الحكومة الايرانية أن تقوم بطرح موضوع بحث أي مفاوضات جديدة، مجددا شرط تنفيذ الاتفاق النووي بحذافيره اولا قبل أي تفاوض جديد.

وأكد الرئيس الإيراني أن ما عرف بـ «روح الاتفاق النووي» كانت فيه التزامات ضمنية من الجانبين، وأهمها رفع القيود الاقتصادية والمصرفية الأميركية الثانوية عن إيران، والتي لم ترفع حتى الآن. وشدد على أنه إذا قام الطرف المقابل بتنفيذ تعهداته وفق «روح الاتفاق النووي» فإن إيران أيضا مستعدة للقيام بتعهداتها غير المدونة في الاتفاق النووي الرسمي.

وردا على اقتراح ماكرون باجراء مفاوضات حول الهواجس الدولية، قال روحاني إن إيران مستعدة فقط للجلوس على طاولة مفاوضات إقليمية تشارك فيها دول المنطقة للوصول الى صيغة تعاون إقليمي شامل، مضيفا أن إيران لديها هواجسها ويجب ضمانة أمنها مثلما يطالب الأميركيون والاوروبيون بضمانة أمن بقية دول المنطقة.

وأكد الرئيس الإيراني أن خروج الولايات المتحدة وأوروبا من الاتفاق النووي من شأنه أن يخرج الأمور من سيطرة حكومته، وألا يكون رد طهران محدودا بخروجها من الاتفاق بدورها أو تخصيب اليورانيوم مجددا.