ثمانينيات جابر وأوبريتات «التربية»
أتمنى فعليا أن يكون عرض الثمانينيات وما حمله من رؤية مختلفة وأجواء إبداعية بعيدة عن النمطية درسا تتعلم منه اللجنة العليا المنظمة للاحتفاليات المملة، فلا بأس من الاستعانة بالمبدعين والخروج من "الكمفورت زون" المتمثل بشركة إضاءة وملحن واستوديو ومدارس وزارة التربية دون أي بصمة تستحق أن نشاهدها أو نتذكرها مستقبلا.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
لم يكن الإبداع هو ما شاهدناه في عرض الثمانينيات فحسب، بل لقد كشف لنا عرض الثمانينيات ضحالة ما يقدم فنيا في الحفل السنوي لوزارة التربية، وهو الأوبريت الذي تحول في السنوات العشر الماضية إلى مناسبة مملة مكررة لا تستمتع بها إلا الشركات المنفذة لها، وبعض الأطفال ممن يحصلون على الدرجات في مدارسهم نظير مشاركتهم في هذا الحفل المكرر الخالي من الفن والإبداع، مجرد أغنيات معلبة وألحان مكررة وأزياء ملونة ورقصة جماعية أخيرة وخلاص، لا يتذكر مضمونها أحد ولا يعرف سنة إنتاجها أحد ولا يعيرها أي اهتمام سوى بعض أولياء أمور التلاميذ ممن يسعدون بمشاهدة أبنائهم وبناتهم.لقد قاد هذا التعليب السيئ على مر السنين إلى فقدان كل حس فني لدى الكثير من الشباب، فباتت كلمة حفل أو أوبريت وطني تعني لهم مسرحا ومجاميع كبيرة وعددا من الشاشات، تعرض ألوانا وشلالات واستخداما للحن نقازي في آخر أغنية من الأوبريت، ومن ثم ترديد النشيد الوطني و"فمان الله"، بهذه النمطية يتم وضع العقول في قالب كريه سيعتقد أن الخروج من هذا الصندوق الممل كفر، وهو ما تقوم به اللجنة العليا لهذه الاحتفالات المملة.أتمنى فعليا أن يكون عرض الثمانينيات وما حمله من رؤية مختلفة وأجواء إبداعية بعيدة عن النمطية درسا تتعلم منه اللجنة العليا المنظمة للاحتفاليات المملة، فلا بأس من الاستعانة بالمبدعين والخروج من "الكمفورت زون" المتمثل بشركة إضاءة وملحن واستوديو ومدارس وزارة التربية دون أي بصمة تستحق أن نشاهدها أو نتذكرها مستقبلا.