قال نائـــب رئيس البنك الدولي د. محمود محيي الدين إن المنطقة العربية تشهد تطورات سياسية واقتصادية مهمة، خصوصاً في العقد الأخير، موضحاً أن هناك 8 موضوعات يراجعها البنك الدولي سنوياً، للتعرف على التغيرات في العالم، وأهمها التغيرات السكانية بالنسبة للمنطقة العربية.وأضاف محيي الدين، في كلمة له خلال ندوة بعنوان «تقدم العرب في عالم شديد التغير» عقدت امس الأول في مقر المعهد العربي التخطيط في منطقة الشويخ، أن عدد الافراد الذين يتقدمون لسوق العمل في الدول النامية والدول ذات الأسواق الناشئة في تزايد، بينما يقل في الدول المتقدمة، مبيناً ان زيادة نسبة الشباب في أي دولة تضعها تحت ضغط بضرورة توفير فرص عمل او زيادة خدمات الرعاية صحية بالنسبة لزيادة كبار السن.
ولفت إلى أن البنك الدولي قسم العالم الى 4 شرائح فيما يخص التركيبة السكانية: الأولى دول مازالت متراجعة في التنمية البشرية وبها زيادة في معدل التركيبة السكانية، وغالبا تكون موجودة في افريقيا، مستطردا: «هناك دول معدلات النمو السكانية فيها أقل، ولكنها تحتاج الى توفير اكبر قدر من فرص العمل».وتابع: «أما الشريحة الثالثة فهي دول تشهد تقدما في السن وزيادة نسبة كبار السن وتراجع فئة الشباب ومن بحاجة الى فرص العمل، مثل روسيا ودول أميركا اللاتينية»، موضحا أن الشريحة الأخيرة هي الدول التي تجاوزت كل هذه الأمور.
المخاطر أو الكوارث
وأوضح أن استعداد الدول لمواجهة المخاطر او الكوارث الطبيعية تعتبر نقطة إيجابية، وتمنحها التقدم، بينما الدول العربية تعاني ضعف مقدرتها وامكانياتها على مواجهة الازمات والكوارث.وقال محيي الدين إن الثورة الصناعية الرابعة المختصة بتكنولوجيا المعلومات تتضمن فرصاً لرفع الكفاءة، بينما عدم الاستعداد لها يترتب عليه أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية وتشكيل اضطرابات، مشيرا إلى ان العلم اصبح يتجه شرقاً في مجال الاقتصاد، نتيجة الثقل النسبي لدول شرق اسيا.وأوضح ان العولمة مازالت مستمرة وعجلة التجارة مازالت تدور، ولكن لم تعد تلك الحركة وأوضاع العالم الى ما قبل الازمة العالمية في 2008، خصوصا فيما يتعلق بالاستثمار المباشر وغير المباشر، مضيفاً ان هناك دولاً عربية تواجه عجزا في الموازنة، تطلبت تدخلاً دولياً لمساندتها اقتصاديا، وهناك دول تستطيع احتواء وضعها الاقتصادي اذا ما واجهت أزمات.80% نسبة إغاثة اللاجئين بسبب الحروب
ذكر محمود محيي الدين أن نسبة الإغاثة فيما يخص اللاجئين نتيجة الصراعات والحروب بين البشر زادت كثيراً، وأصبحت اليوم تشكل 80 في المئة، وأغلبها في الدول العربية وبعض الدول الافريقية.وأضاف أن «الـ 20 في المئة الأخرى هي بسبب الكوارث الطبيعية، وفي السابق قبل 30 عاماً كانت العكس»، متابعاً ان انهاء الصراعات بين البشر من اهم النقاط لتقليل العبء على المجتمع الدولي، وتقليل حجم الإغاثة والعون الإنساني.