أرجوحة: مع من نكون؟!
في البداية عزيزي القارئ أود طرح أسئلة مهمة بالنسبة إلي، وأتمنى أن تكون على القدر نفسه من الأهمية بالنسبة إليك، حتى نصل إلى نتيجة فيما نحن فيه من عبث سياسي: أيهما أفضل ديمقراطية أميركا أم اشتراكية الصين؟ وهل يجب أن نكون مع التجربة الديمقراطية التي تطبقها الولايات المتحدة الأميركية، كنظام سياسي جعلها القوة العظمى في العالم، أم نكون مع الاشتراكية الصينية التي أحيت التنين الصيني وجعلته يغزو كل الأسواق التجارية في المعمورة حتى السوق الأميركي، ولتعود الصين لتنشئ طريق الحرير الجديد وتهيمن على طرق التجارة العالمية في العصر الحديث؟ فأيهما نختار وأيهما نتبع في ظل هذه الخيارات السياسية المتنوعة؟وبغض النظر عن الإجابة أخي القارئ فإنني لا أبحث هنا عن مزايا الديمقراطية، أو السمات المميزة للاشتراكية؛ إنما أبحث عن جوهر الأنظمة السياسية بشكل عام، وقيمتها وجدواها بالنسبة إلى الشعوب، فالأنظمة السياسية قد تختلف وتتمايز، ولكل نظام مزاياه وعيوبه، ولكن يبقى الجوهر الأساسي لأي نظام سياسي هو "العدل"، وتحقيق العدالة والشفافية والمساواة بين الناس، واستثمار الموارد والطاقات بالشكل المناسب مما يحقق التنمية والمعيشة الكريمة والرفاهية لجميع المواطنين، بمعنى أدق أن الأساس هو العدل، والاهتمام بالاقتصاد بما يقيم الدولة على أسس صحيحة، بعيداً عن الخزعبلات والجدل والنقاش السياسي العقيم، و"الحمار السياسي"، عفواً "الحوار السياسي" الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؛ لأننا ندور في حلقات مفرغة تماماً، قد يزعج فيها القرد الراعي ويلهيه عن أغنامه، و"قصة القرد والراعي موضوع طويل يحتاج الى تفصيل قد نعود اليه فيما بعد، ونفرد له مقالاً خاصاً".أعود مرة أخرى لفكرة النظام السياسي المتبع، وأركز على أن الأساس هو الاقتصاد والتنمية البشرية التي تجعل الناس تعيش في نعمة وخير، لا أن نتصارع في حيز السلطة، ونترك الأمور الاقتصادية المهمة واستثمار الموارد، ناهيك عن استغلال السياسة لتحقيق مصالح فئة بعينها دون بقية الفئات الأخرى، وهنا تكون الطامة الكبرى حين تسيطر فئة أو مجموعة بعينها على المشهد السياسي، وتستغله لمصلحتها لتحقيق منافعها الشخصية، وتضرب عرض الحائط بمصلحة الوطن والمواطنين أو تجعلها في الدرجة الثانية إن لم تكن الخامسة، أعلم أن هذا الشيء لا يعني للمتاجرين بالوطن والدين والسياسة من أجل مصالحهم الشخصية، ولكن أقوله من واجب "كلنا راع".
هل تعلم عزيزي أن أحد برتوكولات حكماء صهيون ينص على "أن الديمقراطية والاشتراكية والحرية، وغيرها من المفاهيم ليس لنا فيها رأي، وإنما نتركها لأبناء الغوييم (شعوبٌ لا قيمة لها) ليختلفوا حولها، فتارة نكون مع إحداها، وتارةً نكون ضدها، بحيث نستثمرها لتحقيق أهدافنا في السيطرة على الشعوب"، وهنا يبرز كيف تكون اللعبة، وكيف تترك لنا "لعبة السياسة" لندور في رحاها، دون الوصول الى نتيجة محددة، وإنما نحن نتقاتل ونتصارع على لا شيء.أرجوحة أخيرة:العبرة الأساسية من الأنظمة السياسية يا سادة هي إقامة العدل، والبناء الاقتصادي القوي والمتين القائم على استثمار الموارد بما ينفع الناس، ويحقق التنمية، وليس أن نتصارع ليلاً ونهاراً من أجل شعارات رنانة زائلة، أو مناصب فانية. اعقلوها يا سادة، فالصين متقدمة رغم اشتراكيتها، وأميركا متقدمة رغم ديمقراطيتها، ونحن العرب حائرون رغم "..."، لا أعلم بالضبط ما هو نظامنا السياسي؛ بل أعلم أننا تائهون في دوامات الجدل السياسي التي لا تقدم الجديد للأجيال الحالية أو حتى الأجيال القادمة. بقيت نقطة واحدة أذكركم فيها، تمسكوا بطرف بشت العود، الله يطول بعمره ويمده بالصحة والعافية، واتركوا حياء تتسترون خلفه.