كشف إعلان شركة «أبل» أرباحها للربع الثاني، الذي صدر الثلاثاء الماضي التباين الكبير بين مسار هذه الشركة ومسار بقية الشركات في السوق. هذا ما أكده جيم كريمر من سي إن بي سي. وأضاف مقدم «الأموال المجنونة» كما يطلق عليه، إن «مشكلة هذه السوق لا تكمن في مستويات الضرائب أو معدلات الفائدة أو التضخم، بل المشكلة الحقيقية تكمن في التوقعات المبالغ فيها، وعلى أي حال، فإن أبل تمثل حقاً استثناء ملموساً عن القاعدة».
وقال كريمر، إن المحللين استبقوا تقرير أرباح صانعة الآي فون بتراجع شديد في تقديراتهم لنتائجها مع نبرة متشائمة إزاء ضعف مبيعات الشركة في الصين. ولكن أبل أكبر شركات العالم قاطبة أكدت للجميع بعد جرس إقفال السوق هذا الثلاثاء خطأ أولئك المحللين.وبعد حديث أجراه كريمر وجوش ليبتون من سي إن بي سي مع الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، قال «لقد باعت الشركة كمية من هواتف آيفون تفوق ما توقعه معظم المحللين بما فيهم المتفائلون وضمنهم «إكس» الذي استخف به مجتمع المستثمرين على الدوام».وخلال الحديث، أشاد كوك بنجاح آي فون اكس وتحدث عن قوة مبيعات أبل في الصين متجاهلاً التقديرات السلبية، التي ظهرت قبل الربع الثاني.وهكذا، وفي سوق تتسم بمشاعر محللين كئيبة وسلبية جداً – أو أحياناً مفرطة في التفاؤل – طلب كريمر من المستثمرين توخي الحذر والقيام بواجباتهم المنزلية جيداً. وقال إن «تقديرات أبل والحماسة السابقة التي ولدتها أسهم الشركة الأكبر في العالم قد تقلصت منذ زمن طويل، بينما بالنسبة إلى الأغلبية الكبيرة من الأسهم كان الحال العكس، وأنا أقول إن أبل هي المتفردة، وإن الكثير من الأسهم قد أصيب بحصيلة نتائج مخيبة للآمال – بخلاف أبل تماماً - نظراً إلى وجود عدد لا يحصى من العثرات، وما هو أكثر أهمية التحديثات المكلفة التي يبدو أن لا نهاية لها».وعندما رأى كريمر أن سوق الأسهم قد بدد تقريباً كل مكاسبه منذ أن وافق الكونغرس على مشروع إصلاح الضرائب الذي اقترحته إدارة الرئيس دونالد ترامب، شعر بقدر من الحيرة والارتباك. وقال يوم الثلاثاء الماضي، «إن الحال يبدو وكأن شيئاً إيجابياً لم يحدث قط. هل هذا الذي يحدث فيه شيء من المنطق ؟ أم أن هذا الضعف يمثل مبالغة مستهجنة في ردة الفعل؟»وتطرق كريمر إلى الفكرة الثانية مشيراً إلى الكسب غير المتوقع الذي تحقق بعد خفض ضرائب الشركات، إذ وزعت الشركات مكافآت على الموظفين، ثم بحثت عن أصول للاستحواذ، ولا يزال البعض من تلك الشركات يفكر في الطريقة الأفضل لاستخدام الأموال الإضافية التي تدفقت.وأضاف كريمر أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تظهر أيضاً إشارات على الاهتمام في تشييد المزيد من المباني وفتح المزيد من المتاجر وتشغيل المزيد من الموظفين، بحسب المعلومات المتوفرة عن الربع الأول، وبيانات ما بعد الإعلان عن الأرباح.
السهم المرشح للفوز هو جنرال إلكتريك
لقد أجبرت التقلبات الحادة في حركة أسواق الأسهم جيم كريمر على البحث عن أسهم يرجح أن ترتد عندما يتحسن المتوسط الرئيسي لها كما حدث في وقت مبكر من يوم الثلاثاء الماضي.وبغية مساعدته في تحقيق أفضل عائد من البيع في حال الضعف استعان كريمر بالفني مارك تشيكن وهو صانع المؤشرات الفنية الرئيسية مثل مؤشر تشيكن للحجم وتشيكن أوسيلاتور وتشيكن لتدفق الأموال.وأشار تشيكن، وهو أيضاً المدير التنفيذي لشركة تشيكن أناليتيكس، إلى قطاع فرعي كان يتقدم بقوة طوال ستة أشهر وهو صناعة التكرير.واستخدم ثلاثة مؤشرات هي: مؤشر تشيكن لتدفق الأموال الذي يرصد زيادة عمليات الشراء والبيع من سهم معين ومؤشر تشيكن للقوة النسبية الذي يقارن أداء سهم خلال الأشهرالستة الماضية مع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومقياس تشيكن للقوة، الذي يستخدم 20 نقطة معلومات أساسية وفنية مختلفة من أجل وضع قراءة إما حمراء أو شديدة التفاؤل (خضراء). ومن أجل أن يوصي تشيكن بشراء سهم معين يجب أن تكون المؤشرات الثلاثة السابقة كلها خضراء. وكان الحصان الأسود المفاجئ والجامح الذي تطابق مع مؤشرات تشيكن بوصفه المؤهل للفوز أي «الشراء» هو سهم شركة جنرال إلكتريك.الرئيس التنفيذي لشركة أغكو يعارض سياسة ترامب الحمائية
ينتقد رئيس أغكو، الشركة الصانعة للمعدات الزراعية العالمية، مارتن ريخينهاغن الحرب التجارية التي تسببت بها إدارة ترامب. وأبلغ كريمر الثلاثاء الماضي «نحن نحب التجارة الحرة، ولا نحب أي شكل من أشكال الحمائية ولا فرض العقوبات التجارية ولا حتى رسوم الجمارك، ونريد أن نمارس أعمالنا التجارية في شتى أنحاء العالم. وعلى سبيل المثال فإن المشكلة مع الصين ليست مشكلتنا بقدر كبير، إنما هي مشكلة بالنسبة إلى المزارعين الأميركيين. وما تفعله حكومة واشنطن الآن، أعتقد أنه أمر لم يتم التفكير فيه بإمعان وتواجه الحكومة الحالية على الدوام ردود فعل داخلية معارضة، وآمل أن تتعلم منها.عارض ريخينهاغن الذي أعلنت شركته عن تحقيق أرباح يوم الثلاثاء مدفوعة بشكل خاص بأعمال قوية في أميركا الشمالية السياسة التي طرحها وزير التجارة ويلبر روسن وقال «أظن أن من الغباء الاعتقاد بأنك بمثل هذا النوع من الحمائية تستطيع تحقيق أي شيء. وقد ترجع هذه القرارت إلى أشخاص مسنين بأفكار بالية من أمثال ويلبر روس الذين لم تعد لديهم معرفة بتطورات العمل التجاري. «وأنا أعرفه جيداً وهو يبدو بارعاً وقد حقق أموالاً مجزية عندما حظر بوش استيراد الصلب وربما يظن أن قرارات كهذه جيدة للصناعة. ولكنني لا أوافقه الرأي».البيت الأبيض لم يتقبل أفكاري
ويضيف «أنا أحاول بكل أدب رفع نبرة صوتي، لكني أظن الآن أن هناك أشخاصاً في واشنطن لا يسمعون، فضلاً عن أنهم لا يقرأون ولا يصغون وربما ليست لديهم خلفية مناسبة لاتخاذ القرارات».أما الرئيس التنفيذي لشركة كالن فروست بانكرز فيليب غرين فكان أكثر تفاؤلاً وترحيباً عندما تطرق الأمر إلى سياسات إدارة ترامب التي كانت تتعلق بعملاق العمل المصرفي الاقليمي.وقال بعد إعلان الأرباح: «أظن أن خفض الضرائب قد ساعد وأن البعض من الاستثمارات التي قامت بها شركات من خلال شراء معدات والاستفادة من قوانين خفض القوة الشرائية وما شابه ذلك كانت ايجابية، ولكن ذلك لم يكن المحرك الفعلي لنمونا. لقد كانت هذه التطورات مساعدة للنمو ولكن السبب الرئيسي لنمونا يكمن في فهم الناس لما يفترض أن يقوموا به وهم يتجاوبون حقاً ويستفيدون من وضع اقتصادنا الحالي».وتتركز عمليات كالن فروست في تكساس، ولذلك شارك غرين أيضاً في البعض من الفوائد التي شهدتها ولايته في قطاعات تخدمها شركته. وأبلغ غرين السيد كريمر بأن «الأعمال كانت رائعة ولنأخذ مثلا أعمال الطاقة، فقد كانت هناك مشكلة قبل عامين وخرجنا منها. لقد حقق حوض بيرميان نجاحاً كما كان دائماً وقد رأيت البعض من الأرقام عن نمو الربع الأول في ميدان توظيف الطاقة –جيث سجل النمو السنوي زيادة بنسبة 21 في المئة وارتفع عدد الحفارات الى أعلى مستوى في ثلاث سنوات، ولذلك أنا أعتقد أن أعمال الطاقة تتعافى حقاً وخصوصاً في حوض بيرميان كما بدأت بالتعافي في حقل ايغل فورد وفي بعض من الأحواض الاخرى في الولاية».* اليزابيث غيوردس