"سبايدر الخرفان" شخصية جديدة تطل برأسها ما بين فترة وأخرى بأشكال متنوعة على كل الصعد، وهذه الشخصية الكرتونية المضحكة المتقلبة المزاج والأوصاف يَحار كل من يفكر في تشكيلتها وتكوينها وأخلاقياتها لأنها شخصية تمتاز بالخبث وإنكار الجميل، بعد أن كانت تغرق هي ومن على شاكلتها في وحل ومستنقع من المجارير المليئة بالأوبئة والطفيليات التي تعتاش عليها عادة، بل إنها شخصية مثل الزئبق لا تعرف لها مقرا أو مكانا، تختبئ بين الجدران لتنفيذ المخططات وتشكيل الأزمات وتفريق الأمم بكل لذة.

لكن "سبايدر الخرفان" انكشفت ألاعيبه وأصبح مكروها ووحيدا هو ومجموعته من الخرفان، لأنهم كالقطيع الذي يسير خلف الراعي الأهوج بالتعاون مع الثور الهائج الذي يضرب فيسقط أصدقاءه قبل أعدائه، لأنه وصديقه سبايدر فقدا البصيرة وبقيا حائرَين في مخططات الغدر والإنكار، وخلق الأزمات وضخ الأموال لشراء الولاءات، ولكن لا يزالان في دوامة الصراع الفكري بحثا عن الحل للخروج من كل الأزمات التي انقلبت عليهما رأسا على عقب، فصار "سبايدر" هو الراعي الذي "ينش" الذباب الذي اجتمع حوله، والثور الهائج تحول إلى حمل وديع يتودد الجميع إلى كسب الرضا وإظهار صورة الطيبة التي لا يعرفها.

Ad

هاتان الشخصيتان تشكلان العديد من الطفيليات سواء على الصعيد المحلي أو الخليجي أو الإقليمي والعالمي، لأنهما اعتادتا على أن تعتاشا على الأزمات والاصطياد بالماء العكر وخلق الفوضى لمن حولهما وعدم الاستقرار لجيرانهما، بل إنهما تمتصان دماء القريب قبل البعيد، لأنهما شخصيتان ستتلاشيان عن الأنظار ما لم تفعلا ذلك، بعد أن كانتا مهمشتين.

ومن يتعامل مع هذه الشخصيات كمن يتعامل مع الجن بوسائل إخراجهم من الجسد بطرق معينة يعرفها المختصون في هذا المجال، أو عبر أساليب أخرى تستخدم فيها الأحذية ذات المواصفات المعينة والأحجام الكبيرة، فلكل مقام مقال لهؤلاء يتناسب مع مواصفات الطول والعرض.

الأنكى من ذلك أولئك الخرفان الذين اعتادوا على عصا الراعي، فكلما اشتد ساعده لضربهم ازدادت أصواتهم وصيحاتهم سبا وقذفا لكل من يواجه تصرفاتهم الخاطئة وجرائمهم المتنوعة وأفكارهم الشاذة.

"سبايدر" يسعى حاليا إلى وضع كل الخطط التي تعرقل مسيرة الآخرين ليصبح الوحيد ذا النفوذ ويحول مساعي الصلح إلى صراع وتناحر بين الأشقاء، في حين يجلس هو خلف القناع الذي يغطي حقيقته.

يسعى إلى الوصول للعالمية وخطف الأضواء من الحضور ونشر الشائعات والكلام المعسول حتى يجعل من نفسه وحاشيته مكانة ذات مقام عال تهتز لها الأبدان، رغم أنهم في حقيقة الواقع وهم وخيال لا تجد لهم أي كيان سوى أدوات متحركة كالدمى مساعيها الفشل والخذلان، الجميع ينتظر ما سنشهده خلال الأيام، فقد يسقط سبايدر وينكشف وتظهر حقيقته وتنفضح ألاعيبه.

وأمام كل هذه الشخصيات التي تظهر أمامنا بين الحين والآخر لم يتعلم الكثيرون من الجراح السابقة التي نزفت ولا تزال تنزف، ويدفعون ثمنها ويعضون أصابع الندم من جراء الدخول تحت عباءة هؤلاء والانصياع لأوامرهم.

آخر الكلام:

كلما اشتدت الأزمات انكشفت حقيقتهم... فالقافلة تسير والكلاب تنبح!