في هذا المقال أدعوك عزيزي القارئ أن تلغي من عقلك كل ما تعرف من معلومات وأفكار عن الاستعداد لرمضان والتي تحدث عنها كثير من مشايخ الدين من نظرة دينية، وأمعن النظر معي لقراءة مقال مختلف من ناحية نفسية وروحية، بحيث أدعوك قبل أن تقبل على العبادة من باب العادة، أن تهيئ نفسك داخليا، بأن تركز على أهم المشاعر الجميلة التي تنتابك عند حلول رمضان وانتشار البهجة والسعادة، وازدياد فرص الخير والوفرة والازدهار. انظر إلى نفسك في رمضان... ما الأمور التي تجعلك أكثر سعادة هل هي الصدقات؟ هل مساعدة الآخرين والانضمام للفرق التطوعية للعمل لوجه الله؟ هل زيارة الأهل وصلة الأرحام، هل الصلاة، قراءة القرآن أو تدبره، قيام الليل، راقب نفسك في العمل الذي تحثك روحك على الإكثار منه، وسر معها لأنها أعلم منك بما تريد، فقط جرب، وانظر إلى أي هذه الأعمال تأخذك روحك.
لماذا أدعوك إلى ذلك؟ لأنك كلما ركزت على مناطق القوة والجمال والسعادة التي تشعر بها كان رمضانك غير كل الرمضانات، أما إذا استحضرت كيف ستصوم؟ تعب، إرهاق، متمنياً أن ينتهي في أقرب وقت، فلن تذوق طعم التمتع الروحي، ولن تستفيد من تجلياته الربانية، وكنت كالذي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعَمَل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري). فلا تضيع الفرص، واجعل من رمضان هذه السنة مختلفا، بأن تجرب بعض العبادات الواردة في القرآن، كالصيام عن الكلام مدة ساعة وتدرج فيها، واستشعر الطاقة التي تأتيك من بعدها، جرب غرس شجرة، جرب سقي طائر، جرب خدمة أسر متعففة طوال الشهر دون معرفة أحد بذلك إلا الله. في النهاية إذا ركزت على المشاعر والأفكار والسلوكيات الإيجابية التي فيك دون التركيز على تقصيرك طوال السنة تجاه ربك، فستجد نفسك تتحسن وترقى روحيا وأخلاقيا، وتشعر بقيمة نفسك فتشعر بأنك وصلت إلى منزلة التقوى، وهي الهدف من صوم رمضان، وليكن شعارك "لعلكم تتقون" واعمل، ولا تلتفت إلى ما مضى من تقصير بحق ربك، واغفر وسامح نفسك، لا تجلد نفسك، وابدأ بداية جديدة مع خالقك الكريم العظيم الرحيم الذي يحب فيك همة الطاعة وحب الذات الذي يقربك إليه.
مقالات - اضافات
رمضانك غير!
05-05-2018