أعلن حزب "الشعب الجمهوري" (قومي اشتراكي أسسه كمال أتاتورك) أكبر أحزاب المعارضة التركية، أمس، ترشيح نائب بارز معروف بخطبه النارية والحماسية لمنافسة الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 يونيو المقبل، مما يمهد الطريق أمام حملة انتخابية شرسة محتملة.

وأعلن زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كيليتشدار أوغلو، ترشيح النائب محرم إينجه.

Ad

وقال إينجه بعد أن دعاه كيليتشدار أوغلو إلى المنصة خلال اجتماع حزبي حاشد في أنقرة "في 24 يونيو، سأكون إن شاء الله رئيسا برغبة من الشعب". وأضاف: "لثمانين مليون شخص (عدد سكان تركيا)... سأكون رئيسا للجميع. سأكون رئيسا غير منحاز".

وقبل ذلك، صوّت نواب الحزب وعددهم 110 بالموافقة على ترشيح إينجه الذي درس الفيزياء والنائب منذ 2002.

ويواجه إينجه النائب عن ولاية يالوفا، الذي احتفل أمس، بعيد ميلاده الـ54 مهمة شاقة لإقناع الناخبين في معركته أمام إردوغان الأكثر خبرة والخطيب البارع في الحملات الانتخابية.

غير أن أكبر ميزات اينجه السياسية، أي مهارته الخطابية ولهجته الحماسية، قد زادت حظوظه لدى أوفياء "الشعب الجمهوري" في السنة الماضية.

وتتباين لهجة إينجه الصارمة مع أسلوب كيليتشدار أوغلو الأكثر تحفظا، والذي تزعم "الجمهوري" منذ 2010، لكنه لم يتسبب بإزعاج حقيقي لإردوغان.

وعموما، كان اينجه أكثر استعدادا من كيليتشدار أوغلو لتبني أسلوب غير رسمي تجاه إردوغان، مثيرا احتمال حملة سياسية شرسة.

وفي خطاب قبوله الترشيح في اجتماع الحزب، أظهر اينجه أنه لن يخشى مواجهة إردوغان الذي وصفه "بما يسمى بالزعيم العالمي الذي يحتدم ويستشيط غضبا كل يوم".

وفي إحدى كلماته الشهيرة تعهد إينجه ببيع القصر الرئاسي الضخم الذي شيده إردوغان في انقره وافتتح في 2014، في حال انتخابه.

وفي خطابه، أمس، قال اينجه، وهو مدرس فيزياء سابق، أمام أنصاره: "سأسلم القصر لأذكى الأطفال في هذه الأرض، وسأحوله إلى مركز لمنح دراسية".

ويعتقد أن اينجه مرشح مناسب لمنافسة إردوغان، ورغم ذلك فالتحدي الأكبر الذي يواجهه إردوغان لن يكون من "الشعب الجمهوري"، بل من وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار، التي شكلت العام الماضي حزب "اييي" الجديد (حزب الخير)، الذي يستلهم أفكار رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، بعد أن انشقت عن حزب "الحركة القومية" الذي يدعم إردوغان.

وجاء ترشيح اينجه في حين أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم أنه قدم مع زعيم حزب "الحركة القومية" الحليف دولت بهجلي، طلب ترشيح الرئيس إردوغان إلى اللجنة العليا للانتخابات، مرشحا مشتركا لتحالف "الشعب" لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال يلدريم إن تحالف "الشعب" سيخوض الانتخابات تحت المظلة الأقوى التي يمثلها الشعب التركي. وأضاف: "تحالفنا هو مع شعبنا، ونسعى من خلال مرشحنا (إردوغان) إلى بناء مستقبل مشرق لتركيا وضمان السعادة والازدهار للشعب".

ويضم تحالف "الشعب" كلا من أحزاب "العدالة والتنمية"، و"الحركة القومية"، و"الوحدة الكبرى".

وبينما أعلن حزب "الشعوب الديمقراطي"، أمس، ترشيح زعيمه السابق صلاح الدين ديمرتاش للانتخابات، رغم وجود في السجن ومحاكمته، وافقت اللجنة العليا للانتخابات، على طلبات 4 مرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية، ورفضت طلبات 3 آخرين.

وأكدت اللجنة، في بيان، قرارها في شأن طلبات الترشح التي تقدم بها كل من رؤساء أحزاب "الوطن" دوغو بارينجاك، و"إيي" ميرال أكشنار، و"السعادة" تمل قره ملا أوغلو، و"العدالة" فجدت أوز.

من جهة ثانية، رفضت اللجنة طلبات ترشح 3 أشخاص آخرين هم نجدت جان، وسلامي قره غوز، وبولنت غوركوت، لعدم استكمالهم المعلومات والوثائق اللازمة ضمن فترة الترشح.

والاقتراع المرتقب في 24 يونيو، الذي تجرى فيه الانتخابات البرلمانية والرئاسية في اليوم نفسه، سيكون حدثا مهما في تاريخ تركيا الحديث.

فبعد الانتخابات، سيتم تطبيق نظام رئاسي جديد تمت الموافقة عليه في استفتاء جرى خلال أبريل 2017، سيمنح حسب ما يقوله "الشعب الجمهوري" الرئيس صلاحيات سلطوية.

وفي حال فوز إردوغان بولاية جديدة من خمس سنوات، سيتمكن من المضي قدما في تحولات بدأت عندما أصبح رئيسا للوزراء في 2003.