قبل 24 ساعة من بدء الانتخابات النيابية، دخل لبنان مرحلة الصمت الإعلامي الانتخابي، فاختفت الإعلانات والدعايات، وغابت عن صفحات الجرائد وشاشات التلفزة حملات التسويق والترويج للمرشحين، لتقتصر الأخبار على نقل وقائع الأحداث.

واكتملت التحضيرات تقنياً ولوجستياً وسياسياً وأمنياً للانتخابات الأولى منذ نحو تسع سنوات، بعد أن شهد لبنان انقسامات سياسية حادة ناتجة عن تداعيات النزاعات في المنطقة، والصراعات الإقليمية على النفوذ، في ظل توافق سياسي هشّ.

Ad

ورغم أن الانتخابات ستجرى وفق قانون جديد يقوم على النظام النسبي، يُتوقع أن تبقى القوى السياسية التقليدية تحت قبة البرلمان، مع تغير في ميزان القوى لمصلحة «حزب الله» وحلفائه، على الأرجح، للمرة الأولى منذ 2005، تاريخ خروج الجيش السوري من لبنان، إثر عملية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

وتظهر اللوائح الراهنة زوال التحالفات التقليدية، التي طبعت الساحة السياسية منذ 2005، نظراً لانقسام القوى بين فريقي «8 آذار» الذي يعد «حزب الله» من أبرز أركانه، و«14 آذار» بقيادة رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري.

ويبدو «حزب الله» القوة الوحيدة التي لم تتحالف مع أي من خصومها على امتداد لبنان، في حين تحالفت بقية القوى الرئيسية فيما بينها، وفق مصالحها، في بعض الدوائر، وتخاصمت في أخرى.

ومن المتوقع أن يحصد الحزب وحلفاؤه أغلبية المقاعد في البرلمان، مقابل تراجع تيار «المستقبل»، نتيجة القانون الانتخابي الجديد، لكن هذا التراجع تعوضه، سياسياً، ولادة علاقات جديدة لم تكن قائمة من قبل، أبرزها تحالف «المستقبل» مع «التيار الوطني الحر»؛ فهما لم يتحالفا في دوائر انتخابية كثيرة، إلا أن الفراق «الانتخابي» بينهما بقي محصوراً في إطاره، ولم تتفرّع منه حروب سياسية ولا مواجهات كلامية حادّة، كتلك التي نشبت بين التيارين البرتقالي والأزرق وحلفائهما الآخرين.