سدد دونالد ترامب، الرئيس الذي يُفترض أن بوتين أوصله إلى البيت الأبيض، لتوه ضربة قاضية إلى جهود الحرب الروسية في أوكرانيا، فأكّدت الحكومة الأميركية تسليم مجموعة من الأسلحة الدفاعية المميتة إلى الحكومة في كييف بغية مساعدتها في التصدي للاعتداء الروسي في شرق أوكرانيا، هذا ما أعلنته إذاعة أوروبا الحرة (إذاعة الحرية)، التي أفادت أن الشحنة ستضم 210 صواريخ جافلن مضادة للدروع، فضلاً عن 37 قاذفة جافلن، وبكلمات أخرى أنصف ترامب أوكرانيا، وفي المقابل حدّ سلفه من عملية تسليح أوكرانيا حتى آخر يوم في ولايته.إذا كان ترامب تابعاً للكرملين، فلا شك أنه التابع الأكثر تمرداً على الإطلاق، وستلحق صواريخ جافلن على الأرجح أذى كبيراً بموسكو، بما أنها ستسمح للأوكرانيين بإنزال خسائر كبيرة في صفوف "الثوار" الذين تدعمهم روسيا (هم في الواقع جنود في الجيش الروسي متنكرون) في الشرق، من المؤكد أن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو كان يأمل الحصول على المزيد من هذه الأسلحة، فعندما أجريتُ مقابلة معه في عام 2015، طالب بـ1240 صاروخاً، أي ما يوازي عدد الرؤوس الحربية النووية التي تخلت عنها أوكرانيا بعد الحرب الباردة مقابل ضمان الولايات المتحدة وبريطانيا، وروسيا سيادة أراضيها، ورغم ذلك يُعتبر وضع أوكرانيا اليوم أفضل مما كان عليه خلال عهد أوباما، الذي لم يقدِّم لكييف إلا مساعدة غير مميتة شمل مركبات هامفي، ونظارات للرؤية ليلاً، ووجبات جاهزة للأكل.
لا شك أن تسليح أوكرانيا سياسة جيدة، بما أنها تعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب أصدقائها والدفاع عن أطراف أوروبا الشرقية في وجه الاعتداءات الروسية، كذلك توجّه هذه الخطوة رسالة مفادها أن موسكو لا تستطيع أن تبتلع أراضي أوروبية ذات سيادة من دون أن تدفع الثمن. أخفق أوباما مراراً في توجيه رسالة مماثلة إلى موسكو، مما شجّع روسيا على المضي قدماً في اعتداءاتها التي شملت محاولة الكرملين التدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016، إلا أن ترامب يعكس اليوم هذا الذل، ولكن لا تتوقعوا من الديمقراطيين والمناهضين لترامب بشدة أن يقروا بفضله في كل ما أنجزه، فيملكون روايتهم المحمومة ويلتزمون بها، مهما تبدلت الوقائع.*«كومانتري»
مقالات
ترامب ينصف أوكرانيا
06-05-2018