أثار كليب نقولا الأسطا «مش هيك بيحبو» ردود فعل إيجابية، ذلك أن الفنان اللبناني ظهر فيه بصورة مختلفة عن كليباته السابقة، وقد أراد المخرج جورج بو عبدو من وراء ذلك أن يبين أن الفنان إنسان تنتابه مشاعر متناقضة، يفرح ويحزن ويغضب وينفعل، لذا حرص على أن تتضمن القصة حركة ودراما تتوزع بين الحب والخيانة، وما يستتبع ذلك من تصرفات. نقولا الأسطا في الكليب، كما صوّره جورج بو عبدو، رجل المهمات الصعبة، يعيش الواقع بأبعاده كلها ولم يخشَ إظهار جانباً من شخصيته يجهله الجمهور.
حول هذه الإطلالة لنقولا الأسطا يقول المخرج جورج بو عبدو: «تجمعني به صداقة، وبناء عليها تناقشنا طويلاً حول القصة والإطلالة، فأعجبته الصورة التي اقترحتها عليه وهي أن يظهر كما هو في الواقع من دون تمثيل أو تصنّع، واقتنع بها، وخلال التصوير نفذ الفكرة كاملة، فلاقى الكليب إقبالاً وإعجاباً وحقق نسبة مشاهدة عالية». بالنسبة إلى كليب جورج زغيب «يعيشني على كيفو»، فقد صوّره المخرج جورج بو عبدو بشكل واقعي وأراده نموذجاً للشاب الذي تتنازعه في مستهل شبابه مشاعر متناقضة بين الحب والرغبة في إشباع شهواته. وكان بو عبدو تعاون مع زغيب في كليب «شو حلوي إنت»، إلا أنه في الكليب الأخير حرص على أن تكون القصة دراماتيكية، يوضح في هذا المجال: «استلهمت فكرة الكليب من الواقع الذي يعيشه كل شاب في الثامنة عشرة من عمره وفي طور التعرف إلى الحياة، وصورت المشاعر المتناقضة التي تنتابه بين حبه لفتاة هي ابنة الحي الذي تربى فيه وانقياده وراء ملذاته مع فتاة هي بائعة هوى... بالطبع رافق ذلك كله حيرة وقلق وغضب وحالات نجح جورج زغيب في ترجمتها كما أردتها، فعكست بواقعية حالات يمرّ بها كل شاب».أما بالنسبة إلى كليب حسنا مطر «عيدك مبارك يا كردستان» فهو خاص بالشعب الكردستاني لمناسبة أعياد النوروز. الأغنية من ألحان الموسيقار الكردي هلكوت زاهر وكلمات الشاعر العراقي كريم العراقي. حول هذا الكليب يقول المخرج جورج بو عبدو: «صورناه في قلعة أربيل التاريخية، وهو يزخر بالتهليل والفرح ويعطي صورة عن الشعب الكردي الذي يعشق الحياة».
سوق العمل
يعترف المخرج جورج بو عبدو بأن سوق العمل صعب، لكنه في الوقت نفسه لا يتنازل عن معايير ومبادئ يعتمدها في عمله أهمها أن يكون ثمة تناغم بينه وبين الفنان الذي يقصده كي ينفذ له كليباً، وأن يتاثر بكلمات الأغنية وألحانها لتحفزه على ابتكار أفكار جديدة وقصة تظهر الفنان بأفضل صورة. يوضح في هذا المجال: «تهمني الفكرة في الطليعة وأن تكون التفاصيل في الكليب في خدمتها وليس العكس. من هنا لا أركز على أن يتضمن الكليب عارضات أو فتيات جميلات، ولا يهمني أن أصور الكليب في بلدان كثيرة، بل اعتمد تفاصيل محددة تخدم الفكرة». يضيف: «في لبنان مناظر طبيعية رائعة ومناطق جميلة، فلماذا السفر إلى بلدان أخرى لتصوير الكليب؟ إلا إذا أراد الفنان أن يصرف عليه ببذخ، عندها أنفذ له ما يريد لكن من دون اقتناع كلي مني». ويشير إلى أن ثمة كليبات صرفت عليها مبالغ باهظة مع ذلك جاءت سطحية وفارغة من أي مضمون، ما يعزز قناعته بأن الأولوية للفكرة وليس للبهرجة. يلفت إلى أن الكليب يمرّ بمراحل عدة قبل أن يرى النور بدءاً من مناقشة الفكرة مع الفنان وتحضيره للتمثيل وصولاً إلى العمل على إطلالته، لذا يتطلب التحضير أحياناً أشهراً. وبما أن العصر اليوم هو عصر الصورة، فيولي بو عبدو شكل الفنان وإطلالته أهمية من دون أن يطغى ذلك على المضمون بالطبع، «الإطلالة الجميلة تخترق القلوب مباشرة»، يقول، «وكي ينجح الكليب يجب أن تتكامل عناصره كافة، ولا يخفى على أحد أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تفضح أي خلل في الكليب إن وجد وتثير ضجة تسبب في فشله».أفلام وثائقية وفيلم سينمائي
إلى جانب تصوير الكليبات نفذ المخرج جورج بو عبدو أفلاماً وثائقية لبنانية وعربية من بينها فيلم وثائقي حول مركز التجارة في الكويت (2012)، وآخر حول شارع الضحى في الرياض (2014)، وأفلام حول مدن وبلدات لبنانية... القاسم المشترك بينها حرص المخرج على إبراز خصوصية كل منطقة يصوّرها والتعريف بأبرز معالمها، لذا نجح في استقطاب جمهور واسع وفي إيصال رسالة مهمة وهي أن في كل زاوية جمالاً ظاهراً أو مخفياً، وأنه يحل محل عين المشاهد في اكتشاف هذه الجماليات وتصويرها... كذلك صوّر مجموعة من الأفلام القصيرة وتظاهرات فنية في بيروت...بالنسبة إلى الأفلام السينمائية، فهو بصدد درس فكرة طُرحت عليه وهي تحويل كتاب تلقاه من أميركا إلى فيلم سينمائي، وثمة مناقشات جارية في هذا السياق.علاقة مع الكاميرا
رحلة جورج بو عبدو مع الكاميرا بدأت في السابعة من عمره عندما أهداه والده كاميراً، فشغف بها ونما تعلقه بالتصوير والإخراج والأفلام، وعندما أنهى مرحلة الدراسة الثانوية دخل إلى الجامعة اللبنانية وتخصص في الإخراج الذي أصبح في ما بعد مهنته وكل حياته. من ثم نال الماستير في الإخراج السينمائي والتلفزيوني في جامعة الألبا. أول كليب أخرجه كان للفنان جاد نخلة (2008)، ثم كرّت سبحة الكليبات مع فنانين لبنانيين وعرب من بينهم: غسان خليل، وجورج فرح، والياس ناصر، ونقولا الأسطا، وجورج زغيب، ورامي عياش، ونغم، وجويل سعادة، وهاني العمري، ودينا حايك، وغابريال عبد النور، وروني الحاج، وضومط خوري، وأنّا، ورواد نجم، ومارلين يونس، وحسنا مطر، ووئام فخري...