«سواريه استجوابات»... وقبلية وطائفية!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
مشهدنا السياسي مقارب أو مطابق لشكل البرلمان اللبناني في بداية سبعينيات القرن الماضي، وقبل وقوع الحرب الأهلية هناك، فهو مكون من تنظيمات ذات ارتباطات خارجية، إضافة إلى بقايا الإقطاعيين والبرجوازيين الذين يعتاشون على تناقضات وصراعات تلك التنظيمات، حتى انفجرت لبنان بالقتال، وأصبحت ساحة لكل اللاعبين الدوليين والإقليميين، ومازالت تعاني من ذلك الواقع الذي أنهى سيادة الدولة.في الكويت كانت جلسة الثلاثاء الماضي الإعلان الرسمي عن فشل الدولة في مواجهة الخراب الطائفي والقبلي في البلد، وتقاعسها عن مواجهة الدولة الطائفية والقبلية الموازية، بعد أن استخدمت قانون منع الانتخابات الفرعية في اللعبة السياسية تطبقه وقتما تشاء، واختراق قانون الجمعيات الخيرية بشكل فج وصريح، وتفشي حكم المال في الحياة النيابية والسياسية.ولنقولها بصراحة إن العديد ممن بيننا وخصوصاً السياسيين متورطون في مشاريع ذات امتدادات إقليمية، وخاصة الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، ورغم محاولات مريرة على مدى الثلاثين عاماً الماضية، لتخليهم عن تلك المشاريع، مازالوا متصلين بها، ولكن نود أن نسألهم سؤالاً مهماً: هل لو نجح مشروع القاعدة أو داعش أو مشروع دولة ولاية الفقيه سيكون حاله أفضل من وطنكم الكويت؟... ولمن ينفخ في نعرات القبيلة نسأله: هل عندما انتصرت القبائل في الصومال عام 1989، وسقطت الدولة الصومالية عادت الصومال دولة مرة أخرى، أو حتى مكاناً صالحاً للسكن؟... ونسأل أيضاً المحتكرين وأصحاب المال السياسي: عندما تحالف الجشعون والفاسدون مع الأجنبي والشركات متعددة الجنسيات في فنزويلا، وأدى ذلك إلى دفع المتشددين اليساريين للسلطة وانتهت فنزويلا بالإفلاس وتبخرت ثرواتهم، هل تريدون ذلك لديرتكم؟... بربكم ارحموا وطنكم الكويت، فمازال هناك متسع من الوقت لمشروع إنقاذ وطني سريع وحاسم.