دعا وزير النفط وزير الكهرباء والماء بخيت الرشيدي أمس إلى بذل مزيد من الجهد للاستفادة من عوائد استخدام الطاقة المتجددة، لافتا إلى أنه بإمكان الدول العربية أن توفر 750 مليار دولار في حال استخدمت هذه التقنيات حتى 2030.جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات "المنتدى العربي الرابع للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة"، الذي يعقد تحت مظلة الجامعة العربية على مدى يومين.
وقال الرشيدي إن "الكويت إذ تحتضن هذا المنتدى الذي يحمل شعار الطاقة المستدامة، التشغيل، التكنولوجيا، ومن قبله مؤتمر المياه العربي الثالث الذي عقد الأسبوع الفائت، برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، لهو تأكيد بالغ على دورها وما تقوم به من جهود تصب في مصلحة الدول العربية كافة، وبما يسهم في الاستفادة من مقدرات هذه الدول مجتمعة".ولفت الى أن الاستثمار العالمي في مشروعات الطاقة المتجددة وتكنولوجياتها لم يعد رفاهية أو ترفا، بل أصبح حاجة لابد منها اقتصاديا وبيئيا، مشددا على "ضرورة العمل على تعزيز تلك المشروعات، لاسيما في ظل وجود فرص واعدة تتوافر في منطقتنا العربية".وأشار إلى انخفاض كلفة ألواح الخلايا الشمسية بنسبة 80 في المئة منذ عام 2008، وطاقة الرياح، وغيرها من الطاقات المتجددة، ما حفز دول العالم وأصحاب القرار على الاستثمار الحقيقي في الطاقة المتجددة، داعيا الدول العربية إلى نقل أفضل الممارسات والدروس المستفادة من خبرات دول أخرى نجحت في هذا المجال.
ضرورة إنسانية
من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن الاستثمار العالمي في مشروعات الطاقة المتجددة لم يعد رفاهية أو ترفا، بل أصبح ضرورة لابد منها انسانيا ومن ثم اقتصادياً وبيئياً.وقال أبوالغيط، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس القطاع الاقتصادي د. كمال علي، إن تشجيع المبادرات وتوفير التسهيلات للقطاعات الراغبة في الدخول باستثمارات الطاقة المتجددة أصبح خيارا استراتيجيا لتوطين الصناعة في المنطقة، بالاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال.وأشار إلى أن المنطقة العربية تعد من أكثر المناطق استهلاكا للطاقة لتأمين خدمات التكييف للمباني، حيث تصل نسبة استهلاك التكييف فقط إلى نحو 70 في المئة من الاستهلاك الكلي للقطاع المنزلي في عدد من الدول العربية، كما تتسبب أحمال التكييف في الكثير من الأحيان في زيادة أحمال الذروة، فتكون ذات تكلفة باهظة على مستوى قطاع الكهرباء بشكل خاص والمستوى الوطني بشكل عام.جلسة حوارية
بدوره، ذكر وكيل وزارة الكهرباء والماء محمد بوشهري أن الكويت تواجه تحديات لإنتاج الطاقة لاعتمادها على الوقود الاحفوري، لافتا الى ان انتاج الطاقة يستهلك يوميا 350 الف برميل، وستصل الى مليونا بحلول 2035 في حال استمر الاستهلاك في الارتفاع عما هو عليه.وتحدث بوشهري، خلال جلسة حوارية عقدت عقب الافتتاح، عن تجربة الكويت في انتاج الطاقة المتجددة والرغبة السامية في انتاج 15 في المئة من الطاقة المتجددة بحلول 2030، لافتا الى مشاريع معهد الابحاث في "الشقايا" الخاصة بالالواح الشمسية وطاقة الرياح والكهروضوئية لإنتاج 70 ميغاواط، إضافة الى مشروع الدبدبة بالقطاع النفطي، ويعمل على توقيع مناقصته قريبا لإنتاج 1500 ميغاواط من الالواح الشمسية.التجربة المصرية
من جهته، تحدث وكيل وزارة الكهرباء المصري محمد موسى عن التجربة المصرية في الطاقة المتجددة، لافتا الى ان الحكومة تطمح إلى تغذية الشبكة بـ42 في المئة من الطاقات المتجددة تغذي الشبكة، لافتا الى وجود 750 ميغاواط من طاقة الرياح داخل الشبكة حاليا. أما الوزير اليمني عبدالله الأكوع فأشار إلى أن الحرب في اليمن أثرت على الشبكة الكهربائية بسبب تدمير البنى التحتية ومحطات الانتاج وسيطرة الجماعات المتمردة على مصادر الطاقة، وتوقف محطات الغاز، ما دفع المواطن اليمني الى التوجه نحو الطاقة المتجددة لتأمين الكهرباء التي قطعت منذ ٣ سنوات.1600 حالة تبادل للطاقة بين دول الخليج
أكد بوشهري أن هناك 1600 حالة تبادل ودعم للطاقة بين دول الخليج فيما بينها منذ تشغيل الربط الخليجي عام 2009، مشيرا الى توفير الكويت 250 مليون دولار عبر عمليات الربط، ووجود خطوات جادة للربط مع مصر واليمن والعراق، وشدد على أن الربط حاجة ضرورية لا بد منها.ولفت الى أن العدادات الذكية، التي ستبدأ العمل تجريبيا في نهاية العام الجاري، ستشكل نقلة نوعية في مجال توفير الكهرباء والأموال، وستحقق العدالة بين المستهلكين بحجم الاستهلاك مقارنة بالتعرفة.