«انتخابات لبنان»: إقبال أقل من المتوقع على الاقتراع... وإشكالات متنقلة تعكس الاحتقان السياسي

• عون تدخّل لتشجيع المواطنين على المشاركة • باسيل: مَن لم يصوّت فهو خائن لبلده
• «حزب الله» طلب التمديد ساعتين وجعجع يرفض... وجنبلاط أطلق النفير

نشر في 07-05-2018
آخر تحديث 07-05-2018 | 00:05
وسط إقبال ضعيف تفاوتت خلاله نسب الاقتراع بين الدوائر الانتخابية بحيث لم تتخط الـ50% كمعدل إجمالي في بعض الدوائر وتدنت في أخرى إلى ما دون الـ30%، انتخب اللبنانيون، أمس، مجلساً نيابياً جديداً، هو الأول منذ نحو عقد، في عملية من شأنها حماية التوافق الهش بين القوى التقليدية.
توجه اللبنانيون صباح أمس إلى مراكز الاقتراع لانتخاب مجلس نيابي جديد، هو الأول منذ نحو 9 سنوات، لاختيار 128 نائبا، في 1890 مركز اقتراع بـ 15 دائرة انتخابية، وفق القانون النسبي، الذي يعتمد للمرة الأولى في لبنان.

وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا، حيث بدأ الاقتراع ليستمر خلال النهار وسط إقبال ضعيف من الناخبين، وقد حثت الكتل السياسية الرئيسة بعد الظهر مناصريها على التوجه الى مراكز الاقتراع.

وأسفر انخفاص النسبة عن تدخل مباشر لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في العملية الانتخابية، حيث وجه نداء الى اللبنانيين دعاهم فيه الى "ممارسة حقهم في الاقتراع والإقبال على التصويت، في خلال ما تبقى من وقت قبل إقفال صناديق الاقتراع".

وقال: "بعدما تابعت اليوم عملية الاقتراع، فوجئت بضعف الإقبال على ممارسة الحق الانتخابي، لأنكم أيها المواطنون، اذا كنتم بالفعل راغبين في حصول تغيير وتبديل، والوصول الى حكم جديد ونهج جديد، فإنه عليكم أن تمارسوا هذا الحق. لا يجوز أن تتركوا هذه الفرصة مع وجود قانون جديد يسمح للجميع بالوصول الى الندوة البرلمانية".

وأضاف: "الوقت لا يزال متاحا، وإنني آمل منكم أن تقترعوا. واذا كنتم موجودين داخل أقلام الاقتراع، فسيتم تمديد الوقت لكي يتمكن الجميع من التصويت".

وكان الرئيس عون تابع بعد ظهر أمس مسار العملية الانتخابية من خلال غرفة العمليات التي استحدثت في قصر بعبدا، حيث تم ربطها بغرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية التي ترد إليها تباعا تفاصيل الانتخابات ونسب المشاركة فيها وآخر التقارير الأمنية.

كما اقترح نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بعد اقتراعه في منطقة زقاق البلاط في بيروت، أن "يتم تمديد التصويت مدة ساعتين" إلا أن هذا الطلب قوبل برفض من وزارة الداخلية. وغرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمس، قائلا: "لا لمسايرة أي حزب أو أي مرشح، نرفض تمديد وقت الاقتراع".

عون: صوتي للعهد

بعد الإدلاء بصوته في حارة حريك، جنوب العاصمة بيروت، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس: «صوتي للعهد». وأكّد أن «اللبنانيين يمارسون اليوم أهمّ عملية وطنية سياسية لاختيار من يمثلهم لأربع سنوات»، مشيراً إلى أنّه «لا يجوز لأحد عدم ممارسة واجبه المقدس بالانتخاب».

وقال: «من لا يمارس حقّه، يتنازل عن حق المحاسبة للنواب»، وتمنى أن «يكون الانتخاب على حسب إرادتكم»، لافتاً إلى أنّ «المجلس النيابي هو أم السلطات، وهذا أمر مهم للجميع».

جنبلاط

أما رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط فغرّد عبر "تويتر" قائلا: "في ربع الساعة الاخير المطلوب رفع نسبة التصويت الى الأقصى والانقضاض والتجمع في مراكز الاقتراع كرفوف الحجال الشامخة الأبية الجميلة من جبالنا، للحفاظ على هويتنا ووجودنا وكرامتنا في مواجهة الطارئين كالغربان السود الذين يحومون على الجيف والنفايات من جماعات السلطة الفعلية والملحقة".

باسيل

ودعا رئيس "​التيار الوطني الحر​" ​جبران باسيل​ الماكينة الانتخابية في جزين الى دعوة الناخبين الى ممارسة حقهم بالاقتراع"، مشيرا الى "أننا قاتلنا كل العالم لنحقق هذا القانون الانتخابي، وحققنا ​النسبية​". واعتبر باسيل أن من "لم يصوت كأنه يخون بلده، ومن يريدون بناء دولة عليهم أن يدلوا بأصواتهم"، لافتا الى أن "ثمن الثورة مشوار على الصندوق الانتخابي"، وداعيا الماكينة الانتخابية الى "العمل أكثر على رفع نسبة الاقتراع".

الحريري: البلد بألف خير

قال رئيس الحكومة سعد الحريري بعد الإدلاء بصوته في بيروت، أمس: «اليوم هو عرس ديمقراطي، وقمت بواجبي الانتخابي، وإذا نظرنا الى ما يحصل حولنا ونرى كيف تجرى انتخابات في لبنان نقول ان البلد بألف خير».

وأشار إلى أن «لبنان يقوم بانتخابات ديمقراطية وعلى كل مواطن أن يقدم على الانتخابات لتقديم واجبه الوطني». وختم: «انني أواكب العملية الانتخابية، وأؤكد أنها ديمقراطية لمصلحة المواطن اللبناني». ورداً على سؤال عن توتير أمني بعد الانتخابات بسبب الاوضاع الإقليمية، قال الحريري: «لا خوف على الأمن».

إشكالات

إلى جانب نسبة المشاركة المنخفضة، برزت أمس إشكالات متنقلة في عدد من المناطق اللبنانية، حيث وقع إشكال بين مناصري حزب "القوات اللبنانية" وآخرين تابعين للمرشح عن المقعد الكاثوليكي في دائرة زحلة، النائب نقولا فتوش، في حوش الزراعنة ـ زحلة، على خلفية عمليات الرشا من قبل مناصري فتوش.

واقتحم مناصرو "القوات" أحد مكاتب مناصري فتوش في حوش الزراعنة، مطالبين بإيقاف عمليات الرشا التي يقوم بها رجال فتوش، إذ يعمدون إلى إلزام الناس على الاقتراع لمصلحة الأخير بالقوة.

تحطيم صندوق

كما وقع إشكال تطور الى تضارب بالأيدي داخل أحد أقلام الاقتراع في بلدية الشويفات. وجاء الإشكال بعد اعتراض أحد المندوبين على عدم توقيع رئيس القلم على 49 ورقة خاصة بالانتخابات، مع العلم بأن القانون يلزم رئيس اللائحة أن يوقع على اللوائح الانتخابية قبل الانتخاب، وفي حال عدم التوقيع على تلك اللوائح فإنها تعد وفق القانون ملغاة.

وقد ساد هرج ومرج داخل القاعة تطور الى إشكال وتضارب بالأيدي، مما أدى الى تحطيم صندوق الاقتراع وتساقط أوراق الانتخاب، وعلى الفور استقدمت تعزيزات عسكرية الى مركز الاقتراع في البلدية.

بري انزلق وكاد يقع

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال إدلائه بصوته في دائرة الجنوب الثانية، أمس، حيث تعثّر وانزلق وكاد يقع. ويظهر الفيديو كيف أسرع مرافقوه الى اعانته ومنعه من السقوط أرضاً، وقاموا بالصراخ على الموجودين في المكتب ليبتعدوا عنه.

سكاف

وتعرضت المرشحة عن المقعد الكاثوليكي في دائرة زحلة، ميريام سكاف، إلى اعتداء عليها في سيارتها ومواكبتها أثناء وجودها أمام مكتب الكتلة في حي الراسية الفوقا – زحلة. واستنكرت سكاف، في مؤتمر صحافي أمس، "الاعتداء عليها وعلى مناصريها من قبل مجموعة شباب، قاموا بترهيب شباب الكتلة والاعتداء على مكاتبنا، في وقت لم تتحرك القوى الأمنية".

وأضافت: "هذا الأمر قد يؤثر على الناس التي تخاف النزول الى الشارع للاقتراع وملازمة بيوتها"، مشيرة الى أن "كل من يحرضهم يجب أن يحاسب ويتم توقيفه"، متسائلة: "لماذا لا يتركون الناس تمارس حقها الانتخابي بشكل ديمقراطي في هذا اليوم الانتخابي؟".

لاسا

وقام عناصر "حزب الله" في قرية لاسا بدفع أحد مناصري لائحة "كلنا وطني" (المجتمع المدني) وضربه أمام مركز الاقتراع، وعلى الفور تدخلت القوى الأمنية والجيش لفض الإشكال. ولفتت لائحة "كلنا وطني"، في بيان، إلى أن "هذا الأمر تكرر أكثر من مرة في أكثر من منطقة، ويعمل التحالف على توثيق الإشكالات والتجاوزات، ليتقدم بالشكاوى حيث يجب".

جعجع بين «التزامين»

قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» ​سمير جعجع​ ردا على سؤال حول صوته التفضيلي بعد اقتراعه في بشري، أمس، إنه «بين الالتزام الحزبي والالتزام الزوجي، إن وضعي صعب». وأشار إلى ان «هناك زحمة على أقلام دير الاحمر، لأن عمل الاقلام بطيء، وأتمنى أن تعالج وزارة الداخلية هذا الامر، لأنه لا يجوز ان ينتظر المواطن ساعة كي ينتخب».

عيد

ومنع مناصرو الحزب "التقدمي الاشتراكي" المرشحة غادة عيد من الدخول الى بلدة عماطور قضاء الشوق، وتعرضت للاعتداء بالعصي. وأعلن حزب "سبعة"، في بيان أمس، عن "الاعتداء على عيد وناشطين من حزب سبعة، كانوا برفقتها، مما أدى الى تكسير زجاج السيارة بالعصي وتعنيف للناشطين".

كما وقع إشكال أمام المدرسة الكويتية في صيدا بين مناصرين للوائح المتنافسة في صيدا، حيث قامت ​القوى الأمنية​ بالتدخل فورا، وعاد الهدوء الى المنطقة.

وحصل إشكال بين "تيار المستقبل" و"الأحباش" في الطريق الجديدة مدرسة عمر فروخ، حيث كان بعض الأشخاص يريدون تعليق صورة للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، فحصل تضارب بين الطرفين.

جنبلاط: القانون فرض علينا

ذكر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب ​وليد جنبلاط​ بعد ادلائه بصوته في المختارة، امس، أن «نسبة الاقتراع ممتازة، والثغرة في القانون الانتخابي الذي فرض علينا»، مشددا على انه «لا خوف على المختارة».

جريصاتي

وأعلن وزير العدل ​سليم جريصاتي​، في حديث تلفزيوني، أمس، أن "النيابة العامة المناوبة اتخذت قرارات باستدعاء المسببين بأعمال العنف، وتم توقيف 3 أشخاص من زحلة، ويتم الآن معالجة مسألة شويفات"، موضحا أن "ما حصل بقلم شويفات يتعلق بلجان القيد و​المجلس الدستوري​ في حال الطعن".

أما عن الرشا الموثقة، فلفت جريصاتي الى أنه "سيؤخذ بها أيضا من ​القضاء​ المختص، لأنها جريمة، لكن القضاء الدستوري سيأخذ بما هو موثق أمنيا بالرشوة".

اشتباكات... وانتهاكات

شهدت بعض المناطق إشكالات متفرقة، أبرزها:

• رجل يتهجم على رئيس بلدية صيدا محمد السعودي الذي كان يدلي بصوته برفقة زوجته.

• صورة للأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصرالله، تتسبب في تضارب بين "المستقبل" و"الأحباش" في الطريق الجديدة.

• تعرض مرشحة "حزب سبعة" في دائرة الجنوب الثالثة، ريما حميد، للاعتداء والضرب والتهديد في بنت جبيل.

• إشكال بين مناصري "القوات" وآخرين تابعين للمرشح قولا فتوش في زحلة بسبب رشا.

• إشكال أمام "المدرسة الكويتية" في صيدا بين مناصرين للوائح المتنافسة في عاصمة الجنوب

• إشكال في قلم اقتراع في الشويفات وتسكير صندوق اقتراع.

• مواجهة كبيرة وقعت في بلدة لاسا بين حزب الله و"كلنا وطني"، أدت إلى إقفال صناديق الاقتراع.

• مشكل في بلدة ​عكار العتيقة​ بين مناصري الوزير السابق اللواء أشرف ريفي​ ومناصري "​المستقبل​".

• أقلام تحمل كاميرات خلف عدد من العوازل في زحلة.

• كاميرات مراقبة داخل أقلام الاقتراع في الزرارية بالجنوب.

• عدم احترام لفترة الصمت الانتخابي.

back to top