أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح أن "مشروع تطوير شمال الكويت ومدينة الحرير ليس مجرد رؤية، بل هو واقع الكويت منذ ما قبل اكتشاف النفط، بوصفها بلدا ساحليا وميناء يستقبل ويساعد ويتكيف ويتقبل الجميع دون النظر إلى اختلاف الدين أو الفكر أو الثقافة"، معتبراً أن هذا هو "ما نحتاج أن نستعيده في حاضرنا ونتذكره من تراثنا".وقال ناصر الصباح، في كلمته خلال افتتاح ورشة العمل التي نظمها مكتب البنك الدولي في الكويت أمس تحت عنوان "مشروع بوابة الكويت الشمالية الخليجية: مدينة الحرير"، إن هذا المشروع "لايزال في بدايته، لكن يغمرنا الكثير من الحماس للتفاعل الاجتماعي والسياسي معه"، مبيناً أن من شأنه أن "يجعل الكويت مرفأ يصل منطقة اسيا الوسطى وجنوب روسيا ومنغوليا ببقية دول العالم".
وأوضح أن الكويت كانت تزخر بثقافة البلد المرفأ الذي يرحب بالجميع ويساعد الجميع من غير تفرقة بسبب دين أو ثقافة "وهذا الذي نحتاجه تماما لإعادة تأهيل المكان ووضعه بمكانته التاريخية السابقة".وأكد أن "التحدي الذي تواجهه الكويت من أجل تنفيذ هذا المشروع كبير ولكن الإرادة الموجودة بداخلنا أكبر من ذلك بكثير" مضيفاً أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وضع هذه الرؤية منذ سنتين وثلاثة أشهر. وبينما أعرب عن إيمان الكويت الدائم بتقديم العون للجيران، بيّن أن آسيا الوسطى على سبيل المثال تحتاج إلى الكثير من العون "ومن سوء الحظ فإن طرقهم للخروج إلى بقية دول العالم محدودة"، موضحاً "أننا نريد أن نفتح هذه المنطقة إلى جانب جنوب روسيا ومنغوليا وبقية الدولة الآسيوية بهذا الجانب لتكون دولة الكويت مرفأ لوصلها ببقية دول العالم، وهو ما من شأنه أن يخدم الكثير من الدول".وتابع: "رغم أننا، لسوء الحظ، استغرقنا كل هذا الوقت الطويل ومازلنا على خط البداية، فإن هناك المزيد من الحماس بين المجتمع الكويتي والأوساط السياسية التي تظهر اهتماما كبيرا بموقعنا الحالي".
مركز العمل الإنساني
وقال: "نومن بأننا مركز للعمل الإنساني الذي يجب أن يساعد المحتاجين، على سبيل المثال فإن دول آسيا الوسطى تحتاج إلى كم كبير من المساعدات ولسوء الحظ فإن مصادرها للوصول إلى باقي أجزاء العالم محدودة، ونود أن نوفر مخرجا يساعد هذه الدول على التواصل والوصول، مع اعتقادنا الكامل بأننا قادرون على توفير هذا المركز الإنساني عالميا لخدمة أمم كثيرة مثل جنوب روسيا ومنغوليا وإيران".وأكد أن ذلك يأتي "من منطلق صداقتنا مع تلك الدول والتزام الكويت بمساعدة من هم في حاجة للمساعدة"، مؤكداً اننا "نسعى لأن يكون هذا الجزء من العالم فريدا، خصوصا أنه يحتوي على عناصر شتى تؤهله لذلك من ناحية التاريخ والثقافة والسياحة والتجارة والطب".وتابع: "لا نقول إن الأمر سيكون طفرة، وأن هذه البلدان ستكون مثل هونغ كونغ أو سنغافورة"، موضحاً اننا "نحتاج أن ننظر لهذه المنطقة من العالم بصورة أخرى، خصوصا أنها محاطة بدول غنية، ولكنها رغم ذلك لا تملك الإمكانيات للتواصل معها والوصول إليها".تعاون خليجي
ورأى النائب الأول أن "الأمور في المستقبل القريب ستكون مستقرة أكثر من أي وقت مضى، ولكن يجب ألا ننتظر هذا الاستقرار، ويجب أن نكون مستعدين من الآن".وأشار إلى أن فلسفة مجلس التعاون الخليجي تقوم على ربط دول الخليج ببعضها وصولا إلى البحرين الأحمر والمتوسط ودول إفريقيا "وكما تعلمون فإن لدينا صحراء ضخمة بين المملكة العربية السعودية والعراق، والتي باستطاعتها أن تحتضن الصناعات الثقيلة من النفط والبتروكيماويات دون أن تتسبب في تلويث المدن الرئيسية".ولفت إلى "أننا نطمح لاستغلال جبال البحر الأحمر السعودية والعقبة الأردنية والتي تحتوي على العديد من المعادن التي يمكن استخراجها والعمل عليها"، مبيناً أن "هناك مناطق شاسعة يمكن أن تساعدنا للأفضل، ولكن نحتاج تفهما وتعاونا من كل دول الجوار لتحقيق هذه الرؤية بنجاح وسلام".وأعرب ناصر الصباح عن تمنياته أن تتمكن الورشة من معالجة الأمور التي لم يتم التفكير فيها والاستفادة من التجارب التي مر بها البنك الدولي في أميركا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا "حيث استعرضتم أمثله عديدة ونجاحات واخفاقات نتمنى الاستفادة منها".تجارب عالمية
بدوره، أعرب مدير مكتب البنك الدولي في الكويت والشرق الاوسط وشمال افريقيا فراس رعد عن فخر البنك الدولي بالشراكة مع الكويت والعلاقات المميزة والقديمة التي يسعى الطرفان إلى تعزيزها.وقال رعد، في كلمة خلال افتتاح الورشة، أن البنك يرغب في تعزيز المباحثات مع الكويت خلال الايام القليلة المقبلة، لافتاً إلى أن الفريق "الذي شكلناه لذلك هو فريق كبير من المستشارين والخبراء يقوده مسؤولون في البنك الدولي في اختاصاصات مختلفة، وسنمنحكم خلال هذه المباحثات تجاربنا الداخلية والخارجية وأخرى عامة".وأوضح أن الورشة ستركز على التجارب العالمية في آسيا وبالتحديد في سنغافورة وهونغ كونغ وجبل علي والعقبة وجنوب أميركا، موضحاً أن هناك عدة تجارب عبر العالم، فشلت وأخرى نجحت، " لكن ما يهمنا هو عناصر النجاح، وفي ورشة العمل هذه سنهتم أيضا بعوامل أخرى كالبيئة الاقتصادية، والاتصال بين الكويت وجيرانها والتخطيط العمراني".النائب الأول يلتقي المحافظين
التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح، أمس، بقصر بيان محافظي البلاد، ووكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين الصباح.وأعلنت مديرية التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الدفاع، في بيان صحافي، أن النائب الأول ناقش خلال لقائه المحافظين والصباح دور المحافظات في احتضان الكفاءات الشبابية الوطنية، باعتبارهم ثروة الوطن الحقيقية ومستقبلها وأهميتها في تأهيل الشباب، وإشراكهم في قيادة التنمية وتبوؤ مكانتهم لتحقيق رؤية الكويت الجديدة 2035.حضر اللقاء محافظ العاصمة الفريق متقاعد ثابت المهنا، ومحافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود، ومحافظ مبارك الكبير الفريق أول متقاعد أحمد الرجيب، ومحافظ الجهراء الفريق متقاعد فهد الأمير، ومحافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد.