تونس: عزوف عقابي في أول انتخابات بلدية

شارك ثلث الناخبين المسجلين فقط في الانتخابات البلدية بتونس، أمس، رغم أنها الأولى منذ ثورة 2011، وهو ما يمثل نسبة عزوف قياسية بدت فارقة في مسار الديمقراطية الناشئة، ورسالة رفض وجهها الشباب إلى السياسيين.

وقالت صحيفة "الشروق" التونسية، أمس، إنها "صدمة المقاطعة"، مبينة أن الناخبين كانوا مستائين من الانتخابات رغم أهميتها في المسار الديمقراطي للبلد الوحيد الذي نجا من تداعيات الربيع العربي.

وقالت صحيفة "لابراس" الناطقة بالفرنسية، في مقال، إن "نسبة المشاركة يوم 6 مايو ستبقى من دون شك نقطة سوداء، ولكن لن تعرقل مسار الديمقراطية".

ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج خلال الأيام القليلة المقبلة. ورجحت استطلاعات للرأي فوز حزب "النهضة" ببلدية تونس العاصمة، وجمع النسبة الأكبر من الأصوات، في حين أقرّ حزب "نداء تونس" بحصوله على المرتبة الثانية.

وأكد محللون سياسيون، أن نسبة المشاركة كانت ضعيفة وتصل إلى 33 في المئة، وهي بمنزلة "عزوف عقابي، ورسالة واضحة لتنبيه الطبقة السياسية"، مؤكدين أن ذلك "ليس فشلا للديمقراطية، افلانتخابات كانت صحيحة وشفافة ودون خروقات كبيرة".

وقال رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري: "المهم أننا أجرينا الانتخابات، هي لحظة تاريخية لتونس". وفيما يتعلق بالعزوف، قال "سننجز الـفضل في المرة القادمة".

وقدّر عدد من مسؤولي الأحزاب السياسية أن الاقتراع كان عقابا للحزبين الرئيسين المتحالفين في البلاد.

وبينما أكد رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أن "التونسيين غاضبون من كل السياسيين"، ذكر "حزب النهضة" أن نتائج الانتخابات تدعم استراتيجية التوافق مع حزب "نداء تونس" التي تم انتهاجها في تونس منذ انتخابات 2014.

وأكد الناطق الرسمي باسم حزب "النهضة" عماد الخميري، أن "انتصار النهضة والنداء، بغض النظر عن النتائج، سيظل قائما"، في وقت قال القيادي في "النهضة" لطفي زيتون بعد فرز الأصوات في مراكز الاقتراع إن "النهضة فاز في الانتخابات متقدماً على نداء تونس بفارق يصل إلى 5 في المئة... فوزنا هو تتويج لانفتاح النهضة وبحثها عن التوافق والنهج الديمقراطي".

من جهته، أقر القيادي بنداء تونس برهان بسيس في تدوينة على صفحته بـ "فيسبوك"، بتقدمّ حزب النهضة على شريكه في الحكم، حزب نداء تونس بفارق من ثلاثة إلى خمسة في المئة، أما "بقيّة الأحزاب والائتلافات فجاءت بعيدة كل البعد عن المنافسة وخارج نطاق التغطية الحزبية".

وأعلنت شركة استطلاع تقدما طفيفا لحزب "النهضة" 27 في المئة مقابل حزب "نداء تونس 22 في المئة، في حين حصلت مجموع القوائم المستقلة على 28 في المئة.

ودعا رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، السياسيين إلى العمل وتطوير خطابهم، واستعادة ثقة المواطنين، وفهم رسالة التونسيين من المشاركة الضعيفة في الانتخابات البلدية.