بولندا تنسلخ من ماضيها الأحمر

نشر في 08-05-2018
آخر تحديث 08-05-2018 | 00:03
No Image Caption
هيمن النصب التذكاري لجنود الجيش الأحمر نحو سبعة عقود على الساحة الكبيرة في ليغنيتسا بجنوب غرب بولندا، قبل إزالته أخيراً، لينتهي به المطاف، على غرار عشرات المعالم الأخرى، في مستودع للبلدية.

وقال المتحدث باسم المدينة أركاديوش روديك أمس: "بموجب قانون لإزالة الرموز الشيوعية من البلاد، مُنحت البلديات البولندية مهلة حتى نهاية مارس الماضي لإزالة هذه المعالم على نفقة الدولة، وبعد هذه المهلة، كان علينا أن ندفع من أموالنا الخاصة".

وفي رأي حزب "القانون والعدالة" القومي المحافظ القائم على القانون الصادر في الأول من أبريل 2016، نجح الجيش الأحمر في الإطاحة بالنازيين، غير أنه فرض نظاماً شمولياً آخر يتعين إزالة رواسبه بلا هوادة.

واضطرت مدينة ليغنيتسا الملقبة بـ"موسكو الصغيرة"، لأنها تضم أكبر قاعدة سوفياتية في بولندا، لاستقدام رافعة لإزالة التمثال البرونزي الذي يزن 2.5 طن.

ويشكل تمثال "الامتنان" أحد الضروب الكلاسيكية للدعاية الستالينية، وهو يظهر جندياً سوفياتياً يقوم بخطوة أخوية، لكنها قائمة على الهيمنة تتمثل بإعطاء جندي بولندي رمزياً الحرية المستعادة، وذلك بحضور فتاة صغيرة ترمز ملابسها إلى المستقبل المشرق.

وقال البعض بسخرية، إن هذين الجنديين يمثلان "أول ثنائي مثلي في الاتحاد السوفياتي".

وفي 2016، كلفت الحكومة البولندية المعهد الوطني للذاكرة الإشراف على عملية إزالة الرموز الشيوعية.

وأوضح المؤرخ ماشيك كوركوك مدير المعهد الوطني للذاكرة، الذي أحصى نحو 300 معلم من هذا النوع، أن "بقاء المعالم الشيوعية في المجال العام يعني تمجيد النظام الشيوعي"، مؤكداً "يجب تفكيكها ونقلها إلى متاحف للدعاية الشيوعية" كذلك الموجود في بودبورسكو شمال غرب البلاد.

غير أن مناطق بولندية عدة تعارض هذه الخطوات، ففي ايلبلاغ (شمال)، عمدت السلطات إلى نقل ملكية دبابة سوفياتية من نوع "تي 34" إلى المتحف الأثري تفادياً لإزالتها، وبذلك أفلتت هذه القطعة من القانون لانتقال ملكيتها.

back to top